بقلمه الأدبي المتميز، وصدق حرفه، استطاع أن يسلك طريقاً فكرياً واضح المعالم، محبباً من قبل القراء، وبذات الطريق يحاول المضي قدماً ليحقق خطوات أدبية لامعة تغني مشواره الأدبي، بعد أن وصلت أشعاره وقصصه إلى أجزاء متفرقة في الوطن العربي.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 6 شباط 2018، مع الشاعر "منيار العيسى"، ليحدثنا عن بداياته بالقول: «الحديث كيف كانت البداية الأدبية للأشخاص الذين يتمتعون بموهبة الكتابة، هو أمر غير واضح المعالم، فهناك مشاهد في الذاكرة تعيد البداية إلى المرحلة الابتدائية، حيث بدأت يدي تخط كتاباتها، وتباعاً في المراحل اللاحقة أخذت تتعمق في ذاتي الأفكار الأدبية، إلى أن وصلت إلى مرحلة مستقرة، وهي مرحلة الإنتاج الأدبي. وأنا أفضّل الكتابة التي يستطيع الكاتب من خلالها نقل عاطفته الصادقة إلى الناس والتأثير بهم، وإعطاء الحرف حقه الأدبي والشعري، وعلى صعيدي الشخصي هذا ما أجده في نفسي حين أكتب الشعر، على الرغم من إمكانية الوصول إلى قلب القارئ وعقله، من خلال القصة، لكنني أجد في الشعر بوابتي التي أستطيع من خلالها الوصول إلى أقرب نقطة من القارئ والتأثير به، فأنا أجد فيه ما لا أجده في باقي الأجناس الأدبية».

الفرص التي تمنح للشباب لها أهمية كبيرة في حياتهم، وقد تمثل علامة فارقة في مشوارهم الذي يتخذونه سواء أكان أدبياً أم فنياً؛ لأنها تغني تجربتهم، وتصقل موهبتهم، وتجعلهم أكثر احتكاكاً مع القارئ أو المشاهد، ويكون نتاجهم تحت الضوء، فيتحول إلى محفز إبداعي، لينتجوا الأفضل دائماً، وأيضاً ترضي ذاتهم حين يلتمسوا وصول إنتاجهم إلى العامة. كل كاتب يمر بمحطات كثيرة، لكن إحداها تكون ذات بصمة إيجابية لا تنسى في مشواره، وأنا أعدّ قصيدة "في حمص" علامة فارقة في كتابتي الأدبية، وفي شعر التفعيلة تحديداً. وجائزة "عبد الحميد شومان" لأدب الأطفال، أيضاً كانت محطة بارزة في حياتي

ويكمل عن المحطات التي كوّنت شخصيته الأدبية: «الفرص التي تمنح للشباب لها أهمية كبيرة في حياتهم، وقد تمثل علامة فارقة في مشوارهم الذي يتخذونه سواء أكان أدبياً أم فنياً؛ لأنها تغني تجربتهم، وتصقل موهبتهم، وتجعلهم أكثر احتكاكاً مع القارئ أو المشاهد، ويكون نتاجهم تحت الضوء، فيتحول إلى محفز إبداعي، لينتجوا الأفضل دائماً، وأيضاً ترضي ذاتهم حين يلتمسوا وصول إنتاجهم إلى العامة.

الشاعر حميد الساعدي

كل كاتب يمر بمحطات كثيرة، لكن إحداها تكون ذات بصمة إيجابية لا تنسى في مشواره، وأنا أعدّ قصيدة "في حمص" علامة فارقة في كتابتي الأدبية، وفي شعر التفعيلة تحديداً. وجائزة "عبد الحميد شومان" لأدب الأطفال، أيضاً كانت محطة بارزة في حياتي».

ويتابع: «على صعيد الأمسيات، فقد شاركت بعدد من الأمسيات في المحافظات السورية، تنوعت بين الشعر المحكي والفصيح. أما في القصة، فقد كتبت مجموعة "مدينة الظلال"، وحصلت من خلالها على المركز الأول بجائزة "رونق المغرب" للقصة العربية القصيرة، وتمت طباعتها إثر ذلك في "المغرب".

أما فيما يتعلق بشعر الأطفال، فقد صدرت لي مجموعة "بياع الفرح" التي فازت بالمركز الثاني بجائزة "عبد الحميد شومان"، وتمت طباعتها في "الأردن"، وأعدّ الجوائز الأدبية خطوة محفزة للكتابة وانتهاج النهج الصحيح المقبول من قبل جميع شرائح القراء، حتى تضمن الانتشار الأمثل. ولدي العديد من الأفكار الجديدة التي لم تنفذ بعد، وأهدف من خلالها إلى توصيف الأدب على أرض الواقع؛ أي ربطه بالواقعية ليكون وصوله إلى المتلقي أسرع».

وعنه يقول الشاعر "حميد الساعدي": «الحديث عن الشاعر "منيار العيسى" يقودني إلى الحديث عن التجارب الجميلة والباهرة في شعرنا العربي. وأكاد أتلمس أنه استمرار لكل ما هو جميل في هذا الشعر، الذي ترك أثره في أجيال متعاقبة، ولم يندثر أو يضمَحّل، على الرغم من كل موجات الرّكاكة والإسفاف التي تعصف به، والتي تحاول أن تشوّه الجمال الحقيقي للذائقة، وتبتعد بها كثيراً عن مواضعها.

"منيار العيسى" يعد بالكثير من الروعة والإبداع والتنوع، وهو شاعر من طراز الشعراء الأفذاذ الذين "وَطّنوا" القلب والضمير على الإخلاص للشعر، ووَسَموا شاعريتهم بصدق العبارة، والنَفَس الشعري المميز الذي قلَّ نظيره لدى مَن يكتبون الآن في ساحتنا الشعرية العربية من الشباب. حين أقرأ قصائده أحس بأنني أمام شاعر من طراز كبير، من شعراء القصيدة العربية الحافلة بالتجدد، التي تعيد لنا أمجاد هذه القصيدة بعد أن امتلأنا بكل ما هو رديء، ويطرح نفسه باسم الشعر. هو شاعر تفعيلة من طراز بديع، يصوغ عباراته بموسيقية عالية ومعانٍ مدهشة، وفي النثر يجيد استخدام الكلمة بجودة متناهية حتى تحس بأن أدواته اكتملت شعراً ونثراً، ومنذ أول تماس لي مع كتاباته، شعرتُ بأنني أمام شاعر بإمكانيات عالية، وصرت أترقب نصوصه واحداً بعد الآخر، فأراه متجدد المعاني، ومتنوع الأسلوب».

ومما كتب "منيار" اخترنا لكم هذا المقتطف:

(مبارِح مرَق بيَّاع بالحارة

تعّيب، أسمَر، ضحكتو لابِس

نادى:

"معي مِن الحبّ سحَّارة

وعندي ضحك، مزحات للعابِس

وعندي ورق مشغول طيَّارة

وميّة مَدى لَ ال صَرختو حابِس

وعم إشتري من النّاس أخبارا

يلا تعوا وبيعوا خَبَر خايس"

وفي شبّ عندو قَلب ختيارة

مضيِّع بشر

ضوو صفي نايِس

قلو: اشتريهُن

قال: ناسَك!!

قال:

"في ناس بيصيروا خبِز يابِس")

يذكر أن "منيار" من مواليد "حمص" عام 1991، خريج كلية الهندسة الكهربائية.