رصدت الجمال في كل مواقعه، ولطالما كان محرضها على الكتابة أينما وجد، استمدت أفكارها من الطبيعة، فأبدعت في رسمها صوراً من حروف.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 تشرين الأول 2017، الشاعرة "هند سطايحي" لتتحدث لنا عن تجربتها الشعرية منذ بداياتها، حيث قالت: «البداية كانت من المرحلة الثانوية، حين كتبت الخاطرة الأدبية، بعدها انتقلت إلى كتابة القصيدة النثرية والعمودية، وقد حاولت أن أرسم من خلالهما حكاية أجّج مدادها ولدي الشهيد. فأن تكون شاعراً، فهذا يعني أنك مطالب بأن تكون ناياً عازفاً لأجمل المشاعر الإنسانية وصورها، وأن تغرق الكون بجمال ألحانك، فهناك من يكتب فقط برؤوس أقلامه، وآخر حروفه هي التي تكتبه.

التكريم ربما يكون الحافز والمشجع لتقديم الأفضل، كما أنه يحقق نقلة نوعية للأديب بوجه خاص، وللأدب بوجه عام

لقد قرأت للعديد من الشعراء والأدباء، منهم: "نزار قباني"، و"بدوي الجبل"، و"بدر شاكر السياب"، و"جبران خليل جبران"، لكنني لم أتأثر بشاعر محدد، فجميعهم كانوا شعراء وأدباء مبدعين بحق، وقد كنت أرصد الجمال في كل مواقعه لأرسم وألوّن به حروفي، فليس هناك شاعر أجمل من شاعر، بل هناك قصيدة جميلة، والجمال يحرضني على الكتابة أينما وجد، ولم يكن لدي يوماً غاية أو حتى هدف سوى أن أملك إرثاً أدبياً مميزاً يحمل في ثناياه الفائدة والمتعة لجميع القراء».

من مشاركاتها

وتتابع: «من الطبيعة والمطر أستلهم أفكاري، ودوماً أنقش روحي في رحابهما، فقد منحتني الطبيعة أجمل الصور، كشموخ السنديان، وجنون الريح، وعناق المطر لوجنات الزهر والديم التي تتساقط فتعزف ألحاناً كأنها أناشيد السماء، ورائحة الأرض حين يغزوها المطر، فأقحم نفسي في شذاها وأملأ قلبي بطيب ثراها، وكل سويعات روحي ترجمتها عشقاً وابتسامة ودمعة وكلمات من وهج القصيد. لقد كتبت النثر الحديث وشعر التفعيلة والقصيدة العمودية، لكنني أجد نفسي أكثر عندما أكتب النثر، وإنني أرى التنوع في الأجناس الشعرية ضرورةً للإبداع، فمن يمتلك الموهبة والمخزون الثقافي الجيد، يستطيع أن يكتب ويتميز، ولا يحد شيء من خياله في الكتابة».

بعد هذه التجربة الشعرية الغنية، تجد الشاعرة نفسها في البدايات، وأضافت: «أشعر بأنني ما زلت في البدايات، وبما أنني أعشق الشعر ما زلت أفتش عن نفسي بين كل حرف وقصيدة، ولقد جعلتني القصيدة أصنع لنفسي مملكة خاصة بي من خلالها أقتحم الظلمة وأصنع الجمال، لعل مدن الشجن التي تسكنني تعود لترقص بصمتٍ بين سطوري، وأمسح دمع الوقت ليغزو الفرح عيون ورودي، وأفصّل من ربيع العمر واحة عشق، أو لعلني أرسم وردة أو بسمة من حزن نجمة، وكأنني أعيش في كوكب آخر».

وتكمل: «شاركت في عدد من المهرجانات الأدبية داخل المحافظة وخارجها، وحالياً لدي ديوان مازال قيد الطباعة يحمل عنوان: "لا شيء يكسرني"».

وعن ضرورة الاهتمام بالأدباء والشعراء وضرورة تكريمهم، قالت: «التكريم ربما يكون الحافز والمشجع لتقديم الأفضل، كما أنه يحقق نقلة نوعية للأديب بوجه خاص، وللأدب بوجه عام».

أما الشاعرة "منال الريّاني"، فتقول عنها: «شاعرتنا سنديانة من سنديانات الجمال، ومهما مرّ عليها تبقى وافرة الظلال، هي باقة من الزهور، ولكل زهرة لون وعطر، والشاعرة "هند" هي الأم التي احتضنت أطفالها بكل رعاية وحنان، فكانت الأم والأب لهم بعد رحيل زوجها، وقد توجها ابنها الشهيد بوسام العطاء. هي عذبة الحروف والروح، كتبت الحب بأجمل صوره، وتماهت مع الحبيب في أبدع صور ابتكرتها من مخيلتها الخصبة، فكتبت الحب شهادة وعنوان تضحية، فجاءت بقصائد أبكت من قرأها».

ومن أشعارها نقتطف:

"عندما أردت أن أكتب قصيدة تشبهك

أمطرت كل المفردات

وأبرقت كل المعاني

ورحت أرقب غبار خيل الشوق

عله يحمل ريح قميصك

فيرتد بصر الحرف

أيها الواقف كما السنابل

على مفارق الروح

ستبقى في قلبي

حنينا صاخباً

ودمع قلب ذاب شوقاً وانكسر

وفي عمر أحلامي

شتاء زوابع وربيع وصل

وارتعاشات وتر

تهفو الطيور لعذب جداولك

فتنتشي بالضوء أجفان النخيل

وترتوي بالشوق أطلال العمر"

يذكر أن الشاعرة "هند سطايحي" من مواليد مدينة "القنيطرة" عام 1962، وتقيم حالياً في مدينة "حمص"، وتعمل في نقابة المهندسين بالمحافظة.