بدأ منذ طفولته بالعزف على عدد من الآلات الموسيقية ليكتشف أنه مغرم وموهوب بالعزف على آلة العود ما دعمه ليشارك بالعديد من الأمسيات الموسيقية ولينال إعجاب واحترام مستمعيه.

مدونة وطن eSyria زارت العازف "جورج مظهر يازجي" في منزله ببلدة "مرمريتا" وكان الحوار التالي:

أنا من متابعي الشاب "جورج مظهر يازجي" من خلال حضوري للعديد من الأمسيات التي اشترك بها، ومنذ البداية أعجبت بهذه الموهبة الفريدة فلديه الكثير من المزايا أهمها التكنيك والهدوء الذي يمتاز به والذي يعطي لعزفه روحاً خاصة، واهتمامه بشكل ملحوظ بتنمية موهبته، وحرصه على الاطلاع على عزف الكثير من العازفين من بلدان كثيرة أهمها العراق ولبنان، وهذا برأيي يعمل على تنمية هذه الموهبة الصاعدة

  • أنت تدرس الموسيقا بشكل أكاديمي فهي تأخذ حيزاً كبيراً من اهتمامك، هل يمكن أن تحدثنا عن اهتمامك بالموسيقا؟
  • "جورج مظهر يازجي" يعزف أثناء حديثه لمدونة وطن

    ** أنا أعتبر أن الموسيقا هي حالة أعيش بها دائماً، فأنا أفكر بشكل موسيقي وأعيش بشكل موسيقي، لذلك أنا أنظر للموسيقا على أنها كالهواء بالنسبة لي، وقد حرصت أن أدرسها لكي أتعمق بها أكثر فأكثر، ولكي لا تظل هواية أستمتع بها فقط أو أمارسها في أوقات الفراغ، وهذا الشعور مازلت أعيش فيه منذ طفولتي.

  • هل كان لطفولتك أثر في حبك للوسيقا؟
  • من الأمسيات التي اشترك فيها

    ** ولدت في "بلدة مرمريتا" عام /1994/ في منزل ريفي ذي طابع معماري فلكلوري، وعائلتي كانت دائمة الاستماع للموسيقا، فأغاني فيروز ووديع الصافي رافقتني في معظم أيام طفولتي، وعندما بلغت الخامسة من العمر بدأت بالعزف على الإيقاع باستخدام أي وسيلة تصدر صوتاً فكان الصوت يجذبني ويطربني، وكان لي مشاركات عديدة في أكثر من مناسبة لأني كنت أتميز بجرأة لا أتميز بها الآن. وأذكر أنه كان في بيتنا عود قديم جداً ذو ثلاثة أوتار ولم يكن يصدر نغمات نظامية، وأذكر أني بدأت بمحاولة العزف عليه في عمر /8/ سنوات وكانت عملية شاقة لأن العود غير نظامي ولم يكن يعرف الدوزان، بنفس الوقت كان لدي آلة أورغ صغيرة للأطفال كنت أعزف عليها بعضاً من القطع الموسيقية البسيطة. وفي عمر /10/ سنوات بدأ أخي "سليم مظهر يازجي" بتعليمي على آلة العود لأنه كان ملماً بالعزف عليه، كما كان يعطيني دروساً في قراءة الصولفيج، وبعد عدد من الدروس أخذت بالعزف بشكل فردي ومن هنا بدأ مشواري الموسيقي على آلة العود، لكني بعد هذه المحاولات اتبعت دورة موسيقية في "المركز الثقافي العربي بمرمريتا" وكان عمري /12/ سنة عند الأستاذ "نقولا صليبي" وأنا أعتبره إلى الآن أبي الروحي حيث دربني على منهاج الموسيقار اللبناني "شربل روحانا"، ومن الأساتذة الذين تعلمت عندهم أيضاً الأستاذ "كمال صباغ" الذي علمني أساسيات الموسيقا.

  • كيف تقضي وقتك الحالي، وما هو موقع العود في حياتك؟
  • ** العزف على آلة العود شيء أساسي في حياتي فكل يوم أمارس العزف لأكثر من /5/ ساعات، إضافة لذلك أحاول يومياً أن أسمع الكثير من الموسيقا والأغاني المتنوعة من أجل أن أنمي ثقافتي الموسيقية، ولكن أحب وأفضل اللون الشرقي وأعتبر نفسي أني أنتمي لمدرسة الموسيقيين اللبنانين "مارسيل خليفة" و"شربل روحانا"..

