قدم بصوته تراث بلاده مراعياً تفاصيل أصالة الذاكرة السورية وغناها، لينقل بصوته الحاضر صورة عن ماضي بلاده العريق، بعيداً عن المبالغة والتكلف.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 30 تموز 2018، تواصلت مع الفنان "سليمان حرفوش"، فقال عن البدايات: «مثل أي طفل يولد وتولد معه موهبته وتكبر معه، بدأت الغناء في عمر التسع سنوات، كنت أغني في المدرسة، وفي هذه المرحلة نحتاج إلى توجيه واهتمام بالموهبة أيّاً كانت في الحقيقة، ولأهلي دور كبير جداً كان في هذه المرحلة بتطوير هذا الجانب على ألا يتعارض مع دراستي وتحصيلي العلمي، فانتسبت إلى نادي "دار الفنون" بمحافظة "حمص" لتكون النقلة الأولى والمهمة، وخصوصاً بوجود أستاذ يعرف كيف يتعامل مع المواهب ولديه القدرة على تطويرها لتصبح عالية المستوى، فدخلت المعهد الموسيقي، وتمّ إيفادي لمدة سنتين لدراسة تقنيات الصوت في "اليونان" بعد ذلك، وللمحيط الدور الكبير في تطوير الموهبة، وتأثير كبير في استمرارية الشغف بها، فقد كان كل من حولي من أهل وأصدقاء دافعاً كبيراً للاستمرار».

مع الأسف! في هذه الأيام طغت موجة من الأغاني الهابطة، ولـ"السوشال ميديا" دور كبير في المساعدة بانتشارها على نطاق واسع بدلاً من الحد من وصولها إلى أكبر عدد من المستمعين وتشويه هوية الأغنية العربية، لكن لكل فنان يملك هدفاً وموهبة دور لمنعها من الانتشار، وعلى الرغم من صعوبة هذه المهمة، إلا أن المحاولة ضرورية

ويكمل: «مع الأسف! في هذه الأيام طغت موجة من الأغاني الهابطة، ولـ"السوشال ميديا" دور كبير في المساعدة بانتشارها على نطاق واسع بدلاً من الحد من وصولها إلى أكبر عدد من المستمعين وتشويه هوية الأغنية العربية، لكن لكل فنان يملك هدفاً وموهبة دور لمنعها من الانتشار، وعلى الرغم من صعوبة هذه المهمة، إلا أن المحاولة ضرورية».

المايسترو "نزيه أسعد"

ويتابع: «المشاركات التي قمت بها كثيرة في "سورية" وخارجها، فقد كنت عضواً في الأوركسترا السورية للموسيقا العربية (مغني صولو)، وكان لي مشاركات مع الأوركسترا الوطنية أيضاً (مغني صولو)، وفي فرقة "أبي خليل القباني" للموسيقا العربية بقيادة الدكتور "جوان قره جولي"، وكانت تضم أهم الموسيقيين في البلد، كما شاركت بمهرجانات كثيرة مع الفرقة في جميع مسارح "سورية"، وبجولات موسيقية في "إيران، والإمارات، وتركيا، وتايوان، ولبنان، وروسيا"، ودول أوروبية كثيرة قدمنا فيها نبذة من تراث "سورية" لكون الفرقة تعنى بالتراث السوري، وغبت فترة عن تقديم الحفلات بسبب الأوضاع التي مرّ بها بلدنا الحبيب، وعدت بحفل بمجمع "دمر" الثقافي "أوبرا دمر" بمهرجان "مغنون شباب" الأول مع أهم الموسيقيين السوريين بقيادة المايسترو "نزيه أسعد"، وقدمت في هذا الحفل مجموعة من الأغاني التراثية السورية والموشحات التي يفضّلها الجمهور المحب لمثل تلك الألوان الغنائية. وكلونٍ غنائي أفضّل أن أقدم الموشحات والأغاني التراثية؛ لأن بلدنا غني بمثل هذا المحتوى الفني ومن واجبنا تقديمه بأسلوب متجدد مع المحافظة على أصالته».

عنه يقول المايسترو "نزيه أسعد": «أعرف "سليمان حرفوش" منذ زمن طويل كمغنٍّ متألق، وبعد هذا الزمن اجتمعت به من جديد فظهر متألقاً أكثر، والحفل الذي جمعني به في مجمع "دمر" الثقافي كان متميزاً بأغانيه وطريقة أدائها من قبل "سليمان" والفرقة الموسيقية المرافقة له، واهتمامه بالتراث السوري عموماً يعطيه هوية لامعة؛ أقصد هوية المغني المحترف القادر على إيصال الإحساس الشرقي إلى الآخرين بمهنية وثقة».

يذكر أن "سليمان حرفوش" من مواليد محافظة "حمص" عام 1980، وحاصل على إجازة في الحقوق.