رحلةٌ غريبةٌ قطعها الفنان "شادي موسى" مع الفنّ، حيث قضى فيها مدة طويلة يحمل بذرة الحب من دون أن يبذرها في الواقع كما يفعل اليوم، ويحقق الاحتراف بعيداً عن الهواية التي ارتبطت به طويلاً، حتى بات الفنّ جزءاً لا يتجزأ من كيانه، ويشغل كل مفاصل حياته.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 6 تشرين الثاني 2018، التقت الفنان "شادي موسى" ليتحدث عن بدايته، فقال: «لم أنشأ ضمن عائلة فنية، لكنها كانت داعمة لي في هذا المجال. كان ملهمي وداعمي معلمي الفنان "اسماعيل نصرة"، فهو أول من علّمني كيف أحب وأعشق الفن، حيث بدأت الرسم منذ الطفولة، وكانت هواية وبدأت تتطور لتصبح الجزء الأجمل من حياتي».

لم أنشأ ضمن عائلة فنية، لكنها كانت داعمة لي في هذا المجال. كان ملهمي وداعمي معلمي الفنان "اسماعيل نصرة"، فهو أول من علّمني كيف أحب وأعشق الفن، حيث بدأت الرسم منذ الطفولة، وكانت هواية وبدأت تتطور لتصبح الجزء الأجمل من حياتي

ويتابع عن تعلّقه بالفن: «الفنّ بالنسبة لي هو الجمال والإحساس والجزء الأجمل من حياتي. فالطبيعة أعظم لوحة على الإطلاق، وهي الخزّان البصري لكل متذوق للجمال، ومصدر غني جداً لكل فنان. أما الألوان بالنسبة لي، فهي تلك القوة والقدرة التي تعمل على تغيير نفسية الإنسان، لأن كل لون مرتبط بمفاهيم معينة ويملك دلالات خاصة.

لوحة تمثّل الأم ّسورية

إن الألوان المشكلة للطبيعة من حولنا هي معيار للتفاهم والترابط، وكل لون منفرد بجماليته وخصوصيته، ولا سيادة للون على آخر، لكن بالنسبة لنا كفنانين نتجاوز هذه التراتبية بتكوين معايير لونية خاصة لخدمة العمل الفني وتوازنه؛ لأن اللون جاذب للرؤية البصرية».

يكمل عن المدارس التي تأثر بها والعقبات التي يواجهها: «يظهر من خلال أعمالي تأثري العميق بالمدرسة الواقعية، وأغلب أعمالي تنتسب إلى هذه المدرسة، كما قمت بأعمال تجريدية لما فيها من قوة في التعبير والجمال والإحساس اللا متناهي.

من أعماله الأخيرة

لا بدّ من تعرّضي لبعض العقبات، وخاصة في بداية انخراطي بالعمل التشكيلي، وهي شبه الافتقاد إلى الدعم المعنوي وغياب حالة الاقتناء للأعمال الفنية في ظلّ ارتفاع أسعار المواد التي نقوم باستخدامها في أعمالنا الفنية، وعزاؤنا كفنانين هو الرسالة الثقافية والحضارية والإنسانية المقدسة التي نقوم بأدائها».

أما عن المعارض التي شارك بها، فيقول: «شاركت في عدة معارض، منها: معرض "الربيع السنوي"، ومعرض "الخريف السنوي"، ومعرض "تحية إلى تشرين"، إضافة إلى أنني خريج مركز "أدهم إسماعيل" للفنون التشكيلية، اختصاص تصوير زيتي بدرجة ممتاز، وخريج مركز "أحمد وليد عزت" للفنون التطبيقية، اختصاص خط عربي، وطالب في كلية الفنون الجميلة بجامعة "دمشق"، قسم التصوير».

واقعية

الفنان "اسماعيل نصرة" عن رؤيته لأعمال الفنان "موسى" يقول: «لقد أصبح صديقي بعد أن كان طالباً مجتهداً ومهذباً في مركز "أدهم إسماعيل"، وأؤكد على صفة التهذيب لأنها برأيي يجب أن تكون ملازمة لأي فنان، كما أحترم عناده وأقدر الإصرار على التعلّم على الرغم من ظروفه الصعبة. تابع تعليمه في كلية الفنون الجميلة؛ وهذا بحد ذاته إنجاز يستحق كل التقدير، ويعمل قدر المستطاع ليكون أكاديمياً قوياً، ليخط لنفسه أسلوباً وبصمة خاصة تميّزه على الساحة التشكيلية».

يذكر أن "شادي موسى" من مواليد محافظة "حمص" عام 1984، متزوج وأب لثلاثة أطفال.