على الرغم من وجود معوقات مادية أو حياتية تؤخره من بلوغ هدفه الفني حالياً فإن الفنان "مجد قره" ينطلق من مقولة يعدّها محفزاً دائماً له وهي: "لا يوجد ما هو مستحيل ولا يوجد لوحة كاملة أو فنان كامل، فطريق الفن طويل وكلما تقدم فيها الفنان يكتسب المزيد من المعرفة والخبرة".

أصر الشاب "مجد" على احتراف الرسم بعشق على الرغم من رفض محيطه القريب منه لهذا، وطور لوحات الطفل ذي السبع سنوات إلى أعمال فنية لاقت إعجاب الكثيرين ممن أعطوه دفعاً معنوياً ومنهم الفنان "سميح الباسط" الذي كان له رأيه فيه حيث قال: «يمتلك "مجد" موهبة كبيرة وفناً مميزاً قد يحتاج إلى أكثر من خمسين عملاً حتى يخرج بعضهم من جنون الفن الذي يكمن بداخله والذي سيبلغه عند وصوله مصافي الفنانين الكبار».

يتمتع "مجد" بحس مرهف وثقافة وأفكار مستقاة من حياة اجتماعية تنعكس في لوحاته وهو مثال حي للفنانين الشباب الذين يفتقدون لفرص تؤهلهم لإظهار مواهبهم بطريقة مناسبة

أما الرسام "ألبير الشامي" الذي يحضر معرضاً مشتركاً مع "مجد"، فيضيف: «يتمتع "مجد" بحس مرهف وثقافة وأفكار مستقاة من حياة اجتماعية تنعكس في لوحاته وهو مثال حي للفنانين الشباب الذين يفتقدون لفرص تؤهلهم لإظهار مواهبهم بطريقة مناسبة».

من معرض قديسين في صحنايا

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 4 آذار 2014 الرسام "مجد قره" الذي تحدث عن اختياره الفن كوسيلة للتميز وقال: «أردت احتراف الرسم كمهنة تدعمها الموهبة ولم ألق دعماً معنوياً يفي بالغرض بل حاول الجميع إبعادي عن طريق الفن فهو لا يطعم الخبز برأيهم وإنها ليست بالمهنة التي تبني المستقبل، ولكن لم أرد أن أكون فرداً من قطيع بل أحببت أن أختار التمييز، وواصلت بمفردي في هذا الطريق وساعدني العمل في تصميم الإعلانات على ذلك، وكانت أولى لوحاتي صورة لأمي وأبي وأنا بسن السابعة من عمري ما كان حافزاً دائماً لي على متابعة الرسم».

محبته للفن السوريالي لم تأت من فراغ بل من اختياره طريقة تعكس رؤيته لما حوله، وتابع بالقول: «يرسم معظم الناس وحتى الفنانين المحترفين الطبيعة فهم يجدونها لافتة للنظر، لكنني لم أرغب في رسمها على الرغم من أنها تحيط بي في جو الريف لأنني أجدها وسيلة للربح وتسويق اللوحات، وعلى العكس منها أحب رسم الوجوه والأرواح بشكل سوريالي فتصبح اللوحات حكايات تجعل الناظر إليها يبحث في أعماقها ليجد المعنى الحقيقي الذي يقصده الفنان وتعكس تفسيرات الآخرين وحالاتهم النفسية».

من معرض قديسين في مشروع دمر

يرسم "مجد" لوحات توصله إلى الآخرين سواء بالفحم أم بالألوان، ويقدم الفن الواقعي والتعبيري إضافة إلى السوريالي وقدم معرضين ويسعى إلى المزيد، وأنهى حديثه بالقول: «لم أكن أرسم بهدف بيع اللوحات التي أرسمها ولكن إذا أعجب أحد بعمل ما فلا مانع من بيعه عندي، وعلى هذا الأساس قدمت معرضين حملا ذات الاسم: "قديسين" الأول في "صحنايا"، والآخر في "مشروع دمر" في مدينة "دمشق"، أما مدينتي الأم "حمص" فلم أقدم فيها أي معرض حتى الآن، وأتمنى في المستقبل أن أفعل وأن أستطيع تحقيق طموحي بالنجاح ضمن الوسط الفني والاجتماعي من خلال أعمالي».

الجدير بالذكر أن الفنان "مجد قره" من مواليد مدينة "حمص" 1986، يقطن في قرية "المزينة".

إحدى لوحاته