تتميز بأمور عديدة، أهمّها السكينة والهدوء ومشاهد من الطبيعة تدفع بالإنسان إلى التأمل الداخلي، هي قرية "جوار العفص"؛ أشجار على امتداد النظر، وأزهار وزيتون في كل خطوة.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 20 نيسان 2017، قرية "جوار العفص" وتجولت في حاراتها، والتقت مختار القرية "ميشيل ملوحي"، الذي قال: «"جوار العفص" اسم يتألف من معنيين، الأول "جوار" ويعني القريب أو المجاور. والثاني "العفص"، وهو نوع من الأشجار التي تنتج "العفص"، وهي ثمرة كروية تشبه إلى حدّ ما الصنوبر أو البلوط. وجاءت التسمية من كثرة أشجار "العفص" في القرية وبعض القرى المحيطة بها. ولأن القرية بُنيت قديماً بجوار أشجار "العفص"؛ كان اسم المكان "جوار العفص". هذا كان قديماً، أما الآن، فالأشجار أصبحت قليلة وموزعة في أماكن محدودة في القرية، وانتشر شجر السنديان الحرجي بدلاً منها».

إنها مثل باقي القرى المحيطة بالمنطقة، فهي تشتهر بزراعة الزيتون بالدرجة الأولى، ولدى أهالي "جوار العفص" ما يقارب 60 ألف شجرة زيتون مثمرة ضمن مساحة أراضي القرية، كل الناس يذهبون في موسم حصاد الزيتون إلى البساتين لقطف الثمرة ورصها، ثم تخزينها أو تحويلها إلى زيت من خلال المعاصر الموجودة لدينا، إضافة إلى الزيتون هناك أيضاً بعض مزارع التفاح والكرمة، والقليل من الحمضيات

وعن محيط القرية ومساحتها وارتفاعها عن سطح البحر، يضيف "ملوحي": «"جوار العفص" تقع بين أربع قرى محيطة بها، هي: "مرمريتا" من الشرق، و"تنورين" من الشمال، و"مشتى عازار" من الغرب، و"عين الراهب" من الجنوب. وترتفع القرية عن سطح البحر 460 متراً، وتتبع لمحافظة "حمص" على بعد 63كم عن مركز المحافظة. أما سكانها فيقدر عددهم بـ1200 نسمة، منهم في المغترب، ومنهم في عدة محافطات سورية. أما القاطنون فيها، فلا يتجاوزون 700 نسمة.

من شوارع القرية

أكبر عائلات القرية هم بيت "ملوحي" و"غصب"، وهناك عائلات من بيت "الحلاق"، و"طنوس"، و"الشاعر" و"سابا"، جميعها من السكان وأهالي قرية "جوار العفص". ما يميز القرية هو المناظر والمشاهد الرائعة التي تُرى منها، مثل جبال "لبنان" المغطاة بالثلوج، كما ترى بحر "طرابلس" يلمع كالذهب عند الغروب، وترى بحيرة سد "بحزينا" وسط مساحات من الأراضي الزراعية المنتشرة في المنطقة».

عن الزراعة في قرية "جوار العفص"، يتابع المختار "ملوحي": «إنها مثل باقي القرى المحيطة بالمنطقة، فهي تشتهر بزراعة الزيتون بالدرجة الأولى، ولدى أهالي "جوار العفص" ما يقارب 60 ألف شجرة زيتون مثمرة ضمن مساحة أراضي القرية، كل الناس يذهبون في موسم حصاد الزيتون إلى البساتين لقطف الثمرة ورصها، ثم تخزينها أو تحويلها إلى زيت من خلال المعاصر الموجودة لدينا، إضافة إلى الزيتون هناك أيضاً بعض مزارع التفاح والكرمة، والقليل من الحمضيات».

صورة القرية عبر غوغل إيرث

وتابع المختار "ملوحي": «يوجد فيها كنيستان، الأولى تتبع لطائفة الروم الأورثوذكس، وهي كنيسة "مار الياس"، عمرها أكثر من 130 عاماً. أما الثانية، فهي كنيسة "مار يوسف" للروم الكاثوليك، عمرها مئة عام. في آخر القرية يوجد مزار للسيدة "العذراء" قام شخص من أهالي القرية بإنشائه، وقدمه نذراً للسيدة "العذراء"، ويصلي أهالي القرية أمامه في كل عام من 1 آب وحتى 15 آب بعيد السيدة، وتقوم فرقة الكشاف بالعزف وإقامة الحفلات عنده، حيث يوجد في القرية فرقة كشفية كبيرة تزيد على 120 شخصاً معظمهم أطباء ومهندسون يعملون متطوعين لإحياء المهرجانات والاحتفالات المختلفة، ويقومون بتنظيم نشاطات مختلفة مثل المسير والمخيمات، وكل هذا دليل واضح على التعايش الجميل والمودة بين الأهالي والسكان في هذه القرية.

بالنسبة للتعليم، نستطيع القول إن نسبته فيها هي مئة بالمئة من عمر الستين وما دون، فلا يوجد بيت أو عائلة إلا وجميع أفراده متعلمون متخصصون في مجالات منتوعة، كما يوجد العديد من الأطباء من أهالي القرية في المغترب وخاصة "أميركا"، ويوجد عدد من الصيادلة في "فرنسا"، وهم بالأصل من هنا».

شجرة العفص

من أهالي القرية وسكانها "هيثم ملوحي"، الذي قال عن قريته: «أفتخر بأنني من قرية "جوار العفص"، فقد ولدت فيها ولم أغادرها. أعدّها قرية نموذجية من حيث سكانها وطبيعتها الرائعة، وتتميز بمحافظتها على التراث القروي من خلال أزقتها الصغيرة وبيوتها الحجرية القديمة، وفي الوقت نفسه استطاعت الدخول في نمط البناء الحديث، ترى من هذه القرية الصغيرة السماء ملاصقة للبحر في الأفق، وتشاهد جبالاً عالية وأحراجاً كثيفة، فهي قرية تنعم بروعة الطبيعة وألوانها».