الآن... لم يعد العقم أو فقدان القدرة على الحمل والإنجاب عائقاً أو سبباً لتعدد الزيجات، حالات الانفصال أو حتى الاكتئاب الناجم عن عدم وجود الأطفال في المنزل، وعلى أساس ذلك التطور انتشرت المراكز الطبية المجهزّة بأحدث الآلات والأدوية.

ومن أهمّ هذه المراكز الطبية يصنف مركز "الكندي" للإخصاب وطفل الأنبوب، والذي حقق نجاحاً عجزت عنه مراكز أخرى في أكثر دول العالم تحضراً، وهذا ما أكدته تجربة السيدة "ريم الناصر" إحدى السيدات اللواتي أصبحن أمهات عن طريق المعالجة الطبية التي قدمت لهن في مركز الكندي حيث تروي عن تجربتها:

نحاول دائماً أن نعتني براحة المريض النفسية وجعله على بيّنة تامّة بكل تفاصيل الحالة مع توفير الأمل بالنجاح الذي يتحقق والحمد لله في أغلب الحالات إضافة لوجود التواصل الدائم مع المريض ومتابعته خطوة بخطوة

«أصبحت أمّا في فترة قصيرة بعد محاولات شتى على مدى عشرة أعوام، حيث تزوجت منذ حوالي إحدى عشرة سنة واكتشفت أنني أعاني من مشكلة صحية في الرحم بعد سنة ونصف من زواجي فخضعت لعملية تلقيح صناعي ولم ينجح في المرتين الأولى والثانية، وبعد حدوث الحمل في المرّة الثالثة فقدت الجنين في الشهر الثالث وذلك بسبب مشكلة مناعة وتخثر في الدم حتى فقدت الأمل بعد فشل عملية زراعة رحم ثانٍ أيضاً، وكل تلك المحاولات الفاشلة كانت في مكان إقامتي في الولايات المتحدة مع كلّ ما فيها من التطور العلمي، وبعد عودتي إلى سورية لم أكن أرغب بالقيام بأية محاولة لأنني شعرت بالتعب واليأس، حتى علمت بنجاحات كثيرة تحصل في عمليات طفل الأنبوب المقامة في مركز "الكندي" للإخصاب فعاد لي الأمل مجدداً، وبمقابلتي للكادر الطبي وأولهم الطبيب "لبيب الحسيني" وإشرافه الشخصي على حالتي أعطاني ثقة أكبر والحمد لله نجحت التجربة الأخيرة والآن لدي ثلاثة توائم صبيين وفتاة بصحة جيدة».

مركز "الكندي" للإخصاب

تؤكد السيدة "ريم" عدم اختلاف الحمل بطفل الأنبوب عن الحمل الطبيعي وأنّ تجربتها كانت سهلة ويسيرة حيث حظيت بالرعاية الكاملة طوال فترة الحمل، لكنّها تؤكد اختلافاً وفرقاً واضحاً يكمن في الاهتمام بالحالة المرضية بطابع إنساني كنجاح شخصي للطبيب وللمركز وليست مجرّد رقم على لائحة طويلة في عيادات كبيرة ضمن دول كبيرة، إضافة إلى كون طفل الأنبوب هو الحل الأسهل والأسرع كما تقول السيدة "مريم العباس" التي رزقت بطفلتين توءمين تبلغان الآن من العمر سنتين بعد قيامها بتجربة طفل الأنبوب تقول:

«رزقت بطفلتي الأولى منذ حوالي ثمانية عشر عاماً ولم أستطع بعدها أن أنجب رغم زيارتي لكثير من الأطباء، حتى علمت بوجود فرصة للإنجاب عن طريق طفل الأنبوب والذي شجعني على المتابعة هو إصرار زوجي على هذه التجربة بعد معاناتنا الطويلة والآن أنتظر طفلاً رابعاً بعد فترة قصيرة وهو أيضاً نتيجة عن طفل الأنبوب، ولكنني أشعر الآن براحة أكبر ولا أعاني من التوتر والخوف الصادر عن إمكانية عدم النجاح أو صحة الأطفال كما في المرّة الأولى».

الطبيب "لبيب الحسيني" مدير مركز "الكندي"

لم تعانِ السيدة "مريم" من أية صعوبات في أعمالها اليومية لكونها ربّة منزل وتقطن في إحدى القرى التابعة لمدينة "حمص" بعد قيامها بزراعة طفل الأنبوب، إضافةً إلى أنها تتعرض للسؤال المتكرر من قبل سيدات يعانين ذات المشكلة عن سبيل العلاج ومدى نجاحه.

