تميزت "عبير إسبر" في مدينتها الأم "حمص" كإحدى أهم الفنانات التشكيليات وأكثرهن قدرة على إظهار الروح الإنسانية بشكل عام والأنثوية بشكل خاص، إضافة إلى إقامتها العديد من المعارض، آخرها في مركز "مرمريتا" الثقافي الذي ضم 32 لوحة.

مدونة وطن "eSyria" واكبت المعرض منذ افتتاحه في منطقة "وادي النضارة"، الذي استمر قرابة الشهر في المركز الثقافي للقرية، تم الافتتاح بحضور كل من وزير السياحة ومحافظ مدينة "حمص"، وعدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية، وبداية التقينا السيدة "أمارا طعمة" أثناء زيارتها للمعرض بتاريخ 21 أيار 2014، وكان لها رأي تحدثت عنه قائلة: «زرت معارض سابقة للرسامة "عبير إسبر" وفي جميعها كان لها تميز واضح من خلال المواضيع التي تختارها وطريقة رسم هذه المواضيع.

على الرغم من معارضي الكثيرة داخل القطر وخارجه إلا أنني أصنف هذه التجربة بالمميزة جداً، فوجئت بإقبال الناس الكبير على المعرض وإظهارهم الحب المخلوط بالشغف للتعرف على الفن والتساؤل الدقيق عن معاني كل لوحة وهدفها وتصنيفها الفني، وصراحة لم أكن أتوقع ذلك في مجتمع ريفي، ما شجعني على تكرار المعرض ورسم الجديد دائماً

وبالأخص اللوحات التي تظهر فيها المرأة بكل ما تحمله الحالة الإنسانية من معانٍ، إضافة إلى التواصل الرائع الذي تقوم به الفنانة عند شرحها لما وراء الرسم لكل زائر ومحب للفن، وهذا ما بدا في معرضها الحالي الذي زارته شريحة كبيرة ضمت إلى جانب المهتمين بالرسم عدداً كبيراً من المتعرفين الجدد عليه ولا سيما في جو الريف الذي يستحق باستمرار معارض وفعاليات فنية متجددة».

إحدى اللوحات

الرسامة "عبير" تقول عن تجربتها الجديدة في منطقة "الوادي": «على الرغم من معارضي الكثيرة داخل القطر وخارجه إلا أنني أصنف هذه التجربة بالمميزة جداً، فوجئت بإقبال الناس الكبير على المعرض وإظهارهم الحب المخلوط بالشغف للتعرف على الفن والتساؤل الدقيق عن معاني كل لوحة وهدفها وتصنيفها الفني، وصراحة لم أكن أتوقع ذلك في مجتمع ريفي، ما شجعني على تكرار المعرض ورسم الجديد دائماً».

أما عن اللوحات ومضمونها، فتضيف: «دار المعرض بالمجمل حول الإنسان وروحه الضائعة والمتعبة وخاصة في هذه الظروف التي يمر بها الوطن، والأهم هي المرأة التي كانت الأكثر تأثراً بالحزن والألم والتي استنزفت إلى درجة كبيرة، حاولت أن أظهر ذلك في لوحات العري التي تعبر عن الاحتجاج والتحدي بأنها روح وليست سلعة تشترى، وربما كان هذا ما ميز الأعمال ولا سيما أنني سعيت جاهدة لأبين وجهة نظر الفنانة التي تختلف عن الفنان في تشكيل المرأة وحقوقها.

زيارة وزير السياحة للمعرض

أما عن اختياري إظهار نفسي في عدة لوحات؛ فقد أردت أن أكون موضوع الرسم حتى لا أضع أي امرأة سبق ورأيتها موضوعاً للوحة ما يسبب لها إحراجاً أو تساؤلاً معيناً، وأردت أيضاً أن أعطي فكرة جديدة في إمكانية رسم الفنان لنفسه».

الجدير بالذكر، أن المعرض ضم اثنتين وثلاثين لوحة تم رسم إحداها ضمن افتتاح المعرض من قبل الرسامة مباشرة؛ وهي تمثل صورة لوجه "السيد المسيح"، وذلك بغضون ثماني دقائق.

من المعرض

وللفنانة مشاركتها مع العديد من فناني "حمص" و"سورية" في معارض متنوعة، وأقامت عدداً من المعارض الخاصة بها بلغ عددها 26 معرضاً، أربعة منها في "البرازيل"، وأخرى في "باريس"، ونالت ابنة "حمص" عدة جوائز أهمها التكريم في معرض "نساء سورية" من قبل وزارة الثقافة ونقابة الفنانين التشكيليين العام الفائت.