بأسلوب منفرد في اختيار الموضوعات، وبراعة في التكوين الكلاسيكي، استطاعت التشكيلية "عفاف خرما" سكب المشاعر الإنسانية على لوحات الطبيعة الصامتة والبورتريه.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 10 أيار 2017، الفنانة "عفاف خرما" التي تحدثت عن أسلوبها في تكوين اللوحات بالقول: «كانت لي تجاربي في الكولاج، وهو فن بصري يعتمد قصّ ولصق مواد متعددة معاً في اللوحة، وبعض الأعمال بألوان "التيمبرا"، إلى أن استهوتني أعمال الفنان الفرنسي "إدغار ديغا"، والتقنية التي يعمل بها بألوان الباستيل، مثل لوحته الشهيرة "راقصات الباليه"، فكانت تجربتي بتلك الألوان ورسم ما تقع عليه عيناي من عناصر في الطبيعة أو أشياء متوضعة إلى جانب بعضها بصورة عفوية، أو منسقة من حيث التناغم بين الألوان، وربما تسلل الضوء أحياناً إليها، وشدني إلى العمل ليكون موضوعاً أعمل على تكوينه بأسلوب واقعي، وهذا يحتاج مني إلى رؤيا جيدة للعناصر والأشياء بتوضعها، والعمل على تكوين جيد لها. وتعدّ ألوان الباستيل بدرجاتها اللونية المشبعة بالدفء عاملاً مهماً في إنجاز العمل كما أرغب، والأهم قبل كل شيء الرغبة في العمل والمثابرة عليه، على الرغم من الصعوبات التي واجهتني لكوني أمّاً مسؤولة عن تربية أبنائي، إضافة إلى عملي خارج المنزل كمدرّسة للتربية الفنية، فاضطررت إلى الانقطاع عن العمل فترة طويلة، بعدها عدت إليه بحماس أكبر، وساعدني على ذلك، وجود مرسم خاص بي، إلى جانب مشكلة التسويق التي تواجه معظم التشكيليين، نظراً إلى غياب عدد من صالات العرض في فترة ما، أو انتقالها خارج "سورية"، وحديثاً عاد بعضها لممارسة نشاطاته في إقامة المعارض، وعرض الأعمال الفنية».

اختارت "عفاف" مادة الباستيل الطبشوري لتنفيذ معظم أعمالها، والتعامل مع هذه المادة نادر في الفن التشكيلي السوري بوجه عام؛ وهو ما منح أعمالها التميز، وموضوعاتها الخصوصية، حيث اقتصرت أغلب أعمالها على الطبيعة الصامتة المنجزة برؤية جمالية خاصة تبعث على التأمل، وإشاعة السرور لدى المشاهد، إضافة إلى البراعة في التكوين الكلاسيكي، والفرادة في اختيار الموضوع

وعن الموضوعات التي تتناولها، أضافت: «أتناول في رسوماتي المرأة بحالاتها المختلفة، وتغلب الطبيعة الصامتة على أعمالي، وأغلبها بألوان الباستيل، وبقياس 50×70، حيث أجد متعة بالعمل بها، إضافة إلى ألوان الإكريليك، ومقاسات أخرى. وللأزمة الحالية تأثير كبير في نفوسنا ومشاعرنا، كالحزن والقلق والترقّب، وقد لا يظهر هذا التأثير بموضوعات لوحاتي مباشرة، لكنه ينعكس في الألوان بدرجاتها القاتمة، وملامح الوجوه في بعضها. فالفن جزء من الحياة، وهو وسيلة للتعبير عن الذات، ومحاولة لتحرير النفس، وهو رسالة ثقافية ترفع من مستوى التذوق الجمالي لدى الجمهور».

لوحة "حرب وفراق" من أعمالها تعبر عن الألم

أما عن مشاركاتها الفنية، فأضافت: «أشارك سنوياً في المعرض السنوي للفنانين السوريين الذي تقيمه وزارة الثقافة، ومعارض أخرى تقيمها نقابة الفنون الجميلة، ومؤخراً شاركت في معرض "فنانات من سورية"، الذي جمع أعمالاً من أجيال مختلفة؛ وهذا التواصل المستمر هو الذي يدفع بالفن إلى النهوض والتطور. وكفنانة من جيل الرواد أحرص دوماً على متابعة كل جديد؛ لأن الحوار المستمر مع جيل الشباب وتبادل الآراء يغني الحركة الفنية».

الفنان "إدوار شهدا" يقول عن فنّها: «اختارت "عفاف" مادة الباستيل الطبشوري لتنفيذ معظم أعمالها، والتعامل مع هذه المادة نادر في الفن التشكيلي السوري بوجه عام؛ وهو ما منح أعمالها التميز، وموضوعاتها الخصوصية، حيث اقتصرت أغلب أعمالها على الطبيعة الصامتة المنجزة برؤية جمالية خاصة تبعث على التأمل، وإشاعة السرور لدى المشاهد، إضافة إلى البراعة في التكوين الكلاسيكي، والفرادة في اختيار الموضوع».

التركيز على الطبيعة الصامتة

الجدير بالذكر، أنّ الفنانة "عفاف خرما" من مواليد "حمص"، عام 1951، تخرّجت في كلية الفنون الجميلة، "جامعة دمشق"، عام 1973، وحاصلة على دبلوم في التأهيل التربوي. شاركت بمعارض عديدة منها: معرض في غاليري "مصطفى علي" عام 2007، معرض في ثقافي "مرمريتا"، معرض لفناني "حمص" في "استانبول غاليري" "دار كلمات"، وآخر في جامعة "القلمون الخاصة" عام 2016.

التكوين الكلاسيكي في اللوحة