بدعوةٍ من مركز الأرض للبيئة والتنمية الريفية، أُقيم في صالة دير الآباء اليسوعيين في حمص حفلٌ تعريفي بمنتجات الأرض الزراعيّة والصناعيّة والخدمات الاجتماعيّة التي يقدمها هذا المركز..

والأعمال الفنيّة والتقنيّة والتنمويّة التي يُشرف عليها مركز الأرض في منطقة القصير، وذلك بحضور شخصيات هامة وفعالّة من المجتمع الأهلي في حمص.

وحول هذا الحفل والخدمات التي يُقدمها مركز الأرض، حدثنا الأب نورس السمّور اليسوعي المدير العام لمشروع الأرض قائلاً: "مشروع الأرض هو عبارة عن مجموعةٍ من الأنشطة والخدمات الزراعية والصناعية والاجتماعيّة التي تهتم ببناء الإنسان وخدمته في المناطق الريفيّة. ويضمُّ مشروع الأرض في منطقة القصير على مركز لرعاية الإنسان المجروح بذكائه، ويقوم هذا المركز على رعاية المعاقين فكرياً من 13 قرية في منطقة القصير، وخدمتهم وتدريبهم ليصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع، ويوجد أيضاً مركز لتنمية الصناعات الريفيّة والتي تستطيع المرأة الريفيّة القيام بها كصناعة الخزف والسيراميك التي تناسب واقع المرأة في منطقة القصير، وتساهم في رفع دخلها المادي ومساعدة عائلتها، وتستطيع المرأة العمل في المنزل، ونقوم نحن ببيع منتجاتها وتسويقها من خلال المعارض والمشاركات التي تُساهم بها الأرض.

أما عن الزراعة فيوجد في الأرض مجموعة من الزراعات التي تشتهر بها المنطقة كزراعة الخضراوات والأشجار المثمرة وخاصة اللوزيات والزيتون والتفاح، وهذه الزراعات مرويّة بأفضل الطرق وأساليب الري الحديثة والتقنيّة التي نسعى من خلالها إلى عدم هدر المياه والاستفادة القصوى من كل قطرة والحفاظ على التربة وذلك بإشراف مجموعة من المهندسين الزراعيين المختصين، كما قام المهندسون وأصدقاء الأرض بإدخال وتجريب مجموعة من الزراعات الجديدة والغريبة على أراضي المنطقة والتي تؤتي بمردود اقتصاديّ جيد ونجحوا في تلك التجارب وصدّروا خبرتهم إلى فلاحيّ المنطقة للاستفادة القصوى وذلك عن طريق المحاضرات التي يُقدمها المركز باستمرار لرفع ثقافة الفلاح الزراعية وتنبيهه إلى مساوئ الإكثار من رش المبيدات الزراعيّة السامة على المحاصيل، وأساليب الري الحديثة إلى ما هنالك من إرشادات ومن هذه الزراعات التي نجحت وقام المزارعون في القرى المجاورة بتطبيقها في أراضيهم هي زراعة الهليون المروي وزراعة الأنديف، وهي من الزراعات التي تدرّ أرباحاً اقتصادية كبيرة على الفلاح".

كما يقوم مركز الأرض وبإشراف مباشر من الآباء اليسوعيون في حمص باستقبال الشبيبة السوريّة بمختلف أطيافها الثقافيّة والاجتماعيّة والدينيّة في الأرض وتعريفهم على هذا المشروع وأهميته وزيادة حساسيّة هؤلاء الوافدين إلى موضوع الأرض بشكلٍ عام والانتماء إلى الوطن وحبّه والتمسك به والالتقاء بالآخر المختلف القادم من بقاع سوريّة الجميلة (الساحل والجزيرة والجنوب) وهم ما يُعزز الانتماء والتعارف واللقاء بهذا المختلف الموحد.