عشقه للفن الحمصي وتعلقه بتاريخه الفني والتراثي، جعله محترفاً ومتعمقاً بالسبعاويات والقدود الحلبية والفنون الطربية الأصيلة، ليصبح واحداً من أبرز فناني هذا اللون في "حمص".

نقل فنّه وموهبته إلى خارج الحدود بعدما انتقل للعيش في "مصر"، وأحيا العديد من الحفلات وما زال ينقل الفن السوري الأصيل معه، حيث تحدث لمدونة وطن "eSyria" عبر شبكة التواصل الاجتماعي بتاريخ 8 آذار 2016، عن مسيرة حياته بالقول: «ولدت في "حمص" عام 1974، وترعرعت فيها، وأسرتي ليست فنية؛ فوالدي مدرّس مادة الرياضيات في إحدى المدارس التجارية في مدينتنا، ووالدتي مدرّسة مرحلة ابتدائية، أما أنا فقد درست في حي "القصور"، ثم في حي "باب هود" في المرحلة الثانوية، وهي مناطق متعلقة بـ"حمص" المدينة القديمة والأثرية؛ وهو ما ولّد لديّ ارتباط وعشق بالفن الحمصيّ الذي بدأ عن طريق المصادفة عندما قالوا لي إن صوتي جميل، لذا بدأت تعلم وحفظ بعض الأغاني في تلك الفترة، فكنت مغرماً بنادي "دار الفنون" وما يقدمه من أغانٍ ومسرحيات حمصية تراثية، وحفظت أغلب الأغاني التي قدمها».

يصنّف "سرمد" بين متابعيه من أهم فناني الطرب الحمصي الأصيل، فقد حمل فنّه إلى بلاد الاغتراب ممثلاً التراث السوري بأفضل أشكاله، لأنه مطرب متخصص، وفخامته الصوتية عالية الاحترافية والجمال، ويغلب عليها الطابع الطربي

ويتابع: «الغناء الحقيقي بدأ في اجتماعات الأسرة والأصدقاء في جوّ من المرح، حيث تخصصت في الغناء للمنشد "يمن الله حلومة" لأنني وجدت أن جو الإنشاد كان سائداً في تلك الأيام؛ وتحديداً في تسعينيات القرن الماضي، لذا انضممت إلى جوقة إنشاد "محمد يزيد" المشهورة في "حمص"، وبدأت تعلم وحفظ الإنشاد الحمصي القديم، وفي سنة 2000 انتسبت إلى نادي "الخيام" للثقافة والفنون، وأصبحت المسؤول عن البرنامج الفني فيه. أضفت لمستي الشابة إلى هذا الإنشاد بما يتواكب مع متطلبات العصر، وفعلاً بدأ عدد من الشباب يميلون إلى هذا النوع من الفن، وبعد ثلاث سنوات تعرفت إلى المنشد "محمد الزعبي" الذي كان يؤدي أناشيد على نمط القدود مثل "قدك المياس" لكن بأسلوب إنشادي، فأحببت الأمر وحفظت وأنشدت كل أناشيده وأغانيه؛ وهو ما رفع من أسهم الفرقة التي كنت فيها وأصبحت مشرفاً عليها».

أحمد صعب

حفظ مئات الأغاني والأناشيد الحمصية والسورية التراثية من دون أي تعليم موسيقي، فقرر صقل موهبته بالانتساب إلى نادي "دوحة الميماس"، وعن ذلك يقول: «في النادي تتلمذت على يد الفنان "عبد الرحيم بركومي" وتعلمت منه أصول الإيقاع والطبقة والنغمة لمدة دامت خمس سنوات، وبعدها أسست أول فرقة خاصة بي باسم "فرقة آل البيت للإنشاد". استمرت الفرقة حتى عام 2011، وقبلها شاركت بالعديد من مهرجانات "حمص" الثقافية الفنية، إضافة إلى مشاركتي مع نادي "الخيام" في مهرجانات "شرم الشيخ والغردقة" في "مصر"».

ويضيف: «انتقلت إلى مصر قبل عدة سنوات، وأسست فيها الفرقة "السورية" لإحياء الطرب والتراث والأناشيد الحمصية، وقد لاقت قبولاً ورواجاً بين الجالية السورية والمصريين أيضاً، لذا أحييت أكثر من حفلة ممثلاً عن "سورية"، وعرضت على قنوات عربية مختلفة، وعلى مدرج مسرح "البالون وساقية الصاوي"، مقدماً انطباعاً إيجابياً عن الفن الأصيل في بلادنا».

الموسيقي "أحمد صعب" مغترب أيضاً في "مصر" شارك الفنان "سرمد شلار" عبر مسيرته الفنية داخل وخارج البلاد، تحدث عن رأيه بالفن الذي يقدمه بقوله: «يصنّف "سرمد" بين متابعيه من أهم فناني الطرب الحمصي الأصيل، فقد حمل فنّه إلى بلاد الاغتراب ممثلاً التراث السوري بأفضل أشكاله، لأنه مطرب متخصص، وفخامته الصوتية عالية الاحترافية والجمال، ويغلب عليها الطابع الطربي».

وأضاف: «تميزه قدرته على التلوين الصوتي والتنويع بين الطبقات العالية والمنخفضة، وهي ميّزة قليلاً ما تجتمع بفنان واحد، إلا أن تدريباته على مدى سنوات أثمرت بهذا الشكل، إضافة إلى المخزون الموسيقي الكبير لأغانٍ قد تكون اندثرت بين الفنانين، لكنه استطاع حفظها وإتقان مقاماتها الموسيقية وإيقاعاتها».