تملك من الحسِّ الإنساني الفيض الكثير، وظَّفته مع جمال الصوت في خدمة مشروعها الموسيقي، منطلقة من إيمانها العميق بأنَّ الموسيقا تنتج من المحبة لتعطي الخير والسلام بمحبة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 شباط 2019، "جولي موسى" المغنية الأوبرالية، وقائدة كورال "إيماني فيك كبير"، وكانت بداية الحديث معها عن العائلة والطفولة والدراسة، حيث قالت: «أنتمي إلى عائلة جميلة ودافئة، لديَّ من الإخوة سبعة، وجميعنا نحب الموسيقا ونمارسها مع الغناء، والفضل فيما وصلت إليه يعود إلى تشجيع عائلتي وخاصة والدتي، التي ربَّتني على حب الموسيقا والغناء منذ طفولتي وكانت سنداً لي حتى اللحظة، وكلّ ما أقوم به عربون محبة لها وردّ دينٍ لعطائها. دراستي كانت في مدينة "حمص" -حيث ولدت- في جميع المراحل، وبسبب عشقي للموسيقا؛ تابعت دراستي الجامعية في هذا المجال، وتخرّجت في كلية الموسيقا بجامعة "البعث" عام 2018».

أنتمي إلى عائلة جميلة ودافئة، لديَّ من الإخوة سبعة، وجميعنا نحب الموسيقا ونمارسها مع الغناء، والفضل فيما وصلت إليه يعود إلى تشجيع عائلتي وخاصة والدتي، التي ربَّتني على حب الموسيقا والغناء منذ طفولتي وكانت سنداً لي حتى اللحظة، وكلّ ما أقوم به عربون محبة لها وردّ دينٍ لعطائها. دراستي كانت في مدينة "حمص" -حيث ولدت- في جميع المراحل، وبسبب عشقي للموسيقا؛ تابعت دراستي الجامعية في هذا المجال، وتخرّجت في كلية الموسيقا بجامعة "البعث" عام 2018

عن الموسيقا والغناء في حياة "جولي موسى"، وكيف وظفتهما في أعمالها قالت: «برأيي الموسيقا قادرةٌ على أن تحكم العالم بالخير، وفيها يمكننا أن نعالج أيّ مرضٍ، ونتغلب على أحزاننا وأوجاعنا، ومفتاح كلِّ عملٍ أقوم به يكون بالموسيقا، وقناعتي التي أعمل بها وأعلمها لطلابي دوماً، هي أنَّ الموسيقا يجب أن تقدَّم كعمل خيرٍ من دون مقابل، هذا الإيمان بقوة فعل الموسيقا، أحببت أن أوظِّفه مع الأطفال بوجه خاص، فبعد أن أسَّست أوَّل كورال مع أطفال كنيسة "مار شربل" في عام 2014، وبدأت تجربتي تتطور وتلقى الإعجاب والتشجيع من خلال الحفلات التي كانت تقام في الأعياد والمناسبات المختلفة، ولأنني كنت مؤمنةً بأنَّ الموسيقا إن لم يكن جوهرها المحبة، فهي باطلة، كان اتجاهي لتوظيفها في خدمة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكي يكون عملي متكاملاً لأقصى درجة ممكنة، كان علي الاطلاع والدراسة بما يختص بحالاتهم وبطريقة التعامل معهم، طرحت الفكرة على بعض الأصدقاء ونالت إعجابهم وتشجيعهم، وفعلاً بدأت التدريب في مركز "عائلة إيمان ونور" التابع لكنيسة "دير المخلص"، ثمَّ في مركز "ثمار المحبة" الذي أسَّسته كنيسة "مار شربل"، وعلى الرغم من الجهد والتعب الكبير الذي يحتاج إليه عمل كهذا لمدة عامين، إلا أنَّ سعادتي تكمن برؤية التطور الذهني والحركي لدى هؤلاء الأطفال، والأثر الذي أحدثه العلاج بالموسيقا فيهم، وعندما أشعر بفرحهم وتحسن حالاتهم المرَضِية يبدِّد كل ذلك، لأن الموسيقا تعمل على تنمية شخصية الطفل، وتعزز ثقته بنفسه أمام المجتمع الذي يعيش فيه، وتنمِّي روح التعاون ضمن العمل الجماعي، من هنا تأتي الأهمية الموسيقية والاجتماعية للعمل الكورالي، فعلى الرغم الاختلاف بين الأطفال، إلاَّ أنهم يظهرون بمظهرٍ واحدٍ، متَّحدٍ وأكثر تأثيراً عند المشاهد».

