بلمسات فنية لشاب حمصي موهوب، أبصر الفيلم السينمائي التسجيلي "البرزخ" النور، مصوراً شجاعة شبان سوريين وفلسطينيين تحدوا سلطة الاحتلال ووصلوا "الجولان السوري المحتل" أثناء مسيرة العودة.

وقد عرض الفيلم للمرة الأولى أمام الجمهور الثقافي "بدمشق" في صالة "تاج محل" في "باب توما" بتاريخ 20/8/2011.

سنسعى لعرضه في أكثر من مركز ثقافي سوري، إضافة للمشاركة فيه بالمهرجانات والمحافل الثقافية الدولية، كأحد أفلام العمل المقاوم ونشر ثقافة المقاومة في العالم

أحد الشباب الذين تابعوا الفيلم "عبد الله الصافي" عبر عن إعجابه بفكرة العمل وقال: «توثيق الفيلم لحدث تاريخي كبير يعتز به كل إنسان عربي شريف يقاوم الاحتلال والظلم الذي تمارسه سلطات الاحتلال الصهيوني، ويبرز شجاعة الشباب السوري والفلسطيني في كسر أسطورة "الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر" بصدورهم العارية وتمسكهم الكبير بالعودة واستعادة أرضهم المحتلة أثناء "مسيرة العودة" في 15 أيار 2011».

المخرج"كلثوم" أثناء تصوير "البرزخ"

للتعرف أكثر على هذا الفيلم eSyria التقى كاتب السيناريو ومخرج العمل الشاب "المهند كلثوم" ابن مدينة "حمص"، الذي تحدث عن فكرة الفيلم، وأهم ما ميزه عن الأفلام السينمائية الأخرى قائلاً: «ولدت فكرة الفيلم استلهاماً من منطقة "البرزخ" التي تفصل بين الحياة والموت، فكما يذكر التاريخ يوم النكبة، فكذلك، وبعد "مسيرة العودة" التي قام بها بعض الشباب السوري والفلسطيني واتجاهه نحو الحدود، ونجاح بعض الشبان والشابات عبور الحواجز التي وضعتها قوات الاحتلال الصهيونية، كان لابد من تخليد هذا الحدث بفيلم سينمائي متميز».

وأضاف: «الحاجز الشائك الذي يفصل الحدود عن بعضها يجسد حالة المجهول، فيتساءل الجميع هل من الممكن أن يكون هناك حياة جديدة، أم إن الموت سوف يكون هو المصير؟ وبذلك تكثر الشكوك حول مصير هؤلاء الشبان.

أحد اماكن التصوير في "دمشق"

وبالنسبة لي فالدخول في هذا العالم هو شيء مميز، وخصوصاً أن الفيلم يروي قصة فتاة فلسطينية من المشاركين بمسيرة العودة للشعب الفلسطيني، استطاعت أن تكون ضمن الأبطال الذين اجتازوا الحاجز، بتقطيعهم الأسلاك الحديدية بيديهم والدخول إلى بلدة "مجدل شمس" المحتلة، وهناك التقوا بأهلهم وأبناء وطنهم ثم بعد ذلك، قرارها الحاسم في استكمال المشوار نحو الأراضي الفلسطينية، ثم إلقاء القبض عليها من قبل القوات الإسرائيلية المحتلة، حيث تروي لنا البطلة "رشا فياض" تجربتها التاريخية والصعوبات التي مرت بها، ومعاناتها في هذه التجربة واكتشافها لعالم البرزخ».

أما بالنسبة لكادر العمل الشاب المشارك في الفيلم وأماكن التصوير فقد تحدث "كلثوم": «بصراحة لقد حالفني الحظ في انتقاء كادر العمل الذي معظمه من فئة الشباب الموهوبين، فبغض النظر عن العمل هم أيضاً أصدقائي من قبل، وهذا الشيء ساعد كثيراً في خلق انسجام كبير في ما بيننا، وفتح مجالات إبداعية كبيرة أثناء تصوير الفيلم، ولم أكن متزمتاً أبداً في آرائي أثناء التصوير، وبالنسبة للشركة المنتجة للفيلم فهي شركة "إيبلا برود كشن"، وعلى رأسها الأستاذ "نبيل المالح"، مشكورة لما قدمته لنا من دعم كبير في الإنتاج، دون اعتبارات مادية لإيمانهم بفكرة الفيلم، أما أماكن التصوير فقد تنوعت بين مخيم "اليرموك" ومدينة "قطنا" وبعض المناطق السورية».

وعن خطة عرض الفيلم قال «سنسعى لعرضه في أكثر من مركز ثقافي سوري، إضافة للمشاركة فيه بالمهرجانات والمحافل الثقافية الدولية، كأحد أفلام العمل المقاوم ونشر ثقافة المقاومة في العالم».

كما التقينا الآنسة "رولا بريجاوي" التي حدثتنا عن مشاركتها في العمل كمساعد مخرج ورأيها بالعمل بقولها: «الفيلم يتطرق لبصمة في التاريخ أثرت في نفوسنا كثيراً، وتميزت بأن أحد أبطالها فتاة، لهذا فإن الفكرة تجذب أي فنان ليكون فرداً من أسرة العمل، وقد أحببت أن أكون من الفريق الإخراجي لفيلم بطلته فتاة شجاعة، والذي زاد من تشجيعي على المشاركة هو مخرج العمل، لما له من بساطة في التعامل وخفة دم أثناء التصوير، فنحن فريق واحد متفاهم نتبادل الآراء ووجهات النظر فيما بيننا، ونحرص على بذل الجهد الكبير ليكون الفيلم بمثابة وثيقة تاريخية تخلد هذا العمل البطولي وتنمي روح المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم».

القائم بعملية مونتاج الفيلم "المونتير" "ماجد الرنكوسي" حدثنا عن التقنيات المتبعة أثناء تصوير الفيلم والعمليات التي تلت التصوير بقوله: «"البرزخ" هو الشيء الغامض، ومن هنا حاول كل مختص في العمل التعامل معه على أساس الغموض في القصة، أي إن تسعين بالمئة من عمليات المونتاج اعتمدت على إدخال صفة الغموض ليكون تفسير هذا الأمر من قبل المشاهد نفسه، أي ترك للمشاهد حرية التفسير.

وبالنسبة للتقنيات المتبعة في المونتاج فهي تقنيات حديثة جداً، أما المميز فقد كان نوعية الكاميرا والمعدات المستخدمة، ونوعية الصورة من نوع "إتش دي" إضافة لتقنية "الغرافيك" المميز، وفي الفيلم عموماً لمسة فنية جديدة كلياً وغير مألوفة أبداً، نطمح أن ينال الفيلم العديد من الجوائز في المهرجانات الدولية وينال إعجاب الجمهور».