«لا أذكر أن أحداً دفعني أو شجعني لأدخل بخطواتي الأولى في المسرح، غير أنني أحببت وفعلت وهذا هو سببي الوحيد الآن لكل ما فعلته في مهنتي وما سأفعله لاحقا». بهذه الكلمات افتتحت المخرجة السورية "علياء خاشوق" حديثها لموقع eHoms حول بداياتها في طريق الفن.

صاحبة فيلم "الآخر المشتهى" بدأت في فرقة المسرح العمالي في مدينتها "حمص" بقيادة الفنان "فرحان بلبل" حيث شاركت كممثلة مع هذه الفرقة بعملين الأول للأطفال والثاني "الملك هو الملك" للكاتب المسرحي الراحل "سعد الله ونوس".

لأنه نتاج عمل طويل ومرهق ونتاج إصرار كبير من قبلي ومن الذي ساعدوني على إتمامه

وحين انتهاء الشابة "علياء" من المرحلة الثانوية كانت وفية لتطلعاتها فأكملت دراستها في "دمشق" وتوجهت إلى المعهد العالي للفنون المسرحية قسم النقد المسرحي عن تلك المرحلة تقول: «قلت لأهلي إنني أريد أن أدخل المعهد العالي للفنون المسرحية، لم يعجبهم الاقتراح، وكانت أسبابهم منطقية لأن مهنة الممثل لم تكن بهذه القيمة التي هي عليها الآن ولم تكن مهنة تطعم خبزاً على حد تعبيرهم».

المخرجة "علياء خاشوق"

لم تكتفِ "خاشوق" بالنقد المسرحي بل دَرست إلى جانبه الأدب الفرنسي.

تقول "علياء" إن روافدها في الفن والحياة هي الحياة نفسها بكل ما فيها «وهل بعد رافد كهذا سيكون هناك رافد آخر، أنا شخص أجيد الإصغاء والمراقبة وتفاصيل الحياة الصغيرة تهمني قبل الكبيرة».

أثناء تصويرها لأحد الأعمال

بمجرد تخرج "علياء" من المعهد العالي للفنون المسرحية عُيّنت في قسم المونتاج في المديرية العامة للسينما، وعملت هناك قرابة عشر سنوات مع عدد من المخرجين السوريين، ورافقت المخرج "عبد اللطيف عبد الحميد" في أربعة من أفلامه في التصوير والمونتاج كمساعد مخرج وكمساعد مونتاج، بعد العمل في المؤسسة لعشر سنوات هاجرت إلى كندا.

وكان فيلم "طريق باتجاه واحد" وهو عمل روائي قصير لا يتعدى عشر دقائق، أول أعمال للمخرجة السورية في "كندا" تقول عنه: «هذا العمل له مكانة خاصة لكونه أول أعمالي في مجال الإخراج، هو بورتريه لحياة المهاجرين في كندا، الموضوع الذي شغلني وما زال هذا موضوع حساس وشائك في كندا».

لكن فيلما آخر أيضا رصدت له "علياء" جهوداً جمة وهو أول فيلم روائي طويل لها، جاء بعنوان "الآخر المشتهى" وهي سعيدة وفخورة به «لأنه نتاج عمل طويل ومرهق ونتاج إصرار كبير من قبلي ومن الذي ساعدوني على إتمامه».

وتضيف: «الفيلم صوّر وأنتج دون أي ميزانية على الإطلاق وبعشرة أيام فقط وبكوادر عربية وكندية في آن معا، هو نتاج حب وإيمان بالسينما من قبل كل من تطوع وعمل به، كنا فريقا من تسعة أشخاص فقط بمن فيهم الممثلون طبعا، وفي فترة التصوير كان كل فرد فينا يقوم بعدة مهام في نفس الوقت لتعويض غياب الكادر الفني».

كما تم عرض فيلمها الطويل "الآخر المشتهى" في "مهرجان المحبة باللاذقية" صيف عام 2010.

الجدير بالذكر أن المخرجة السورية "علياء خاشوق" من مواليد مدينة "حمص" عام /1969/، تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم النقد المسرحي عام ومن كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية عام/1993/، وتابعت دراستها في كندا حيث درست السيناريو السينمائي، قبل أن تبدأ الماجستير الذي تشرف على إنهائه قريباً. أنجزت علياء في كندا فيلماً قصيراً بعنوان: "طريق باتجاه واحد" /10 دقائق/، شارك في تظاهرة الأفلام الكيبيكية العام الماضي في "مونتريال"، كما شارك في عدّة مهرجانات في أمريكا وكندا.

أتبعته عام /2007/ بوثائقي "بدون استثناء" /35 دقيقة/ الذي يتناول تأثير أحداث /11/ أيلول على المهاجرين العرب في شمال أمريكا، وعادت "خاشوق" بنفس العام للعمل في سورية، وشاركت بفيلم "كاسيت" /18 دقيقة/ ضمن سلسلة "هذا العالم" التلفزيونية. عام /2008/، قدّمت فيلم "IVD".