اعتمدت "سارة سليمان" على النَفَس الشرقي في الحلويات الغربية لتأسيس مشروعها الصغير القائم على الحلويات المنزلية المتنوعة، مع فريق عمل يضم أختها وأخيها، يتقاسمون النشاط والتعب 24 ساعة يومياً بإنتاج يصل إلى أرياف "حمص" و"طرطوس".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 13 آب 2015، الحرفية "سارة سليمان"؛ إحدى صبايا حي "عكرمة القديمة" التي أنشأت مشروعها الشخصي في صنع الحلويات، وتحدثت عنه بالقول: «بدأت فكرتي من نَفَس السيدة في الطبخ ومكانة الحلويات في مجتمعنا الشرقي بوجه عام والحمصي خصوصاً، وجراء الظروف المعيشية الصعبة قررت أن أقوم بعمل أحسن من خلاله وضعي المادي، واخترت هذه الصنعة بعد أن أصبحت عادة وجود الحلويات المنزلية في المناسبات واجباً رفيع المستوى عن نظيرتها من الحلويات المصنوعة في المعامل.

أشتري من هذا المحل لأن العمل يدوي ومنزلي ونظيف، وهو قريب من بيتي وسمعتهم طبية في جميع أرجاء مدينة "حمص"، إضافة إلى وجود ذوق وفن في طريقة عمل الحلويات، وتعاملهم مع الزبائن

قمت باستئجار محل صغير في شارع منزلنا وبسعر رمزي، بمساعدة أهالي الحي، وتمكنت خلال سنتين بعد بدء المشروع من إيصال أغلب حلوياتي إلى بيوت كثيرة وخصوصاً في الريف، حيث أصبح لدي زبائن من مختلف أرياف "حمص" و"طرطوس"، وبمشاركة أختي وأخي في البيع والتوزيع، أصبح عدة تجار يتعاملون معنا كي نجهز لهم طلبيات كثيرة ومتنوعة، تتراوح ما بين 10–50 صحناً من الحلوى يومياً، وخاصة في حال وجود مناسبات الأفراح».

علي العاصي

"سارة" استفادت من خبرتها في الحلويات الغربية لتزينها بطريقتها الخاصة وتقول: «أغلب حلوياتي غربية كـ"البيتفور، والكيك، والكروسان، الكلير"، وفي الصيف نقوم بصنع حلويات باردة كـ"التارت مع سلطة الفواكه"؛ وهي خلطة خاصة بمحلنا، حيث أستخدم شيئاً يدعى "الأصنص"، مكوناته منزلية ونبتعد قدر الإمكان عن مكونات السوق والمحال.

بدأت العمل مع إخواتي في هذا المجال منذ عدة سنوات، نبيع للمحال والمنازل وفقاً للطلب، وهو ما دفعنا لتأسيس محل خاص بنا نوزع من خلاله وفقاً لإنتاجنا، فنحن لا نرغب بأن نكون نسوة يجلسن في المنزل خصوصاً أن عمرنا الآن صغير ولدينا نشاط كبير وقدرة على الإبداع في أي مجال، ورغبة منا في كسر الروتين التقليدي للفتاة، وقد ساعدنا أهالي الحي من خلال الترويج لمحلنا وحلوياتنا.

بعض أنواع الحلويات

ننظر في هذا المشروع إلى التطوير من حيث التوسيع ليشمل حلويات شرقية منزلية وخبزاً من نوع خاص بنا، وافتتاح فروع في المحافظات».

إضافات كثيرة ميزت محل "سارة" وأخواتها عن غيرها، وتضيف: «"الغريبة" وهي نوع معروف من الحلويات، إلا أننا قدمناه بطريقة جديدة من خلال إضافة السكر والتمر و"الزبيب"، إضافة إلى "طابات" التمر، وأصابع الجبنة وغيرها، وهذا يحتاج إلى عمل يومي قد يصل إلى 12 ساعة».

المواد التي نصنع منها الحلويات متوافرة بوجه عام، ومع ذلك نحضرها من "دمشق" كمواد أساسية في حال لم تتوافر في "حمص" وبسعر أرخص، وخصوصاً قطع الزينة».

"محمد سليمان" طالب حقوق سنة أولى، وهو شقيق "سارة" يعمل معها في المحل، يقول عن مشروعهم: «أساعد إخوتي في تحضير مادة العجين إضافة إلى التزيين في قت الفراغ، ويعتمدون علي كشاب في حمل المواد ونقلها وأي عمل يتطلب مجهوداً عضلياً، ونحن فريق متكامل في عملنا، وخاصةً أنه في عملنا لا نعتمد على الآلة بل عملنا يدوي بالكامل، وهذا يؤثر إيجاباً في العمل والنظافة والمذاق الأطيب».

وفي لقاء مع "علي العاصي" زبون دائم في محل "سارة" يقول: «أشتري من هذا المحل لأن العمل يدوي ومنزلي ونظيف، وهو قريب من بيتي وسمعتهم طبية في جميع أرجاء مدينة "حمص"، إضافة إلى وجود ذوق وفن في طريقة عمل الحلويات، وتعاملهم مع الزبائن».