بعمره الصغير وحلمه الكبير انطلق لتحقيق أهدافه في بلاد المغترب وتحديداً في الولايات المتحدة الأميركية، فبعد حصوله على الشهادة الثانوية في "حمص"، كسب منحة دراسية هناك.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الشاب "عبد الرحمن علوش" بتاريخ 10 آذار 2016، عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ ليحدثنا عن مسيرته العلمية بالقول: «ولدت في "حمص" عام 1995، ودرست في مدارسها حتى صف الحادي عشر، تطوعت كمدرّس للطلاب المحتاجين في بعض مدارس "حمص"، ودرستُ الفنون البصرية والموسيقا للصفوف الدنيا، ومدرّس أحياء لطلاب الصفوف العليا؛ وذلك لعشقي وتفوقي في مادة الكيمياء».

حصلت عليها بعد أن أجريت بعض الاختبارات والمقابلات، مع تغطية كاملة لتكاليف الدراسة لمدة عامين، لأتمكن بعدها من الحصول على دبلوم في البكالوريا الدولية

حظي "علوش" بعدها بمنحة لإتمام الثانوية العامة في كليات العالم المتحد بأميركا، عن طريق اللجنة الوطنية السورية، يقول: «حصلت عليها بعد أن أجريت بعض الاختبارات والمقابلات، مع تغطية كاملة لتكاليف الدراسة لمدة عامين، لأتمكن بعدها من الحصول على دبلوم في البكالوريا الدولية».

أمير سباعي

أهلّه الدبلوم للحصول على عدة منح جامعية، يتابع: «اخترت من بينها جامعة مرموقة في أميركا، تدعى "بينينجتون"، لدراسة الطب، وبعد عام من الدراسة فيها، قررت التحويل إلى جامعة أخرى من أجل تجربة بيئة دراسية جديدة، وهي جامعة "نورث كارولينا"، وتنقلت بين عدة جامعات نظراً إلى عروض تأتيني منها للدراسة فيها، بسبب تفوقي».

تفوقه مكّنه من خوض تجارب كثيرة في المغترب، يحدثنا عنها بالقول: «قمت بورشات عمل ثقافية مع فريق الصراع والمشاركة البنائية بكليات العالم المتحد عام 2013 قائداً ومنظّماً، كما قمت بإدارة مؤتمرات دولية وعروض ثقافية وعروض رقص ومؤتمرات مسارح وورشات عمل وحفلات منذ عام 2013 وحتى الآن، وحصلت على شهادة قائد في الإضاءة ومساعد في إدارة المسر، وشهادة مدرب ومنسق من "نيو مكسيكو" عام 2013».

من نشاطاته المسرحية

أكثر الفعاليات نجاحاً كانت "الحساسية الثقافية" التي تمت بحضور اثنين وتسعين ممثلاً من مختلف البلدان، يقول "علوش" مضيفاً: «كان الهدف منها تعزيز إدارة الاختلاف الثقافي بين مختلف الحضارات بما يشمل الاختلاف في الأزياء والعادات والسلوكيات، فهذه المظاهر قد تصلح في بعض البلدان لكنها لا تصلح في مجتمع آخر، لذا كان المؤتمر مفيداً لضرورة الانفتاح الثقافي والحضاري».

ويتابع: «جمعت التبرعات مع فريقي في الجامعة بين عامي 2013-2014 لتحقيق تحدي "ديفيس" بعتبة المليون دولار، فجمعنا 40% من المبلغ المطلوب؛ وبذلك حطمنا الرقم القياسي بين كل خريجي كليات العالم المتحد في أميركا.

إضافة إلى ذلك مثّلت "سورية" كضيف متحدث وحصلت على شهادة تقدير من مؤسسة "كيوانيس" الدولية عبر فن مخاطبة الجماهير عام 2014، و"راقبت تشخيص المرضى وتعقبت أطباء وممرضات متدربات من أجل فهم الوصفات الطبية والخلفية الطبية لبعض الأمراض لكسب مزيد من الخبرة في الميدان"».

كما اتبع دورات في الفكر الاستراتيجي حول كيفية التعامل مع أولياء أمور الطلاب الأجانب ومع الخريجين الدوليين "من أجل المساعدة في تقييم إذا كان على الكلية اتخاذ منهج مختلف مع هذه الجماعات فيما يخص التوعية والمشاركة واستدراج العروض، وإنشاء استمارات لخريجين دوليين وأولياء أمور لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في مختلف الدول، لينضم بعدها إلى اللجنة الوطنية السورية"؛ كما يقول.

السيد "أمير سباعي" المغترب في "الإمارات" وأحد المتابعين والمهتمين بدراسة ومستقبل "عبد الرحمن" والداعمين له معنوياً، يحدثنا عن معرفته بهذا الشاب بقوله: «"عبد الرحمن" من الشباب الذين لا سقف لطموحاتهم، وهذا الأمر نابع من عمل وإرادة قوية، والدليل على ذلك أنه بعمر أقل من 17 عاماً وثق به مدرّسون من بعض مدارس "حمص" التي تضم طلاباً فقراء للمساعدة بتدريس بعض المواد، واليوم أصبح ممثلاً للسوريين والعرب في المغترب على الرغم من عمره الصغير ووجود ناس أكثر خبرة، لكن حبه لخوض المغامرة في كل المجالات وليس فقط في مجال دراسته بالطب، مكّنه من كسب خبرة طويلة يحتاج المرء إلى ضعف عمره حتى يأخذها».

عدة سنوات في المغترب لم تعطه حقه على الرغم من الإنجازات والشهادات التي حصل عليها، لكن مع كل سنة هناك تطور جديد له في المستوى العلمي، خصوصاً أن عدداً من الجامعات الأميركية تتواصل معه لكسبه طالباً لديها وتقديم العلم والمساعدة الكاملة له، في مقابل تقديم فكره وإبداعه للجامعة، وهذا إنجاز عظيم للشباب السوريين بوجه عام».