مع كورال "إيماني فيك كبير"

وفي الحديث عن كورال "إيماني فيك كبير" وأبرز مشاركاته، وعن أعمال "جولي موسى" الفنية التي قدمتها، تضيف وتقول: «هذا الكورال بمنزلة عائلتي الثانية والكبيرة، وقد ظهر نتيجة عمل السنوات الماضية مع عدَّة فرق درّبتها، أبصر النور عام 2017، بعد الدمج بين أطفال من الكورالات التي شاركت في تأسيسها، وبدأ العمل يتطور، وخاصة بعد تبني الأب "مجدي سيف" رئيس "دير الآباء اليسوعيين" في "حمص"، وللعلم فإنَّ الكورال أصبح يضم أشخاصاً من جميع الأديان والطوائف وبجميع الأعمار، ويشاركني في العمل فنانون محترفون من دون مقابل، أصبحوا جزءاً أساسياً من الكورال، وقدمنا العديد من حفلات "الريستال" في أعياد الميلاد خاصةً، ونتيجة النجاح الذي حققناه خلال سنوات قليلة، ولأنَّ الموسيقا هدفها تقديم الخير والسلام بين الناس؛ قدمنا مع فرقة الإنشاد الديني التابعة لمديرية الأوقاف بتاريخ 29 كانون الثاني 2018، حفلاً موسيقياً مشتركاً ضمن كورال أسميناه: "حمص بتجمعنا"؛ ليكون رسالة عن المحبة والتعايش المشترك، ولديَّ مشاركة ضمن فرقة "شام" مع مجموعة من العازفات والمغنيات الأكاديميات، ولنا عدة مشاركات في مدينة "حمص" وخارجها».

الباحث والناقد الموسيقي "داود سلامي" سألناه عن رأيه وتقييمه لأعمال "جولي موسى"، فأجاب قائلاً: «عندما سمعت صوتها لأول مرة من خلال مقطع صوتي، شعرت بنفسي ذاهباً إلى عوالم فنية أخرى لم تعد موجودة إلا عند قلة من المطربين، جمال صوتها مع إحساسها العالي يشكلان توأماً واحداً، والحرفية العالية التي تستخدمها في طبقات القرار والجواب فريدة بالنسبة لغيرها، فهي تحافظ على جمالية الجملة الموسيقية؛ وهو ما يؤثر أكثر في المتلقي. أمَّا عملها مع كورال الأطفال، فيحتاج إلى جهدٍ وإبداعٍ كبيرين، من حيث إخراج الطبقات الصوتية بطريقةٍ ذكية وبأسلوب أكاديمي وصوت واحد. أمَّا بالنسبة للأعمال التي تقدمها على المسرح، فهي امتازت بأداء المقطوعات القديمة والحديثة بأسلوب متميز؛ وهذا يدل على كمية الثقافة العالية التي تتمتع بها، باختصار فإن صوتها قادمٌ من عصور الجمال التي نسمع عنها في الأساطير من دون مبالغة، وأنا مؤمنٌ بأنها ستصل إلى مكانٍ لم يسبقها أحدٌ إليه».

شهادة تكريم عن مشاركتها في كورال "حمص بتجمعنا"

"جورج ضاوي" عازف نايٍ محترف، تحدَّث عن "جولي موسى" وما يميزها فقال: «الإبداع والجمال في صوتها أحسست به من خلال مقطوعة أوبرالية مشهورة قدمتها مع عازفة القانون "فرح يونس" في إحدى الأمسيات، منذ ذلك الحين وصوتها ترسَّخ في وجداني، وشاءت المصادفة أن أشارك معها في حفل موسيقي لكورال "إيماني فيك كبير" عام 2018، والغناء الأوبرالي يحتاج إلى صوت جميل ومتمكن، وهذا موجود عند "جولي"، إضافة إلى أنها صقلته بالدراسة الأكاديمية، فأصبح أكثر تميزاً وجمالاً، واستخدام التقنية الأوبرالية في الغناء الشرقي غير موجود عند باقي المغنين، لكن "جولي موسى" استطاعت توظيف ذلك بأسلوب تميزت به منفردةً بحسب رأيي، والأهم حسها الإنساني المرهف، الذي وظّفته في عملها مع الأطفال».

يذكر، أنّ "جولي موسى" من مواليد "حمص" عام 1993، وتعمل حالياً أستاذة في قسم غناء الأوبرا بكلية الموسيقا في جامعة "البعث".