بعد غياب ثلاث سنوات ترجع الطفلة "رائدة خليل" اليوم إلى حيّها "الحميدية" الذي أبصرت فيه النور، لتلملم شيئاً من ذكرياتها بين الأنقاض وتساهم في تنظيف وإعادة الأماكن إلى ما كانت عليه أيام طفولتها الأولى.

مدونة وطن "eSyria" التقت الطفلة "رائدة" ذات الاثني عشر ربيعاً خلال مشاركتها في يوم العمل الكشفي الذي نظمته "كشافة كنيسة أم الزنار" بتاريخ 26 تموز 2014، فتحدثت عن مشاركتها بالقول: «رغم الدمار الذي أصاب منزلنا والكنيسة التي كنت أتردد عليها باستمرار، إلا أنني أشعر اليوم بالفرح لأنني وبعد غياب قسري طويل عدت إلى المكان الذي تربيت فيه، رجعت اليوم مع عدد من أصدقائي للمساهمة على قدر استطاعتنا كأطفال في إعادة الحياة إلى هذه المنطقة، وتشجيع كل الأطفال والأهالي على العودة، وإعادة بناء ما تهدّم ليرجع الحي مزدهراً كما كان من قبل».

أشارك أصدقائي اليوم في التعاون لتنظيف الكنيسة التي أمضينا فيها أياماً جميلة في السابق، ونتمنى من جميع أطفال الحي مساعدتنا، فإذا لم نتعاون في تنظيف كنائسنا ومساجدنا وشوارعنا لن نستطيع أن نعيد تلك الأيام الجميلة التي كنا نعيشها في السابق

وأضافت: «أشارك أصدقائي اليوم في التعاون لتنظيف الكنيسة التي أمضينا فيها أياماً جميلة في السابق، ونتمنى من جميع أطفال الحي مساعدتنا، فإذا لم نتعاون في تنظيف كنائسنا ومساجدنا وشوارعنا لن نستطيع أن نعيد تلك الأيام الجميلة التي كنا نعيشها في السابق».

إزالة الأنقاض من داخل الكنيسة

عن يوم العمل الكشفي تحدث "باسل حداد" المسؤول عن مرحلة الإعداد في كشاف أم الزنار، فقال: «أقمنا هذا النشاط ودعونا إليه جميع الأطفال "الكشافين" ما بين عمر 12 و15 عاماً، محاولة منا لإعادة ما أمكن من الحياة إلى "حي الحميدية" وإلى الكنيسة التي لطالما احتضنت أبناءها، وبالتالي تشجيع الناس أكثر على العودة إلى منازلهم.

ويبدأ البرنامج من كنيسة "مار ميخائيل" من خلال إزالة الأنقاض الموجودة، ونقل بعض الأغراض وتنظيف الكنيسة وساحتها المحيطة على قدر استطاعة هؤلاء الأطفال، إضافة إلى دروس تعليمية كشفية في كنيسة "أم الزنار" لتنمية مهارات الأطفال مع إرفاقها بالجانب العملي الذي يشعرهم بأنهم مساهمون بإعادة حياتهم بأيديهم، وبالتالي نحن نقوم بكسر حاجز الخوف الذي كان موجوداً لدى هؤلاء الأطفال قبل دخولهم إلى الحي، وقد خصصنا في الأسبوع الفائت يوم عمل لفرقة "الجراميز" وهم أطفال في المرحلة الابتدائية، حيث نحاول إعادة البسمة للأطفال، نعرّفهم قيمة العمل، وتنمية مهاراتهم في ظل الظروف الحالية».

تعاون الأطفال على نقل بعض الأغراض وإعادة ترتيبها

الشابة "رفا هديب" إحدى المشرفات على أطفال الفوج الكشفي ترى في هذا النشاط أهمية خاصة، حيث تقول: «تكمن أهمية هذا النشاط من أهمية العمل على بناء البشر قبل بناء الحجر، فإذ لم نعوّد الأطفال مجانية العطاء والعمل التطوعي لمصلحة المكان الذي ينتمون إليه ونشعرهم بمدى مساهمتهم في إعادة الحياة إليه لا يمكننا أن نشجعهم ونشجع أهاليهم على العودة إلى منازلهم وإعادة البناء من جديد، وقد لمسنا نتائج إيجابية في هذا الموضوع؛ فمنذ أن بدأنا بهذا النشاط قبل أسبوعين عادت إلى الحي ثلاث أسر جديدة لديها أطفال شاركوا معنا في النشاط، وأنا شخصياً بيتي في "وادي السايح" المجاور لحي "الحميدية" تدمّر بالكامل، لكننا نعمل اليوم لإعادة بنائه من جديد لأننا نراه ونرى الحي الذي نعيش فيه أجمل من أية منطقة أخرى».

عن هذا النشاط والأنشطة المقبلة لكشافة "أم الزنار" تحدث "دياب بجور" قائد كشافة كنيسة "أم الزنار" بالقول: «وصل عدد المشاركين معنا إلى خمس وخمسين طفلاً وطفلة ما عدا المشرفين، وهمنا الحالي كيفية إعادة الحياة إلى منطقة حمص القديمة التي تهجّر سكانها لفترة ثلاث سنوات بشكل عام، وإعادة الحياة إلى الكنيسة بشكل خاص، من خلال تشجيع الأطفال "الجراميز" و"الكشافين" على المشاركة بالأنشطة الكشفية المتنوعة، وبالتالي تشجيع أهاليهم للرجوع إلى الحي وإعادة الحياة كما كانت في السابق.

فمثل هذه الأنشطة تكرّس فيهم حب الانتماء للمكان الذي يعيشون فيه وأهمية خدمته، كما تعلمهم الالتزام بالمهمات التي تطلب منهم، واستسهال الصعاب، ونأمل ازدياد أعداد الأطفال المشاركين، حيث نقوم بالتحضير حالياً للاحتفال بعيد السيدة العذراء من خلال المشاركة بمهرجان احتفالي كبير سيقام في كنيسة "أم الزنار" في منتصف شهر آب المقبل من خلال إقامة معرض للصور، وعروض لفرقة الموسيقا الكشفية وغيرها من المشاركات».