اعتمد التشكيلي الراحل "رضا حسحس" الواقعية والتجريدية في لوحاته عبر تجربته الطويلة والغنية بإنجازاته ليس في "سورية" فحسب، بل في العالم، حيث اتّخذ لنفسه أسلوباً خاصاً في حياكة اللوحة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 23 تشرين الثاني 2016، "عبد عيسى" بمنزله في "دمّر"، وهو باحث في شؤون التراث وله اهتمامات في الفن التشكيلي، حيث قال عن "رضا حسحس": «يعدّ هذا الفنان من التشكيليين السوريين المميزين، وله سمعة عالمية أيضاً، حيث عرض لوحاته عبر معارض فردية ومشتركة في أكثر من دولة عربية وعالمية، ناهيك عن سفراته الدائمة، وعلى الرغم من شهرته لم يستطع أن يترك وطنه "سورية"، فكان يعود باستمرار ويقيم فيها معارضه».

يعدّ هذا الفنان من التشكيليين السوريين المميزين، وله سمعة عالمية أيضاً، حيث عرض لوحاته عبر معارض فردية ومشتركة في أكثر من دولة عربية وعالمية، ناهيك عن سفراته الدائمة، وعلى الرغم من شهرته لم يستطع أن يترك وطنه "سورية"، فكان يعود باستمرار ويقيم فيها معارضه

وأضاف: «تخرج في كلية "الفنون الجميلة، جامعة دمشق"، ثم أوفد ببعثة دراسية إلى "فرنسا" ليدرس في أكاديمية الفنون الزخرفية هناك، ليوسع ثقافته الفنية وتحديداً في مجال فنّ السجاد الجداري، وبعدها أوفد إلى "بلغاريا" للمشاركة في ورشات عمل متخصصة بتصميم السجاد، وعاد إلى "باريس" في أواخر السبعينيات، حيث تابع الدراسة في الرسوم التوضيحية في المدرسة العليا للرسوم الزخرفية.

من أعمال حسحس

و"للفنان "حسحس" دور مهم في مجال التدريس، حيث درّس مادة الرسم في كليتي "الفنون الجميلة، وهندسة العمارة" في أواسط السبعينيات، ومادة "الفن القديم" في المعهد العالي للفنون المسرحيّة لمدة ثلاثة عشر عاماً على التوالي، وانتقل بعدها إلى "الولايات المتحدة الأميركية" ليدرّس في جامعة ولاية "كنساس"، ومع هذا لم يغب "حسحس" عن "دمشق"، وكان يعود إليها دائماً ويمكث فيها مدة طويلة، وكان أول معرض فردي له في المركز الثقافي العربي بـ"دمشق" عام 1968، تحت عنوان: "رسوم من الفرات"، ومعرض آخر بعنوان: "رسوم وثائقية لقرية سورية" في الصالة ذاتها عام 1976، رسوماته كلها من وحي طبيعة القرى السورية. غاب "حسحس" مدة ليعود إلى "دمشق"، وأقام معرضاً في صالة "أورنينا" عام 1986، أيضاً اعتمد فيه على إحدى القرى الساحلية السورية ليستمد منها لوحاته غير التي رسمها في الولايات المتحدة الأميركية».

وأنهى حديثه قائلاً: «امتلك الفنان "رضا حسحس" مخزوناً من الثقافة العامة والتشكيلة الخاصة، وأحبّ وطنه "سورية" بكل صدق وأمانة، فضلاً عن علاقاته مع أصدقائه الكثيرين وارتباطه بالناس عموماً، وخصوصاً مع جيرانه، حيث كان يسكن في "المهاجرين" الحيّ الدمشقي العريق، ومنه استمد الطيبة والعلاقات الحسنة، ليرتبط فنه بالناس البسطاء وحبه للطبيعة السورية الجميلة».

عبد عيسىى

"حسين خليفة" وهو إعلامي ورئيس تحرير صحيفة "الحياة السورية"، يقول عن "حسحس": «عندما تقف أمام لوحاته تجد فيها مدرستين في آن واحد، حيث استطاع هذا الفنان أن يمزج ما بين الواقعية والتجريدية، ولاسيما في تبسيط الأشكال في اللوحة وتحليلها إلى قطع صغيرة.

من جانب آخر، نجد مساحات لونية موزعة بإتقان يضفي إحساساً جميلاً لدى المتلقي حيث تغدو اللوحة موسيقا لونية تخاطب العين، وهكذا برهن فناننا أن التصوير أو الرسم يتلاقيان مع فن الموسيقا من حيث المبدأ، وأنه يمكن للفنان أن يقدم سيمفونيات بصرية بواسطة الألوان كما يبدع الموسيقي بوساطة النغمات الصوتية».

من أعمال رضا حسحس

يذكر أن الفنان "رضا حسحس" من مواليد مدينة "حمص" عام 1939، تخرّج في كلية "الفنون الجميلة، جامعة دمشق" عام 1966. توفي في آب 2016 في مدينة "مانهايم" الألمانيّة عن عمر ناهز السابعة والسبعين، تاركاً خلفه عشرات اللوحات التي توثق الطبيعة السورية، وأعمالاً أخرى تبرهن حبّه المفرط لبلده.