إيجاد الشريك المناسب لإكمال الحياة ليس بالأمر السهل ومن ثمّ الانفصال عنه لمجرد عدم القدرة على الإنجاب أمر في غاية الصعوبة كما تقول الطبيبة "راميا" والتي إلى جانب لكونها اختصاصية نسائية إلا أنها إحدى السيدات اللواتي خضعن لزراعة طفل الأنبوب كنوع من العلاج وتقول:

«تبعاً لاختصاصي ومهنتي فإنني على دراية كاملة بأمراض أو حالات قد تحصل لدى إحدى الزوجين أو كليهما تحول دون القدرة على الإنجاب، وأنا إحدى اللواتي اتجهن لطفل الأنبوب كحل للمشكلة في مركز "الكندي" والذي تتوافر فيه كوادر وخبرات وأدوات طبية غاية في الدقة والتطور إضافةً لمعرفتي بخبرة ومهارة الدكتور "لبيب الحسيني" والنجاحات الكثيرة التي تحصل في المركز، وأنا الآن أنتظر مولودي الأول».

يتميز مركز "الكندي" إلى جانب النجاحات التي حققها لكونه الأول من نوعه في "حمص" بمزايا يتحدّث عنها مدير المركز الطبيب "لبيب الحسيني"، بقوله:

«مركز الكندي للإخصاب هو مركز خاص لمجموعة من المساهمين وأنا أحدهم وهو تابع لمشفى "الكندي" ومزود بأحدث التقنيات الطبية المتطورة جداً ونعمل على تحديثها باستمرار جرّاء المشاركة في معظم المؤتمرات الطبية في العالم، وتمّ افتتاحه سنة 2005.

أما الخدمات التي يقدمها المركز فهي تشمل كل ما يتعلق بموضوع معالجة العقم والإنجاب طبياً واجتماعيا ولاسيما أن حالات العقم بمجملها تعتبر ذات صعوبة من حيث الدراسة والتشخيص، ولاسيما أنها متعلقة ببنية الجسم كاملةً وليس في عضو دون آخر، فقد تكمن المشكلة في عضو من الجسم لا يُتوقع أنّه قد يسبب العقم مثل الدرق أو الغدة النخامية مثلاً، إضافةً إلى نوعية البيئة الخارجية كالتلوث والحروب لها تأثير كبير وهذا ما صادفناه في المركز من خلال المرضى القادمين من "العراق" وخاصّة الذكور، مع وجود تأثير لنوعية الطعام وفرط البدانة عند السيدات وإمكانية الحمل لهذا كله يتمّ إجراء تحاليل شاملة قبل البدء بالعمل الطبي، أمّا الجانب الاجتماعي للموضوع فإننا نحاول دائماً مراعاة البيئة الاجتماعية من حولنا فالبعض من السيدات يفضلن وجود طبيبات على الأطباء ولذلك فإن الكادر الطبي يضمّ طبيبات أيضاً وعلى كفاءة عالية».

عدم الإنجاب لفترة طويلة قد يخلق نوعاً من المشاكل النفسية أيضاً وخوفاً من فشل المحاولة أو حتى من اختلاف الحمل عن الحمل الطبيعي وعن ذلك يضيف:

«نحاول دائماً أن نعتني براحة المريض النفسية وجعله على بيّنة تامّة بكل تفاصيل الحالة مع توفير الأمل بالنجاح الذي يتحقق والحمد لله في أغلب الحالات إضافة لوجود التواصل الدائم مع المريض ومتابعته خطوة بخطوة».

تكمن الصعوبة في حالة طفل الأنبوب في فترة ما قبل الحمل واختيار البرنامج الصحيح وإجراء العمل الجراحي بقدر عالٍ من الدقة كما يقول ويتابع:

«التعامل مع الخلايا حساس جداً ونعطي أهمية كبرى للتعقيم في المكان الذي نجري فيه عملية الإخصاب فأي خلل قد يقلل فرص النجاح، وبعد حصول الحمل الذي في معظم حالاته يكون متعدد وبالتالي عالي الخطورة على الأمّ والأجنة فنحرص على متابعة الأم حتى الولادة لننتقل إلى قسم العناية بالأطفال وهو قسم متطور جداً وفيه كوادر أطباء مختصين نختارهم كما الحال في بقية الأقسام تبعاً لخبرتهم وتمرسهم وبعد خضوعهم لدورات تدريبية على العمل في المركز».

الجدير ذكره أن الكادر الطبي للمركز يضمّ أطباء باختصاصات التوليد، الأمراض النسائية، معالجة العقم وأطفال الأنابيب، التصوير بالأمواج فوق الصوتية والإيكو، جراحة بولية وتناسلية، الضعف الجنسي، طب الأطفال والخدّج وحديثي الولادة، اختصاص البيولوجيا و"علم الأجنة والأحياء الدقيقة"، إضافةً إلى أن مدير المركز الطبيب "لبيب الحسيني" اختصاصي التوليد والأمراض النسائية وطفل الأنبوب والجراحة التنظيرية من الجامعة الأمريكية في "بيروت".