مجموعة من شباب "حمص" جمعهم حب وتطوير الموسيقا، فشكلوا معاً مجموعة موسيقية شبابية اتخذت من الموسيقا والعزف نشاطاً لها، فهم الآن يبحثون عن هوية موسيقية فريدة تميزهم من باقي الفرق الموسيقية السورية..

لمعرفة المزيد عن نشاط الشباب الموسيقيين التقت مدونة وطن eSyria أحد مؤسسي هذه المجموعة الموسيقية الشاب "ماريو بطرس" بتاريخ 24/11/2012 الذي حدثنا عنها فقال: «نحن مجموعة من الشباب الموسيقيين الهواة غير الأكاديميين، وقد جمعنا حب الموسيقا والعزف، لذلك كان من الضروري أن ننشئ معاً فرقة موسيقية تحمل هماً وهدفاً موسيقياً مختلفاً لكي ننشر الموسيقا بين الناس عبر أمسيات موسيقية، وقد ظهرنا لأول مرة على خشبة المسرح في "المركز الثقافي العربي" في "مرمريتا" بأمسية أطلقنا عليها اسم "شبابيك" بعد سلسلة طويلة من التدريبات الموسيقية الشاقة. ومن خلال اجتماعاتنا وتدريباتنا الموسيقية المتتالية قررنا أن نقدم الموسيقا بكل ألوانها الغربي والشرقي بنمط جديد يبتعد عن النمطية والقوالب الجامدة الكلاسيكية المعروفة، لذلك قررنا أن نطلق اسم "موزاييك" على مجموعتنا الموسيقية الشابة».

دوري ضمن مجموعتنا ضابط ايقاع على آلة الدرامز وهي مهمة صعبة جداً وأنا أتعاون مع أصدقائي الموسيقيين لإنتاج أعمال موسيقية مميزة وجديدة

المجموعة الموسيقية تتألف من عدد من الشباب الموسيقيين الهواة، حيث يعزف كل منهم على آلة موسيقية كالعود والدرامز، وعن ذلك قال: «مجموعتنا الموسيقية تتألف من /12/ عازفاً وعازفة حتى الآن، وهم ينتمون إلى كافة مناطق "محافظة حمص"، ونطمح لأن يزيد هذا العدد قريباً، وكل من هؤلاء العازفين يعزف على آلة موسيقية، ولدينا "العود، الغيتار، الأورغ، الدرامز" إضافة إلى وجود بعض الآلات الموسيقية النحاسية، ويعتبر "البيانو" آلة أساسية بين هذه الآلات، ونحن نهدف بذلك إلى نشر ثقافة الاستماع والاهتمام بالموسيقا ولاسيما العزف الموسيقي بأنواعه وليس الغناء فقط، ومشروعنا هو إدخال آلة البيانو إلى الموسيقا العربية ودمج الألوان الموسيقية بعضها مع بعض بأسلوب موسيقي حديث، فعندما سنقدم أي عمل موسيقي سيكون البيانو هو الآلة الرئيسية إلى جانب الآلات الأخرى، وهو أسلوب جديد لم يسبقنا إليه أحد من الموسيقيين أو الفرق الموسيقية الأخرى، وبذلك نكون قد أوجدنا حالة موسيقية فريدة ولاسيما أن آلة البيانو غير معروفة بين الناس مقارنة بالآلات الموسيقية الشرقية كالعود، وأظن أننا نطرح مشروعاً موسيقياً جديداً أكثر منه فرقة موسيقية عادية».

عازفو "فرقة موزاييك"

معزوفات عدة تدرب عليها هؤلاء الشباب منها ما هو غربي ومنها ما هو شرقي، والجديد لديهم هو دمج الموسيقا الغربية مع الشرقية بنمط جديد وعن ذلك قال: «هناك الكثير من المقطوعات الموسيقية الشرقية المعروفة نعمل على عزفها بشكل جديد من خلال توزيعات موسيقية جديدة والكثير منها مقتبسة من أغاني "أم كلثوم"، و"فيروز"، ولكن سندخل إليها مقطوعات وجمل موسيقية غربية لتظهر بشكل جديد، إلى جانب ذلك نحن نتدرب على مقطوعات غربية لعازفين موسيقيين معروفين مثل "آندريه ريو"، "بتهوفن"، "موزارت"، و"فرانس ليست"، وعادة نأخذ جزءاً من هذه المقطوعات الغربية ونربطها مع مثيلاتها من الموسيقا الشرقية لتظهر لدينا مقطوعة جديدة غير معروفة.

