علاقة مميزة جمعته بالناي، فاستطاع أن يتحد معه، ويصنع منه ألحاناً استثنائية، فيها من الصدق ما يكفي لتجعل المستمع يشعر بصدقها حين تتسرب إلى حواسه.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 5 شباط 2018، مع عازف الناي "إبراهيم كدر" ليحدثنا عن بداياته بالقول: «البداية كانت من مدينتي "حمص"، التي تعلمت فيها العزف على الناي تحت إشراف الفنان "خلوق الوفائي"، ثم انتقلت لأتابع مشواري بطريقة أكاديمية. وتحضرت للدخول إلى المعهد العالي للموسيقا تحت إشراف الفنان "مسلم رحال"، وبعد تخرجي، وبتوصية منه، أصبحت مدرّس الناي في "المعهد العالي للموسيقا" بـ"دمشق".

عندما نمنح ما نحب طاقتنا ووقتنا وجهدنا ستكون النتيجة حتماً كتلة من الإبداع والفن الصادق الذي يصل إلى الناس، وعند "إبراهيم كدر" الفن متوازٍ مع الأخلاق الفنية العالية؛ لذلك يعدّ من الصف الأول في موسيقا الناي، لأنه قارئ ممتاز لفكر المغني أثناء الأداء، وملتزم بالنوتات المكتوبة لدوره بحرفية عالية، وعند الارتجال أو الإضافات يوصل المغني مع أنغامه إلى مرحلة (السلطنة)؛ وهذا ما ينعكس أيضاً على المستمعين

العشق المتبادل بيني وبين هذه الآلة الساحرة التي تكاد أن تكون قطعة من جسدي؛ لعذوبتها ونقاوة صوتها وحساسيتها، وقرب صوتها من صوت الإنسان، كل هذه العوامل جذبتني ودفعتني إلى تعلمها وكشف أسرارها».

ألبومه "كزنشيرتو الناي"

وعن مشاركاته الفنية، أضاف: «لدي العديد من المشاركات المحلية والعالمية، سواء كعازف صولو منفرد، أو كعازف مع أوركسترا أو فرق صغيرة داخل وخارج البلد، ولعل أبرزها مشاركتي كعازف صولو مع أوركسترا السيمفونية الوطنية 2009، حيث قمت بتمثيل الفن النقي في بلدي خير تمثيل، بعد فوزي بمنحة من مؤسسة "المورد الثقافي" لإنتاج ألبوم "كونشيرتو الناي"، وهو الأول من نوعه في الوطن العربي، انتهيت من تسجيله بنهاية خريف 2017، وتم طرحه في الأسواق، وجاري التحضير لألبوم ثانٍ يحمل اسم "صوت مهاجر"، وهو عمل موسيقي تعبيري ذو طابع درامي لآلة (الكوله) الشبيهة بآلة الناي، وهي المرة الأولى أيضاً التي يتم فيها طرح هذه الآلة بالإطار الأكاديمي. أما موضوع الألبوم، فهو يجسد واقع الهجرة السورية الداخلية منها أو الخارجية، ومن البديهي والأهمية القصوى نيل الدعم من المحيط الاجتماعي لتعزيز الثقة بالنفس، لكن هذا كمرحلة أولى مسؤولية تقع على الجهات الثقافية والإعلامية لتبني مثل هذه المشاريع التي تكمن غايتها في نشر الثقافة، والتشجيع على المشاريع الفردية الملهمة للأجيال».

وعنه يقول الموسيقي "نزيه أسعد": «يمزج "إبراهيم" ما بين الأكاديمية والعفوية الأدائية على آلة الناي، فهو متنوع الإحساس ومتفوق بكل حالاته، يمتلك إمكانية عالية المستوى في إقناع المستمع بأهمية الناي بين مجموع الآلات، غير أنه يتمتع بالهدوء الموسيقي والتأني في رسم مسارات عزفه خلال أي عمل يعزفه.

الأستاذ نزيه أسعد

التعامل مع آلة الناي دقيق، وهو لديه من الدقة ما يكفي لتسميته الموسيقي الحذِر، كما أنه عازف محترف، يُعتمد عليه في الارتجالات المختلفة، يُنصت ويفهم ما يُقال جيداً».

وعنه أيضاً يقول المغني في الفرقة الوطنية للموسيقا العربية "محمود الحداد": «عندما نمنح ما نحب طاقتنا ووقتنا وجهدنا ستكون النتيجة حتماً كتلة من الإبداع والفن الصادق الذي يصل إلى الناس، وعند "إبراهيم كدر" الفن متوازٍ مع الأخلاق الفنية العالية؛ لذلك يعدّ من الصف الأول في موسيقا الناي، لأنه قارئ ممتاز لفكر المغني أثناء الأداء، وملتزم بالنوتات المكتوبة لدوره بحرفية عالية، وعند الارتجال أو الإضافات يوصل المغني مع أنغامه إلى مرحلة (السلطنة)؛ وهذا ما ينعكس أيضاً على المستمعين».

الفنان محمود الحداد

يذكر أن العازف "إبراهيم كدر" من مواليد "حمص"، عام 1982.