وجدت "ميادة سلامة" في العمل ضمن المؤسسات الإنسانية فرصة للتغيير الجذري في المجتمع، فإدراكها لحاجاته وضعها على طريق إثبات وجهة نظرها في التطوير التعليمي.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 16 أيار 2017، "ميادة سلامة" لتحدثنا عن عملها بالقول: «طوال مدة عملي في مهنة المحاماة بين عامي 2002 و2008 وأنا أراقب أوضاع الناس من بعيد، وأنظر إليهم بعين الأسف لعدم امتلاك فرصة للمساعدة بتغيير ظروفهم، وقد أحسست بالفرق الكبير بعد عملي في المجال الإنساني،عندما أصبحت أذهب إلى الناس بدلاً من قدومهم إليّ لإنجاز معاملاتهم القضائية، فاحتفاء وتقدير الناس للجهود التي تُبذل طوعياً يدل على حجم الحاجة إلى توجيه الرأي العام وقطاعات المجتمع المختلفة الحكومية والأهلية والخاصة من أجل ترسيخ مفاهيم العمل في الخدمات الإنسانية، وحشد التأييد للعمل الإنساني الذي يساهم في نهوض المجتمع من كبوته، والأهم من ذلك حجم الحاجة إلى المزيد من الجهود للمساهمة في تعزيز بنيان المجتمع الداخلي، وزيادة تماسك أبنائه وانتمائهم إليه؛ الأمر الذي يعزز قدراته على مواجهة تحديات وصعاب الحاضر، ويمكّنه من السير بخطى واثقة نحو المستقبل».

كان لها الفضل الأكبر بتوقيع مذكرة تفاهم مع وزارة الشؤون الاجتماعية لمباشرة التنسيق معها وتقديم الدعم للمحتاجين عبر برامج إعادة التأهيل، وأنشطة الدعم الاجتماعي، وتقديم الدعم القانوني لحالات تسجيل الأطفال، وعدم تسجيل الزواج، وبعض الاستشارات الأخرى المتعلقة بالزواج المبكر وقسم الحماية

وتابعت بالقول: «إن قيمة عمل الإنسان لا تنحصر بالقيمة المادية؛ إذ له أيضاً قيمة اجتماعية وأخلاقية ودينية، ويعدّ العمل التطوعي فرصة مميزة للسمو والنبل الأخلاقي، ولإدراكي أهمية المدرسة في النهوض بأعباء التربية الأولى، مثّل برنامج "جودة التعليم" الحافز الأساسي لي، فنحن نحتاج في "سورية" إلى السير خطوة خطوة بتقديم الدعم الكافي لتقوية برامج التعليم عبر استهداف الأطفال والمدرّسين لوضعهم ضمن خطة متكاملة تعزز قدراتهم، ويمثّل المدرّس الحلقة الأقوى في التربية وخصوصاً مع خروج عدد كبير من المدارس من مجال التعليم، سواءً بسبب وجودها في مناطق متأزمة، أم عبر جعلها مراكز إيواء».

فراس الأيتوني

وأضافت: «يعدّ تغيير نمط التدريس التقليدي هاجساً قوياً لي، حيث أسعى إلى جعل المدرسة مكاناً أكثر راحة وطمأنينة للطلاب عبر تغيير ألوان المدرسة بناءً على رغبتهم، وتعزيز علاقة الطالب بالمدرّسين، وإعطاء كل طفل حقه من الدعم بالتعاون مع وزارة التربية، وتسليمهم حقيبة قرطاسية كاملة لتخفيف العبء المادي، ومنع تسرب الطلاب نتيجة العوز أو التشرد، ومن المهم ضرورة ترميم وإعادة تأهيل المدارس بالتعاون مع الدولة، وإعادة بناء قدرات المدرّسين والطلاب عبر إعطائهم الأولوية في العناية والاهتمام؛ لأنهم يمثّلون الحلقة الأهم في تطوير المجتمعات».

أما عن بدايات عملها، فقالت: «في البداية عملت مع المجلس الدنماركي أثناء فترة نزوح العراقيين إلى بلدنا "سورية"، وقد كانت الكثافة السكانية الكبيرة عبئاً على المدارس بسبب حجم النزوح الكبير، وفي الوقت الذي سارعت فيه المنظمات الإنسانية إلى تزويد النازحين بالمواد الغذائية والمعيشية، كان لا بد من الالتفاف نحو الجانب التعليمي ودعم المدارس لتخفيف الأزمة. أما حالياً، فنسعى إلى دعم برنامج "جودة التعليم" بالكامل لتحسين نتائج الطلاب ومكافحة ظاهرة التسرب، وإعادة دمج المتسربين بالمدارس، خصوصاً الذين يعملون لإعالة أسرهم وعائلاتهم نتيجة الفقر أو السكن ضمن مراكز الإيواء، ونحاول أن نعيدهم إلى مدارسهم عبر برنامج جديد مدته ثلاثة أيام أسبوعياً يتضمن توفير كادر تدريسي خارج أوقات الدوام الرسمي لضمان التحاق الطلاب به لمتابعة تعليمهم، وبالمتابعة الفاعلة نستطيع أن نحقق الكثير من النتائج في خدمة التعليم عبر استهداف المعلم، الذي يجب أن يوضع في طبقة النبلاء من حيث الدعم المالي أسوة بالدول الأوروبية، عبر برامج التقوية وطرائق التدريس الحديثة وبرنامج التعليم النشط، وتوفير حاجاته الأساسية للتعليم، فالأطفال بين يديه كالعجين، يصنع بهم ما يريد».

أثناء جولة في إحدى المدارس

كما تواصلت المدونة مع "فراس الأيتوني"؛ وهو المسؤول عن برنامج التعليم في المجلس الدنماركي، الذي قال: «سعت "ميادة" كثيراً في موضوع برنامج التعليم، حيث لم يكن من الخبرات التي يقدمها المجلس الدنماركي، وهو البرنامج الوحيد على مستوى ثلاثين دولة يتوزع فيها عمل المنظمة، وقد توجه البرنامج في بداياته إلى الأشقاء العراقيين، ويتوجه إلى السوريين حالياً. وتمتلك "ميادة" طاقة عالية وتبذل كل جهدها ليكون لديها معلومات كافية عن أوضاع المدارس، وتتابع عملها الميداني، وتشرف على الحملة بالكامل من توزيع المواد للدورات التدريبية، ومتابعة الطلاب والمتسربين».

وأضاف: «كان لها الفضل الأكبر بتوقيع مذكرة تفاهم مع وزارة الشؤون الاجتماعية لمباشرة التنسيق معها وتقديم الدعم للمحتاجين عبر برامج إعادة التأهيل، وأنشطة الدعم الاجتماعي، وتقديم الدعم القانوني لحالات تسجيل الأطفال، وعدم تسجيل الزواج، وبعض الاستشارات الأخرى المتعلقة بالزواج المبكر وقسم الحماية».

أثناء إحدى الجولات

يذكر أنّ "ميادة سلامة" من قرية "العثمانية" في "حمص"، مواليد عام 1970، تعمل حالياً منسقة العلاقات العامة في "المجلس الدنماركي السوري".