فنان استمدّ من الطبيعة أفكاره فكانت عوناً له ليبدع لوحاته التي أصبحت امتداداً للطبيعة بكل تفاصيلها، في ريشته امتزجت الألوان وصورت الحياة بواقعيتها لتمزج الرمز بالمعنى.

"محمد علي" محترف للرسم والتصوير الضوئي، مرسمه قطعة من التراث تضجُّ بلوحات ينبعث صدى ألوانها إلى تصوير الطبيعة البكر دون أن تشوبها شائبة الحداثة وعن بداياته في الرسم تحدث لموقع eHoms قائلاً: «كان والدي رسّاما وربما تأثرت به منذ الطفولة حيث اشتركت عندما كنت طالبا برسومات في معارض مدرسة "شكري هلال" وشجعني المدرسون على تطوير موهبتي وصقلها، فانتسبت إلى مركز "صبحي شعيب" للفنون التشكيلية في "حمص" في عام /2000/ والمركز كان ملاذا آمنا لنا فالجو السائد فيه جوّ صداقة وأخوية يتبادل مشاعرها الجميع مدرسين وطلاب، فقد نمّى إدراكاتنا الفطرية برحلات إلى الطبيعة والمناطق الأثرية والبحر وكان ذلك بتشجيعٍ ودعمٍ من الأستاذ "رامي داغستاني" والأستاذ "غسان نعنع" وكانت البدايات مع قلم الرصاص والفحم ثم إلى استخدام ألوان الباستيل الزيتي والمائي، وفي عام /2006/ بدأت بالتصوير الضوئي إلى جانب الرسم».

أستمد من الطبيعة أفكاري وبوجه الخصوص من المدن السورية والآثار السورية، فطبيعة بلدنا غنية جداً ويستطيع الفنان أن يدعم خياله بمجرد التنقل بين مدننا وإشباع ذاكرته بالطبيعة والآثار فمنها تنبت الأفكار ويبقى لنا تصويرها كما نراها

وعن المدرسة الفنية التي ينتسب إليها يقول "محمد علي": «أنتسب إلى المدرسة الواقعية من حيث المبدأ فأسعى إلى تصوير الأشياء كما هي وتقديمها دون أن أسعى إلى العبث في أسرارها، ولكن عملياً فأنا أبحث عن ذاتي في الرسومات التي انتقيها وطريقة عرضها وأحاول أن أجد منهج الرسم الخاص بي بعيداً عن المدارس الفنية والتزاماتها».

بلدة الشيخ بدر "بنجارة"

أما عن طريقة اقتباسه لأفكاره في الرسم فيقول: «أستمد من الطبيعة أفكاري وبوجه الخصوص من المدن السورية والآثار السورية، فطبيعة بلدنا غنية جداً ويستطيع الفنان أن يدعم خياله بمجرد التنقل بين مدننا وإشباع ذاكرته بالطبيعة والآثار فمنها تنبت الأفكار ويبقى لنا تصويرها كما نراها».

ويضيف: «أركز على الألوان الترابية، فعلاقة التراب بالحياة علاقة وطيدة من الصعب فصلها عنها لذلك أجد أن الألوان الطينية تجسد الواقع بكل أشكاله، ولذلك تجد اللون الطيني يطغى على معظم لوحاتي، أما بالنسبة للتصوير الضوئي فأحاول دائماً إظهار جمال الطبيعة والآثار في كامل أعمالي الضوئية».

"سقراط"

وأما عن المعارض التي شارك بها الفنان يقول: «اشتركت في جميع المعارض التي دعيت إليها ومنها معارض مركزنا ومعرض "الفن التشكيلي" في النادي الثقافي في مقر "الاتحاد العام النسائي" وفي ثقافي "أبو رمانة" وثقافي "جبلة" وأقمنا معرضاً هاما عن مدينتا "حمص" في المركز الثقافي وكان عنوانه "حمص في الذاكرة" ومعارض أخرى في عدة محافظات.

وحصلت على عددٍ كبيرٍ من شهادات التقدير في مجال الرسم وأما في مجال التصوير فقد حصلت على بطاقتي شكر وتقدير من محافظ "الرقة" لمشاركتي في إنجاح معرض الفنان "طه الطه" ضمن فعاليات مهرجان "الربيع" وكانت مادة المعرض الأول تقتصر على الطين والثاني عن القلاع فقد اشترط على المشاركين التعريف بالقلاع التاريخية التي يشاركون بصورها وهذه تعتبر خطوة هامة للتعريف ببلدنا "سورية" وما يحتويه من معالم حضارية».

من التصوير الضوئي

الناقد "محمد أحمد البستاني" عبر عن رأيه في أعمال الفنان فقال:«تكتنز لوحات "محمد علي" غنىً فريداً من حيث تناغم اللون مع الصورة، فلون الأرض يطغى على لوحاته ليرصد لنا العلاقة الأبدية بيننا وبين الأرض وبالتالي الحياة، ومن هنا نجد أن ارتباطه بالطبيعة ترجم إلى لوحات حملت الواقع في حلة بهية بعيدة عن التكلف، تفوح منها رائحة البساطة، مع إتقانه في تمازج الألوان ليظهر لنا إبداعه في كل لوحة نشاهدها، وهو برأي يمشي في الطريق الصحيح الذي سيؤهله في المستقبل ليكون من الرسامين المتميزين والجديرين بحمل هذا الاسم».

الجدير ذكره أن الفنان "محمد علي" من مواليد مدينة "حمص" /1984/ خريج معهد "صبحي شعيب" للفنون التشكيلية، وعضو نقابة الفنانين التشكيليين.