نجح المخرج "خالد الطالب" في إسقاط مسرحية "كلهم أبنائي" للكاتب الأميركي "آرثر ميلر" على الواقع المحلي ليجسد شخصيات عايشت حرباً في عصور سابقة، ويعيد توجهيها إلى مجتمعات العصور الحديثة.

مدونة وطن "eSyria" حضرت بتاريخ 19 تشرين الأول 2015، العمل المسرحي المقدم ضمن فعاليات مهرجان حمص المسرحي الـ21 في "المركز الثقافي - صالة سامي دروبي"، والتقت المخرج "خالد الطالب" الذي حدثنا عن أهمية هذا العمل بقوله: «قمت بإعداد المسرحية وتكثيفها واختزالها لأنها مسرحية طويلة واختصرتها بثلاث شخصيات فقط ثم أضفت شخصية رابعة، تحكي عن واقع الحرب وما بعدها، وتفرز نوعاً من الرجال أصبحوا أثرياء في الحروب، وخلال الحرب على بلدهم قاموا ببيع وطنهم وضميرهم مقابل المال لكن بالنهاية دفعوا الثمن، يتضمن العمل إسقاطات على مجتمعنا وواقعنا الحالي، للإشارة إلى أن كل واحد يحاول استغلال البشر سيأتي يوم ويحاسب فيه على تصرفاته».

جسدت شخصية القاتل وهو ما يعنيه اسم "كيلر"، يعيد هذا القاتل نقل الدور الذي لعبه منذ عصور قديمة إلى يومنا هذا بذات الصفات التي يتقمصها القاتل كتاجر دم في كل الأزمات والحروب الإنسانية، وبإمكانه بيع أخيه مقابل المال، وإطالة أمد الحرب للاستفادة القصوى منها؛ وهو ما يحقق للدول الاستعمارية غايتها

ويضيف: «عاد النشاط والحيوية الثقافية عبر مسرح "سامي الدروبي" في المركز الثقافي بعد غياب 7 سنوات كاملة عن أي نشاط مسرحي رسمي، ليمتلئ المسرح بمئات الحضور جاؤوا من مختلف أنحاء المحافظة لمتابعة مهرجان "حمص" المسرحي الحادي والعشرين، لتثبت "حمص" أنها مرجع للثقافة والمسرح وهي موجودة في واجهة الفنون السورية، وهو الهدف من هذا المهرجان، والعودة بعد سنوات الانقطاع كانت بقوة وحماسة من قبل الجميع».

خالد الطالب

الممثل "بسام مطر" وهو أحد أبطال العمل بدور "جو كيلر" تحدث عنه بالقول: «جسدت شخصية القاتل وهو ما يعنيه اسم "كيلر"، يعيد هذا القاتل نقل الدور الذي لعبه منذ عصور قديمة إلى يومنا هذا بذات الصفات التي يتقمصها القاتل كتاجر دم في كل الأزمات والحروب الإنسانية، وبإمكانه بيع أخيه مقابل المال، وإطالة أمد الحرب للاستفادة القصوى منها؛ وهو ما يحقق للدول الاستعمارية غايتها».

ويتابع: «من خلال هذه الأفكار نعيد للمسرح ألقه، تمثيلاً وإخراجاً وثقافة، والأهم في العرض ليس فقط إيصال هذه الرسالة بل العمل على تبنيها من قبل الجمهور، فرسالة المسرح لا معنى لها إن لم تلقَ قبولاً وتحقق إسقاطاً صحيحاً، حتى لو كانت مقتبسة من روايات عالمية طالما أن أسلوب الطرح وتوقيته يلائم غاية الفكرة المراد إيصالها».

بسام مطر

"علي عباس" أحد الحضور شرح وجهة نظره بالمسرحية بقوله: «تحدث العرض عن قصة مهمة جداً تفيد الناس في مجتمعنا تجاه فكرة تجارة الحروب والأزمات، خصوصاً لنا كشباب بسبب طيش بعضنا والتأثر بموضوع المال والانسياق وراء أفكار غير بناءة، لذلك إسقاطات المسرحية من قبل المخرج والممثلين بأدائهم مثلت رادعاً وإشارة واضحة لهذه الفئة من الناس، وتوضيح أفكارهم ونواياهم تجاه أوطانهم».

من أجواء المسرحية