عندما يتردد اسمه في الأوساط الإعلامية والمسرحية يبادر إلى الذهن صوته المتميز، الذي ترك بصمته الخاصة في المسرح وأثير إذاعة "دمشق"، وفي جميع المجالات التي خاضها لكل من عاصره.

ولد "خالد الطالب" في حيّ "جب الجندلي" الشعبي في "حمص"، عام 1962، ضمن أسرة فقيرة كان همّها مواكبة الحياة من خلال العلم، فتحدث عنها من خلال لقائه مع مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 21 آب 2016، ويقول: «بدأت التعليم في مدرسة "صلاح الدين الأيوبي"، والإعدادية في مدرسة "عزة الجندلي"، والثانوية في مدرسة "المثنى بن حارثة"، من دون أن أكملها بعد أن طردت منها بسبب اعتراضي على طريقة التعليم البدائية والأسلوب الجاف للمدرّسين مع الطلاب على مدى سنوات طويلة؛ لأتابع دراستي وحدي، وأحصل على الشهادة الثانوية.

بعد التخرّج تسكّعنا في شوارع "دمشق"، حتى إنني عملت بائعاً للخبز في "كشك" بمنطقة "الحريقة" من أجل المصروف، وتركت العمل بعد مدة وعدت أدراجي إلى "حمص"، وبدأت التحضير لعملي الأول في المسرح القومي، وهذا شرف الريادة لي بعد أن منحني "أسعد فضة" هذا الشرف في عام 1988، وقدّمت يومها عرضي المسرحي "الثمن" للكاتب الأميركي "آرثر ميللر" في إحدى دورات مهرجان "حمص" المسرحي، وكان من العروض المهمة على المستوى الأكاديمي بشهادة العارفين بصناعة العروض المسرحية. بعدها مباشرة التحقت بخدمة العلم، وكانت من الأيام التي لا تنسى، فقدمت من خلال المسرح العسكري عرضاً مسرحياً بعنوان: "دون جوان" للكاتب الفرنسي "موليير"، وعملت فيه مخرجاً مساعداً، ومثّلت فيه دور البطولة من خلال دور "سغناريل" خادم "دون جوان"، وذلك عام 1990

تقدمت بعدها إلى المعهد العالي للمسرح على طريق حلمي الطويل، ونجحت في الامتحان من دون تحضير مسبق؛ فلم أكن أتصوّر أن أكون أحد طلابه؛ فازداد غروري بنفسي، وخصوصاً أن لجنة الفحص كانت من خيرة المبدعين في هذا المجال، أذكر منهم: الدكتور "غسان اللحام" عميد المعهد آنذاك، والدكتور "جواد الأسدي"، و"نائلة الأطرش"، (وهم أساتذتي)، و"مانويل جيجي"، و"أسعد فضة". بدأت الدراسة عام 1984 في قسم التمثيل والإخراج بالمعهد القديم في "دمر البلد"، وكانت تلك السنوات الأربع أجمل سنوات حياتي، حيث أنجزت مشروع التخرّج فيها بعمل لـ"موليير"».

في برنامج على إذاعة زنوبيا

ويتابع حول رحلته المسرحية: «بعد التخرّج تسكّعنا في شوارع "دمشق"، حتى إنني عملت بائعاً للخبز في "كشك" بمنطقة "الحريقة" من أجل المصروف، وتركت العمل بعد مدة وعدت أدراجي إلى "حمص"، وبدأت التحضير لعملي الأول في المسرح القومي، وهذا شرف الريادة لي بعد أن منحني "أسعد فضة" هذا الشرف في عام 1988، وقدّمت يومها عرضي المسرحي "الثمن" للكاتب الأميركي "آرثر ميللر" في إحدى دورات مهرجان "حمص" المسرحي، وكان من العروض المهمة على المستوى الأكاديمي بشهادة العارفين بصناعة العروض المسرحية. بعدها مباشرة التحقت بخدمة العلم، وكانت من الأيام التي لا تنسى، فقدمت من خلال المسرح العسكري عرضاً مسرحياً بعنوان: "دون جوان" للكاتب الفرنسي "موليير"، وعملت فيه مخرجاً مساعداً، ومثّلت فيه دور البطولة من خلال دور "سغناريل" خادم "دون جوان"، وذلك عام 1990».

وعن عمله الإعلامي، يضيف: «بعدما تركت المعهد عملت مذيعاً في "إذاعة دمشق" بالبرنامج العام في عام 1991، وقدّمت كل أنواع البرامج من الثقافي إلى الفني والرياضي، إضافة إلى قراءتي للأخبار. وفي عام 1999، أوفدت للعمل كمدير برامج إلى الصين في إذاعة الصين الدولية القسم العربي، ولم أستطع حينئذ مقاومة حنين العودة إلى الوطن، وعدت بعد شهرين إلى "دمشق"، وإلى العمل في الإذاعة من جديد في عام 2002.

عمله المسرحي "كلهم أبنائي"

طلب مني العمل في مركز المنطقة الوسطى للإذاعة والتلفزيون، الذي يضم "حمص وحماة"، وبعدها عيّنت معاوناً لرئيس المركز بعد فصل المركزين.

ومع نشوب الأزمة في الوطن عيّنت رئيساً للمركز الإذاعي والتلفزيوني في "حمص"، وبقيت لمدة عام، وبعدها طلبت تكليفي بالعمل في "دمشق" وغادرت "حمص" وبدأت العمل في "دمشق"، ثم سافرت بإجازة سنوية إلى "مصر"، وعملت هناك في مجال "الدوبلاج"، وعدت إلى "حمص" عام 2014، وللعمل في المركز الإذاعي والتلفزيوني، أيضاً قدمت عملي الثالث للمسرح القومي بعنوان: "كلهم أبنائي" للكاتب الأميركي "آرثر ميللر"، وما زلت أعمل في المركز إضافة إلى أنني أعمل مذيعاً ومعدّاً في إذاعة "زنوبيا" الحمصية».

برفقة محمد خير كيلاني

الأديب "محمد خير كيلاني"، يتحدث عن معاصرته لصديق مهنته وحياته، وعن أبرز المحطات التي جمعتهما بقوله: «عاصرني منذ يفاعة شبابه هاوياً للتمثيل في "شبيبة الثورة"، ثم انتقل إلى فرقة "المركز الثقافي" المسرحية في مدينة "حمص"، ومثّل فيها أول أدواره بمسرحية "ليالي الحصاد" إخراج "حسن عكلا"، ثم كبر طموحه فتقدم إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، ونهل من أساسيات المسرح وتخرّج، وكان ذا صوت شجيّ فأصبح مذيعاً في "إذاعة دمشق"، وعاد إلى "حمص" ليؤسس المسرح القومي فيها ويبدأ تنفيذ ما تعلمه بالمعهد بإخراج مسرحية "الثمن"؛ تأليف "آرثر ميلر"، وإعداد "نائلة الأطرش"، وإخراجه، ومثّلت فيها و"محمد الأحمد"، و"زهير العمر". والآن يتابع عشقه للإذاعة من خلال إذاعة "زنوبيا"، ويبقى "خالد الطالب" طاقة إبداعية غير محدودة برع في إيصالها إلى الجمهور والمستمعين، وهو صديق من البدايات، فبعد أن عمل معي، عملت معه وتعلّمت منه الكثير».