ومن المقطوعات الموسيقية التي عملنا على تطويرها هي معزوفة "الرقصة الهنغارية" والتي قدمناها في "أمسية شبابيك" فقد عملنا على توزيعها بأسلوب شرقي وإيقاعات عربية وذلك بإدخال الطبل وآلات شرقية أخرى مع أنها مقطوعة هنغارية، ونحن نعتبر أن الدمج بين الألوان الموسيقية هو الشيء الذي يميزنا ويطرح لمستمعينا أسلوباً موسيقياً حديثاً غير معروف ومألوف مسبقاً».

"فرقة موزاييك" في إطلالتها الأولى

وأضاف: «الدمج الموسيقي يحتاج لفكرة موسيقية تنشأ عند الموزع الموسيقي وهو عملية معقدة موسيقياً وتحتاج إلى جهد موسيقي لكي تتآلف المقطوعات بعضها مع بعض لأن الناتج الموسيقي من ذلك سيحوي جوهر المقطوعتين وبذلك تنشأ لدينا مقطوعة موسيقية وليدة، ومن خلال تجربتنا هذه استفدنا من أفكار موزعين موسيقيين عالميين مثل "ميشيل ألفتريادس" وغيره من الموزعين الموسيقيين العرب لنحصل على لوحة موسيقية تشبه بشكلها فن الموزاييك».

الشاب الموسيقي "حسام حريقص" العازف على آلة الدرامز، حدثنا عن تجربته الموسيقية مع أصدقائه الشباب فقال: «أعزف على آلة الدرامز منذ أكثر من سبعة سنوات، وقد تعلمت العزف عليها بمفردي والآن وصلت الى أداء جيد نسبياً في العزف عليها، وأنا أحب هذه الآلة كثيراً، وقد وجدت طموحي الموسيقي من خلال اشتراكي بالعزف مع مجموعتنا الموسيقية الشابة لأن هؤلاء الشباب لديهم حس موسيقي جديد. لقد أحببت العزف ضمن هذه المجموعة الصغيرة لأن عازفيها يتمتعون بالحس الموسيقي المميز ويجيدون العمل ضمن المجموعة بأسلوب الفريق فلا يوجد رئيس أو مرؤوس بل الجميع يتدربون والجميع ينتجون عملاً موسيقياً مميزاً».

وأضاف: «دوري ضمن مجموعتنا ضابط ايقاع على آلة الدرامز وهي مهمة صعبة جداً وأنا أتعاون مع أصدقائي الموسيقيين لإنتاج أعمال موسيقية مميزة وجديدة».

العازفون الشباب يجتمعون دائماً معاً لغرض التدريب الموسيقي الذي يحقق لهم أكبر قدر من التناغم والانسجام، وعن ذلك حدثتنا الموسيقية "إيلاه يعقوب" من خريجي "كلية التربية الموسيقية" في "جامعة البعث" فقالت: «الحقيقة أنا موجودة مع هذه المجموعة الموسيقية ولكن لم أشترك معهم بأي عمل موسيقي، ولكن أشترك معهم حتى الآن بالتدريبات الموسيقية المتواصلة، وأنا أحاول أن أتعاون معهم لتحقيق أكبر قدر من الانسجام الموسيقي بين الآلات، لأن هناك تفاوت موسيقي بين بعض العازفين. نحن نتدرب بشكل دائم وأسبوعي لكي نحافظ على انسجامنا الموسيقي، ونعمل على إنجاز مقطوعات موسيقية جديدة تمهيداً للعزف في الأمسيات الموسيقية، وآمل أن أكون بين العازفين الذين سيؤدونها».

الشباب الموسيقيون يتنوعون في أدائهم الموسيقي، فبعضهم محترف موسيقياً، والبعض الآخر على طريق الاحتراف وعن ذلك قالت: «التفاوت الموسيقي بين أعضاء الفرقة ينجم عنه بعض الأخطاء الموسيقية التي لا يمكن أن يلاحظها إلا المختصون الموسيقيون، وفي بعض الأعمال الموسيقية نلاحظ أن هناك شيئاً من النشاز الموسيقي البسيط الناجم عن شرود بعض العازفين، ورغم بعض التفاوت بالإحساس والأداء الموسيقي إلا أن استمرارنا بالتدريبات يمكن أن يحل هذه المشكلة الموسيقية».