  • هل لديك مشروع موسيقي؟ خاصة أنك أصبحت مختصاً بالعزف؟
  • ** أنا مهتم جداً بالتلحين ولدي محاولات للدمج بين الموسيقا الشرقية والغربية عبر مقاطع موسيقية عديدة، إضافة لذلك أنا أرغب بنشر ثقافة الاستماع الموسيقي ونشر الموسيقا عبر تثقيف الناس موسيقياً، وأظن أن الجهات المعنية ووسائل الإعلام مقصرتان جداً في هذا الأمر، وقد قمت بتلحين أغنية اسمها "رجعنا من بلد الغربة" على مقام البيات، وأعمل على تلحين قصيدة للصوفي على مقام العجم.

  • من خلال اطلاعك الموسيقي هل تجد أن لدينا في سورية مدرسة موسيقية أسوة بالمدرسة التركية أو المصرية؟
  • ** عازفو العود في سورية ليسوا أقل شأناً من العازفين العرب أو الأتراك، فما يميز العازفين السوريين أنهم أسسوا فكرهم الموسيقي على تراثهم الموسيقي السوري أولاً، كما أنهم استفادوا من التجربة الموسيقية لباقي العازفين في العالم وخير مثال على ذلك العازف الأستاذ "عبد الرحمن الجبقجي" الذي يعتبر من أول واضعي منهاج تعليم آلة العود. أنا أرى أن الموسيقا السورية تتميز بالتنوع والانفتاح على جميع أشكال الموسيقا، وهذا سبب رواجها على الصعيد العربي ونستطيع أن نقول الغربي ومثال على ذلك القدود الحلبية.

  • كيف ترى الدمج بين الموسيقا الشرقية والغربية؟
  • ** الدمج هو وجه من أوجه التمازج وتلاقي الحضارات، وهو عملية بين الأشكال الموسيقية وتحتاج لإلمام كبير بالموسيقا وهذا ليس شيئاً جديداً، ففي القرن الماضي كان هناك محاولات كثيرة في هذا الاتجاه ومثال على ذلك بعض أغاني "أم كلثوم" ومدرسة الأخوين الرحباني..

  • هل أنت مع الحفاظ على الفلكلور الموسيقي السوري أم أنت مع إبداع موسيقا جديدة؟
  • ** علينا أن ندرك أننا لا نستطيع الاستغناء عن الفلكلور الموسيقي والدليل على ذلك أن الكثير من الأغاني والمقطوعات الموسيقية الجديدة مطعمة بالفلكلور الموسيقي القديم وهناك محاولات لإعادة إحياء كثير من المقطوعات الموسيقية الفلكلورية بتوزيعها توزيعاً جديداً وعزفها بأسلوب حديث، وأنا أرى أن الفلكلور الموسيقي هو جزء من حياتنا الموسيقية التي تترابط مع بعضها بعضاً، وبنفس الإطار لا يمكن أن نعتبر أن الأغنية هي حكر على المغنين أو المطربين الشعبيين، لأن الأغنية ملك لجميع الموسيقيين ويستطيع أن يغنيها أو يعزفها من يريد من الموسيقيين، لأنها بمضمونها الموسيقي والأدبي هي نتاج الفكر البشري، كما أنها جزء من الثقافة العالمية، لذلك نحن نرى تنوعاً في مجال الأغنية حتى في البلد الواحد وهذا يتعلق بالثقافة وفكر الإنسان.

    الأستاذ "فريد كمال" المختص بتدريس مادة الموسيقا في مديرية التربية بحمص قال: «أنا من متابعي الشاب "جورج مظهر يازجي" من خلال حضوري للعديد من الأمسيات التي اشترك بها، ومنذ البداية أعجبت بهذه الموهبة الفريدة فلديه الكثير من المزايا أهمها التكنيك والهدوء الذي يمتاز به والذي يعطي لعزفه روحاً خاصة، واهتمامه بشكل ملحوظ بتنمية موهبته، وحرصه على الاطلاع على عزف الكثير من العازفين من بلدان كثيرة أهمها العراق ولبنان، وهذا برأيي يعمل على تنمية هذه الموهبة الصاعدة».