(الفخ) هي الرواية الأولى من دار المدى للنشر لكاتب حمصي ولكاتب لم ينشر في حياته أي قصاصة في دورية أو مطبعة، لم يكن يعلم الدكتور (عماد طراد) أن "تسليته الورقية" كما أسماها ستؤدي به إلى فخ روائي كبير ولكن فخ من النوع الذي تبحث عنه لتقع بين صفحاته وتتوغل في قصص التراث والأسطورة موقع eHoms التقى الكاتب وكان هذا الحوار:
*-هل من الممكن أن تحدثنا عن بداياتك الأدبية ؟
"كتبت في بداياتي الخواطر والمقطوعة الشعرية وكانت هناك محاولات لكتابة قصص لكنني بدأت العديد منها ولم أكملها كان هاجس كتاباتي في فترة الدراسة الجامعية هو الحب والسياسة فالشاب كما تعلم في هذا العمر يكون ممتلئا بالحماس والطموح, لم أنشر في حياتي أي مقطوعة أو قصيدة حتى سنوات قليلة ماضية قمت بنشر بعض القصص في موقع نساء سورية وبتشجيع من إحدى الصديقات فأنا كنت أكتب وأمضي وكان النشر بالنسبة لي آخر ما أفكر به".
*- هل كانت الأولوية للرواية في مشاريعك الأدبية ؟
"في البداية دعني أقول لك أني قارئ نهم لجميع أنواع الأدب من السوري (حنا مينا ونزار قباني) والعربي (جبران ونجيب محفوظ) والعالمي (دوستفويسكي) وأنا في البداية كتبت الشعر ولا زلت ولم يكن لي مشروع أدبي أو مخطط للنشر، الأمر كله جاء بمحض الصدفة حتى أنني كتبت رواية لم أنشرها قبل روايتي الفخ".
*- اخترت لروايتك الفخ البعد الأسطوري والإنساني رغم أنها لم تتوغل بأكثر من نصف قرن مضى؟
"العصر الحديث له أساطيره أيضا أساطير نهوض الأحزاب مثلا واهتمام الناس بالمعتقدات الأيديولوجية والآلهة القديمة والظواهر الطبيعية خذ مثالا الكسوف في رواية الفخ أصوّره منذ (80) عاما ويعود بهذا العصر بنفس الخرافة ونفس الأدوات البدائية التي استخدمناها لمراقبة الكسوف الذي حدث منذ سنوات في بلادنا".
*- وما هي مرجعياتك في هذه الأساطير التي فصلتها في الفخ؟
"مصادري بسيطة جدا هي الحكايات والتراث الشفوي والقسم الأكبر لتخيلاتي المهم إن ما أريد قوله أن الظاهرة التي قد تحدث في بقعة ما من العالم ربما تحدث بعد مئات السنين بنفس الظروف في بقعة مغايرة تماما".
قلت في أحد حواراتك أنك "بدأت الفخ كمحاولة في التسلية والمتعة وملء الفراغ، ثم كبرت تدريجياً حتى خرجت عن سيطرتي معلنةً رغبتها في الاستقلال كرواية.
*- هل وقعت أنت في الفخ إذن أم قرائك أم تحررتما معا من الفخ؟
"صراحة عندما كتبت الصفحة الأولى لم يخطر في بالي موضوع النشر أبدا وجدت نفس أكتب قصة أسطورية ولا أعرف نهاية واضحة لها الأحداث تتلاحق برأسي وعلى الورق أكتب صفحات وأتوقف أحيانا بسبب الظروف وبحكم عملي كطبيب ثم وجدت نفسي أرسل مخطوط الرواية لدار مدى ورغم أنها تأخرت بالنشر لأسباب تتعلق بدار النشر لكنها نشرت في النهاية وعرضت في معارض الدار في أغلب الأقطار العربية".
*- إذن هي ورطة جميلة ؟
"ربما هو فخ جميل نعم أتمنى أن أكتب وأكتب المزيد وأتفرغ لساعات أطول للكتابة ويكون المكان ملائما أكثر فالخط الروائي المتداخل والمفتوح الفضائيات الذي أنهجه يحتاج لتركيز وهدوء شديدين ووقت أطول وصفاء ذهن أؤكد لك أن الرواية فخ وورطة رائعة".
*- (بعل) و(أبو شاهين) هما أبطال من روايتك الفخ ما الذي أوحى لك بهذه الأسماء؟
"اسم بعل مخلوق فائق القداسة كان تصغيرا للاسم أحد الآلهة فلم يكن بمقدور أهله أن يسموه باسم الإله الأكبر أو أحد الأنبياء وهو كان حاضرا بذهني قبل أن أبدأ بالتدوين وأما الأسماء الأخرى مثل أبو شاهين فهي متناسقة مع عادات ذاك الزمن عندما كان الأهالي يسمون أبنائهم باسم الوحوش كي لا تموت".
*- في الفخ شعرت أنني أمام قريتك صدد هل عنيت ذلك ؟
"نعم قسم كبير من المكان هو صدد ولكني لم أقصد ذلك ربما كونك تعرفني من هذه القرية فتأكد لك ذلك ولكن المكان ينطبق على العديد من مناطقنا وليس صدد فحسب وأحداث الرواية أكبر وأوسع من ذلك".
*- أعلم أنك تكتب الشعر هل هو من مكان أخر داخل كاتب الراوية؟.
"الشعر من نفس المكان ولكن هذا الأخير له ما له من أجواء وعوالم قد لا تقبض عليها في كل أن كتابة الشعر تحتاج إلى تكنيك خاص أما الرواية فهي عمل معماري متواصل ومتكامل".
*- إلى أين تريد أن تصل بمشروعك الأدبي؟
"أن أستطيع كتابة رواية أخرى دائما ومنذ أيام انتهيت من رواياتي الجديدة وهي مختلفة تماما عن الفخ".
من الجدير بالذكر أن الدكتور (عماد طراد) مواليد حمص (1965)،أخصائي إذن أنف حنجرة، خريج جامعة حلب، متزوج ولديه صبي وبنت،الفخ عمله الأدبي الأول.