المجموعة الموسيقية الشابة تطرح العديد من الأفكار والرؤى الموسيقية الجديدة التي تميزها من غيرها، وعن ذلك حدثنا الدكتور الموسيقي "وسيم بطرس" أحد عازفي المجموعة فقال: «همنا أن نعمل على تطوير مجموعتنا الموسيقية ولاسيما في الإطار الموسيقي لكي تستطيع أن تضاهي باقي الفرق الموسيقية الموجودة على الساحة الموسيقية السورية، لذلك اتخذت مجموعتنا على عاتقها أن تقدم العزف الموسيقي بشكل وتوزيع جديد، وقد أدخلنا مؤخراً عدداً من الأجهزة الجديدة مثل الكومبيوتر، وعارض السلايد خلال عزفنا للموسيقا لكي نعطي لها بعداً جديداً».

وعن اقتراحاته وأفكاره لتطوير الأداء الموسيقي للمجموعة الشابة قال: «نحن نطمح أن نقدم عدداً من الأمسيات الموسيقية وهناك برنامج موسيقي نعمل على تطويره لكي نقدمه في أمسياتنا القادمة، هناك دعوات عدة قدمت لنا ونحن الآن ننتظر الانتهاء من التدريبات لكي نقدمها، وسنحاول أن ندخل في أعمالنا عدداً من الأجهزة التكنولوجية كأجهزة السلايد، وأجهزة العرض المسرحي لكي نشرك العين كما الأذن في التذوق الموسيقي، كما نعمل الآن على تطوير أسلوب الرسم الحي المرافق للعزف الموسيقي وهو تجربة جديدة. ببساطة نحن كشباب نحاول أن نبحث عن كل جديد يخدم العرض الموسيقي ويعمل على جذب الناس للموسيقا».

وأضاف: «أحد أهم الأمور التي نسعى لها تأمين الدعم المعنوي والمادي للفرقة، ولاسيما أن مشروعنا الذي نطرحه هو مشروع ثقافي بحت لا نسعى فيه إلى الربح، وفي أعمالنا السابقة حصلنا على دعم كبير من "المركز الثقافي العربي" في "مرمريتا"، و"كلية التربية الموسيقية" في "جامعة البعث" وهما لم يبخلا علينا بأي دعم أو مشورة، والآن ننتظر الدعم من "وزارة الثقافة" لكي يصل صوتنا إلى كل أهلنا في سورية الحبيبة».

العديد من الموسيقيين الأكاديميين يتابعون تدريبات وأعمال هؤلاء الموسيقيين الشباب ومنهم عازف الغيتار الأستاذ "كرم كرم" الذي حدثنا عن رأيه بهم فقال: «أنا أحد الموسيقيين الأكاديميين الذين يدرّسون العزف في "كلية التربية الموسيقية" في "جامعة البعث"، وقد تابعت النشاطات الموسيقية لهذه المجموعة الموسيقية الشابة منذ أيامها الأولى، الشيء المميز هو الهم الموسيقي الذي يحمله هؤلاء الشباب وخاصة أنهم من الموسيقيين غير الأكاديميين، فهم يقدمون الموسيقا بشكل فريد، وأنا أعتبر أنهم بطور النمو والتطور.

الشباب الموسيقيون يحتاجون الآن لتنظيم أكبر ولدعم موسيقي ولوجستي حتى يستطيعوا الاستمرار كمجموعة، وبنفس الوقت يحتاج عازفوها إلى تدريبات منتظمة لأنهم أصحاب موهبة موسيقية فريدة تحتاج إلى صقل موسيقي أكاديمي. الأمسية الماضية التي قدمها هؤلاء الشباب خطوة هامة جداً في مشوارهم الموسيقي وآمل أن يستمروا في تطورهم».

الجدير ذكره أن العمل الموسيقي الأول الذي قدمه الشباب الموسيقيون هو "أمسية شبابيك" على مدرج "المركز الثقافي العربي" في "مرمريتا" في 23/8/2012.