الإعاقة لم تمنعهم من الإبداع، إنهم شباب وأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة نظموا معرضاً لإنتاجهم اليدوي، تنوعت الأعمال فيه من اللوحات والشموع والسلال وغيرها..

مدونة وطن "eSyria" واكبت المعرض الذي أقيم في "فندق الوادي" ببلدة "المشتاية - وادي النضارة" بتاريخ 3 أيار 2014، تميز المعرض بالحضور الكثيف ومن هؤلاء السيدة "سمر الحكيم" التي حدثتنا عن رأيها فقالت: «المعرض مميز جداً لأننا نرى فيه أعمالاً تشكيلية لفنانين غير عاديين، الهدف منه تسليط الضوء على مواهب ذوي الاحتياجات الخاصة، وكل من يأتي إلى هذا المعرض ينبهر بموهبتهم، وأنا أشجع كل هذه الأنشطة التي تبرز موهبة هذه الفئات وتساعدهم في الاندماج مع محيطهم ومجتمعهم كأفراد عاديين».

بمساعدة أساتذتي في "مركز نور الوادي" استطعت تشكيل عدد من اللوحات بواسطة حبات الأرز والقمح، وهي عبارة عن لوح خشبي نقوم بتلوينه بواسطة الطلاء، ثم نقوم برسم منظر طبيعي عليه بقلم الرصاص، ثم نقوم بلصق حبات الأرز أو القمح الملونة بما يتناسب مع المنظر المرسوم

عند مواكبتنا للمعرض استطعنا التحدث إلى عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة، فمنهم من استطاع الكلام، ومنهم لم يستطع ذلك فتحدث عنه زميله، ومن هؤلاء الشاب "محمد جمعة" الذي صنع عدداً من اللوحات بواسطة الأرز والقمح، وعن ذلك قال: «بمساعدة أساتذتي في "مركز نور الوادي" استطعت تشكيل عدد من اللوحات بواسطة حبات الأرز والقمح، وهي عبارة عن لوح خشبي نقوم بتلوينه بواسطة الطلاء، ثم نقوم برسم منظر طبيعي عليه بقلم الرصاص، ثم نقوم بلصق حبات الأرز أو القمح الملونة بما يتناسب مع المنظر المرسوم».

الشباب في معرضهم

أما الطفلة "رشا ديبة" فقد رسمت عدداً من اللوحات بواسطة الألوان المائية، وعن ذلك قالت: «حياتي اليومية في "مركز نور الوادي" جعلتني أتعلم الرسم ولكن بشكل بسيط، وبعد محاولات كثيرة استطعت أن أرسم بشكل مقبول، وقد اشتركت في هذا المعرض بعدد من اللوحات التي رسمت فيها الطبيعة والفواكه بواسطة الألوان المائية التي أحببت الرسم بها، وآمل أن تتطور موهبتي لأصبح رسامة حقيقية».

مختصون من مركز "نور الوادي" أشرفوا على صنع وتشكيل المعروضات، ومنهم الآنسة "جميلة فرح" التي حدثتنا عن ذلك بالقول: «المعرض الذي نراه اليوم هو نتيجة عمل طويل وصعب ولكنه ممتع، قمنا بتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة عدداً من المهارات الحياتية حسب سن وحالة كل شخص منهم، ومن هذه المهارات العمل اليدوي الذي يلعب دوراً أساسياً في تنمية القدرات العقلية والجسمية، فالشخص الذي يقوم بالعمل اليدوي يقوم بتشغيل عقله ويديه بآن واحد؛ وهذا مفيد جداً لأنه يساعدهم على التعرف على الألوان والأحجام وملمس وحرارة الأشياء، وفي نفس الوقت ينمي الحس الجمالي لديهم».

من المعروضات

وكذلك القتينا الدكتور "ألبير عبد المسيح" مدير "مركز نور الوادي لذوي الاحتياجات الخاصة"، الذي حدثنا عن فكرة إقامة المعرض فقال: «كان هذا المعرض فيما مضى مجرد فكرة كانت تراودنا منذ أشهر، وذلك من أجل عرض الإنتاج اليدوي لأطفال وشباب "مركز نور الوادي"، ضم المعرض أكثر من 250 عملاً فنياً تشكيلياً، وهو عبارة عن لوحات ومجسمات شكّلها الأطفال والشباب ذوو الاحتياجات الخاصة بواسطة الألوان والمواد الطبيعية والاصطناعية كالورق والأرز والقمح، وهناك أشغال يدوية كالزجاج المزخرف وباقات الزهور، وهناك عدة أعمال هي عبارة عن رسم على الزجاج والمرايا».

تعددت أعمار الشباب والأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة المشاركين في المعرض، وعن ذلك يضيف: «اشترك في هذا المعرض 30 شاباً وطفلاً ومعظمهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأعمارهم تتراوح من 5 إلى 33 سنة، ومن هنا يأخذ المعرض أهمية كبرى؛ لأن كل المعروضات هي من إبداع هؤلاء المشاركين غير العاديين، فكل عمل من هذه الأعمال الفنية أخذ وقتاً طويلاً منهم، وبعد الجهد الذي بذلوه أبصر هذا المعرض النور كرسالة يوجهها ذوو الاحتياجات الخاصة إلى المجتمع ليقولوا: إنهم قادرون على الإبداع والإنتاج التشكيلي الذي يحتاج إلى حس جمالي رغم إعاقاتهم المختلفة».

مختلفون ولكن منتجون

يذكر أن "مركز نور الوادي" يقوم برعاية الأطفال والشباب ذوي الاحتياجات الخاصة وتدريبهم على عدد من المهارات ليصبحوا أشخاصاً قادرين على الاندماج مع مجتمعهم، وهو يقع في "بلدة عين العجوز" وتشرف عليه "مطرانية الوادي الأرثوذكسية".