ذو صوت جميل شجي، أهّله صوته مع موهبته في التلحين وكتابة الشعر لأن يطرق أبواب أهم الإذاعات في زمانه ويسجل فيها أغنياته الخاصة.

إنه المرحوم "محمد فوزي السيد" الملقب "بالكوثر"، الذي لعبت الأقدار أدواراً مختلفة في مسيرة حياته من بداية عمله كمرافق للقطارات، إلى مغنٍ في عدد من الإذاعات، لينتهي به المطاف كمؤذن في أحد جوامع المملكة العربية السعودية.

منذ طفولته كان لدى والدي ميولاً موسيقية وكان يحب الغناء، وخلال عمله في محطة القطارات "بحيفا" تعرف على فنان مشهور في ذلك الوقت هو الفنان الفلسطيني الملتزم "علي صالح الخطيب" الملقب "بفتى فلسطين"، أسمعه صوته فأعجب به وطلب منه مرافقته إلى إذاعة "القدس" في "القدس" ليغني فيها، وهناك تعرف على الأستاذ "يحيا السعودي" رئيس القسم الموسيقي الشرقي في إذاعة "القدس" فأعجب بصوته ودعاه لتسجيل أولى أغنياته وكانت البداية في عالم الفن، وفي ذات الإذاعة لقب والدي "بالكوثر"

eHoms التقى ابنته السيدة "أميمة السيد" فحدثتنا عن سيرة والدها قائلة: «والدي من مواليد "حمص" في العام 1920، درس المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في المدرسة اليسوعية "بحمص"، وكان يساعد والده بالعمل في تنجيد المفروشات، وحين كان في السابعة عشرة من العمر طلب منه والده بعض الأغراض اللازمة للعمل وأعطاه ليرتين ذهبيتين، فجلب الأغراض وما زاد معه من نقود سافر فيها مع عدد من أصدقائه في زيارة إلى فلسطين لكن دون علم أهله.

"محمد فوزي السيد" أثناء عمله كرافق للقطارات

وحين نفذت منه النقود تركه رفاقه وعادوا إلى سورية، فجلس بمحطة القطارات في "حيفا" لا يعرف ماذا يعمل، وعند جلوسه بالمحطة مرّ جدي والد أمي الذي كان حينها رئيس المحطة وهو تركي الأصل، فتعرف على والدي وأعجب به وبثقافته وإتقانه للغة التركية، فعرض عليه العمل بالمحطة كمرافق للقطارات الذاهبة إلى سورية ولبنان وتركيا ويوماً بعد يوم كسب والدي ثقة رئيس المحطة حتى إنه أثناء وجوده في "اسطنبول" تعرف على والدتي وطلبها من جدي- مديره في العمل- فوافق وكانت من نصيبه».

وعن توجه "محمد فوزي السيد" إلى عالم الموسيقا والغناء تحدثت السيدة "أميمة": «منذ طفولته كان لدى والدي ميولاً موسيقية وكان يحب الغناء، وخلال عمله في محطة القطارات "بحيفا" تعرف على فنان مشهور في ذلك الوقت هو الفنان الفلسطيني الملتزم "علي صالح الخطيب" الملقب "بفتى فلسطين"، أسمعه صوته فأعجب به وطلب منه مرافقته إلى إذاعة "القدس" في "القدس" ليغني فيها، وهناك تعرف على الأستاذ "يحيا السعودي" رئيس القسم الموسيقي الشرقي في إذاعة "القدس" فأعجب بصوته ودعاه لتسجيل أولى أغنياته وكانت البداية في عالم الفن، وفي ذات الإذاعة لقب والدي "بالكوثر"».

صورة له من مقابلة أجريت معه في المملكة العربية السعودية

وتابعت تقول: «وصار والدي يتردد باستمرار على إذاعة "القدس" إضافة إلى تردده على إذاعة "الشرق الأدنى" في "القدس" وفيها تعرف على الأستاذ "حليم الرومي" رئيس القسم الموسيقي فيها، وقدّم له فيما بعد عدد من الألحان، وتعرف على العديد من الفنانين وقضى أجمل أيامه كما كان يخبرنا، لكنه وبعد زفافه من والدتي ذهب إلى مصر واستقر فيها حوالي عشر سنوات، لم ينقطع فيها عن عالم الفن والموسيقا والتقى هناك الموسيقار "محمد عبد الوهاب" والسيدة "أم كلثوم"، والأستاذ "محمد عبد المطلب"، وبعد مصر عاد إلى وطنه سورية في بداية الخمسينيات من القرن الماضي وتابع مسيرته الفنية من خلال سفره المستمر من "حمص" إلى "دمشق" وتسجيله عدداً من الأغنيات في إذاعة "دمشق"، بالإضافة إلى عمله كمحاسب في شركة نفط العراق».

وعن فن "محمد فوزي السيد" وأشهر أغنياته التي سجلها والنوادي الموسيقية التي انتمى إليها تحدثت السيدة "أميمة": «لم ينتم والدي لأي ناد موسيقي، فقد اعتمد على جهده الذاتي وموهبته الفنية ومحبته للغناء والموسيقا وتعلمه من الفنانين الذين كان يلتقيهم في الإذاعات.

ومن أشهر أغنياته "تحيا بلادي سورية"، وأغنية "النصر"، وأغنية "يا جيش أحسنت المرمى"، ومن أشهر مواويله "قالوا نسيتك يا حلو" حيث كان متميزاً بكتابة المواويل، وقد كان ذا صوت رائع، عندما كنت أسمعه يغني أتأثر كثيراً وأبكي.

وكان متأثراً بفن الأستاذ "محمد عبد الوهاب"، كرّس معظم أوقاته للموسيقا وتأليف الأغاني حتى نهاية حياته، فبعد تقاعده من شركة نفط العراق، سافر واستقر في "المملكة العربية السعودية" بطلب من إخوتي، لكنه لم يستطع أن يدفن موهبته ويخفي صوته الشجي فعمل هناك كمؤذن في أحد مساجد مدينة "جدة" هو "مسجد صديق البخاري"، وشارك في العديد من الموالد والاحتفالات والابتهالات الدينية.

وبعد وفاته عام 2001 تسلم بعده مهمة الأذان أخي "محمد السيد" وهو ما زال إلى اليوم مؤذناً في نفس المسجد».