الشاب إلياس الأخرس من مواليد حمص 1980 له قصة قد تكون غريبة بعض الشيء مع الموسيقى وآلة العود بشكل خاص فيقول:" منذ كنت في الخامسة من عمري كنت أميل لسماع الأغنيات الطربية القديمة وتمنيت أن أملك عوداً وأعزف عليه،

وحاولت أن أدخر من مصروفي لأجمع ثمن العود، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل إلى أن أهداني أحد الأصدقاء عوداً بقيت أياماً لم أنم من فرحتي به، وكنت حينها في السادسة عشر من العمر".

ويتابع.."ومنذ طفولتي كنت أسمع أغاني فريد الأطرش وعزفه الجميل، ومقطوعات عازف العود الشهير نصير شما. وعندما حصلت على العود بدأ المشوار وكنت حينها أعزف على وتر واحد لأني في البداية لم أكن أعرف العزف وظروفي المادية لم تكن تسمح لي بأخذ دروس خصوصية أو اتباع دورات موسيقية فصرت أذهب لمحلات الموسيقى وأطلب منهم "دوزان" العود وخلالها تعرفت على صديق علمني "الدوزان" والمقامات الموسيقية، وتعرفت على أشخاص موسيقيين شجعوني ورفعوا من معنوياتي للمتابعة بهذا الطريق مثل الأستاذ نجدت إسبر والمغني فراس سعادة.

ونشأت بيني وبين العازف شادي عشعوش صداقة جميلة، وهو يعتبر من أمهر عازفي العود الشباب على مستوى الوطن العربي. واستفدت منه ومن خبرته ومن تشجيعه لي. وهو الذي نبهني إلى أسلوب العزف، فاتجهت نحو المدرسة العراقية التي تتميز بحرفيتها العالية وريشتها الناعمة والسرعة في الأداء".

وعن النشاطات الموسيقية يقول إلياس :" اقتصرت نشاطاتي الموسيقية على الجلسات العائلية الخاصة والجلسات مع الأصدقاء ومع بعض الموسيقيين الحمصيين أمثال الأستاذ رياض الفاخوري والأستاذ الناقد سليم عماري. وقد ألفت مقطوعتين موسيقيتين الأولى بعنوان: (الوداع) والثانية بعنوان (تناغم) أما مقطوعة (الوداع) فكانت وليدة ظروف صعبة ومتعِبة مررت بها خلال سنوات عديدة من التخبط وعدم الاستقرار. ومقطوعة (تناغم) هي عبارة عن لحن بروح غربية على آلية شرقية".

وعن طموحاته المستقبلية في ختام اللقاء، تمنى الشاب إلياس الأخرس أن يؤسس فرقة موسيقية بأسلوب حديث أسوة بفرقة حوار التي أسسها الأستاذ كنان العظمة. كما يطمح إلى تسجيل أسطوانة تشمل عدداً من الأغاني العربية لكبار المطربين القدامى كعبد الوهاب وأم كلثوم أن يعيد نشرها بأسلوب جديد ويضفي عليها لمساته الخاصة، بالإضافة إلى مؤلفاته الموسيقية.