في أجواء فريدة ووسط حشد جماهيري ضخم أحيا عازف العود التركي يوردال توقان أمسية موسيقية في كنيسة ماراليان بحمص.حيث قدم فيها مزيجا مدهشا من المعزوفات التركية والعربية والكلاسيكية الغربية وبعض من مؤلفاته.

وتنقل ببراعة كبيرة بين مقامات صعبة مثل الحجاز والهزام والسيغا والبيات كما لم يبخل على الجمهور بترديد أغنية تركية من التراث الأناضولي جاء فيها صوته لطيفا بها.

استمرت الأمسية لأكثر من ساعة تفاعل خلالها الجمهور على دندنات عود توقان الذي جاء كبار عازفي العود في حمص وسورية لحضور أمسيته، مثل الأستاذ عصام رافع قائد الأوركسترا السورية الشرقية. وعدد كبير من طلاب قسم العود في كلية التربية الموسيقية في جامعة البعث والمعهد العالي للموسيقا بدمشق الذي تواجدوا قبل ساعات لحضور الأمسية.

eHoms كانت حاضرة في الأمسية والتقت مع الطالب شادي من قسم العود بكلية الموسيقى بحمص السنة الأولى والذي قال لنا: "جئت اليوم إلى هنا كي أستمع إلى الأستاذ يوردال وأنتبه إلى حركات يديه وريشته وأتعلم منه فهو أستاذ كبير جدا يعزف على العود بطريقة مدهشة وسأذهب إلى أي بلد يعزف فيه يوردال لأنه معلم حقيقي".

أما الموسيقي إبراهيم سمان فقد قال لنا:" أشكر القائمين على أسبوع ماراليان الثقافي لأنهم أتاحوا لنا الفرصة في رؤية عازفين بقيمة يوردال والذي يعد من أهم عازفين العود في المنطقة إن لم يكن في العالم كله"، ووصف يوردال برأس مليء بالموسيقا.

ومع نهاية الأمسية التقينا العازف التركي يوردال توقان والذي قال لنا: " أنا جدا سعيد في أن أزور سورية للمرة الثانية فقد زرتها العام الماضي وعزفت على أحد مسارح دمشق وكان يوما ممتعا. وهذه المرة الأولى التي أعزف فيها بحمص يبدو أنني فرحت كثيرا بالأجواء داخل القاعة لأنكم تملكون جمهورا يتذوق الموسيقا. نحن بلدان متجاوران، أنا مسرور بالطبيعة هنا لأنها تشبه طبيعة بلدي ومسرور أيضا لرؤية وجوه جميلة ومليئة بالفرح".

وكان الفنان يوردال قد أجرى في اليوم نفسه ورشة عمل مع طلاب كلية الموسيقا بحمص قسم العود وعزف أمامهم العديد من المقطوعات قدم من خلالها رؤيته الموسيقية كما ظهر بروح لطيفة وجميلة امتزجت بمعزوفاته الرائعة.

من الجدير ذكره أن عثمان يوردال توقان واحد من أشهر عازفي العود الأتراك، ولد عام 1966، ودرس العود في مدرسة الفنون للموسيقى التركية، وعمل محاضرا في آلة العود في الفترة بين 1989 و1997.في عام 1990، عين عازفا على العود في فرقة استانبول للموسيقى التركية، ليصبح واحدا من أمهر العازفين على هذه الآلة حيث جمع بين تقنيته الخاصة التي تزاوج بين الموروث التركي والتطورات الحديثة التي دخلت على العود. وخلال الفترة الماضية قام بتأسيس مجموعة من الفرق الفنية التركية .