تعاني قرية "برج قاعي" الواقعة إلى الشمال الشرقي من "حمص" من تردي كبير في البنى التحتية حيث ينعدم الصرف الصحي في هذه القرية وتنتشر المياه الآسنة على جانبي ووسط الطريق على شكل "سواقي" و"تجمعات" تشكل البؤر الأساسية لنمو وتكاثر البعوض والحشرات الضارة عدا الأمراض التي تتسبب بها والروائح الكريهة التي تنبعث منها. ولا يغيب عن عين الزائر لهذه القرية منظر أكياس القمامة التي تتكدس أمام المنازل وفي الشوارع المليئة بالحفر.

كما لا يوجد لهذه القرية خط سير فالمواطن الذي يريد الذهاب إلى "برج قاعي" عليه أن يستقل سرفيس إلى "تلدوا" ومنها يستقل "سوزوكي" صغيرة إلى قرية البرج. موقع eHoms زار هذه القرية وواطلع على واقعها الخدمي من خلال لقاء عدد من المواطنين.

إن السبب الرئيسي هو قلة وعي المواطن وعدم اهتمامه بالنظافة والمياه الملوثة هي عامل مساعد

المواطن "أبو إياد" من أهالي "تلدوا" ويعمل سائق" سوزكي" على خط "برج قاعي" قال: «يبلغ طول الطريق الذي يربط "تلدوا" بقرية "البرج" (6كم) وهو غير مؤهل لسير السيارات وتكثر فيه الحفر والمطبات والقمامة وفي الشتاء لا يمكن السير عليه نهائياً فهو يتحول إلى نهر حقيقي، وقد عبد هذا الطريق منذ حوالي /15عاماً/ ثم قاموا بحفره ومدوا فيه الصرف الصحي والهاتف ولم يقوموا بإعادة تعبيده بل اكتفوا برش طبقة من البحص وفوقها طبقة من القير».

السوزوكيات التي تستخدم لنقل المولداطنين

يتابع "أبو إياد": «لا يمكن للسيارات الكبيرة أن تسير على هذا الطريق ونحن نضطر كل ثلاثة أشهر إلى تغيير ميزانية السيارة هذا عدا تغير العجلات وتصليح المحرك خاصة في الشتاء حيث لا يستطيع السائق أن يرى أين الحفرة أو المطب».

كما التقينا السيد "ضاهر نجيب عثمان" من أهالي "البرج" الذي قال لنا: «مشكلتنا الأساسية هي الصرف الصحي فلا يوجد في كل القرية صرف صحي لذلك نحن نضطر إلى حفر "حفرة فنية " في كل منزل من أجل تصريف مياه "الحمام" أما مياه الشطف والغسيل فيتم إخراجها إلى الطريق، إضافة إلى مياه إسطبلات الحيوانات التي تتجمع كلها في الطرقات وتنبعث منها الروائح الكريهة، هذا عدا عن البعوض والحشرات الضارة الأخرى والأمراض التي تتسبب بها خاصة في فصل الصيف، وقد طالبنا مندوب بلدية القرية برش طبقة من البحص على الطريق من أجل طم الحفر والسياقات في الطريق لكننا لم نلق أذناً مصغية».

المواطن خالد برك

ويتابع: «الكهرباء لدينا ضعيفة وهي تصل إلى القسم الشرقي من القرية بقوة /175فولط/ فقط هذا في فصل الصيف، كذلك لاتصل مياه الشرب إلينا إلا ساعتين في اليوم وهي تصل ضعيفة كثيراً خاصةً في القسم الجنوبي من القرية ولاتكفي لملء برميلين من المياه».

السيد "عمر رسوا" أحد أهالي "البرج" ويملك محل لبيع الأدوات الكهربائية قال لنا: «لايوجد لدينا شوارع معبدة ولاصرف صحي ولانظافة، لدينا بلدية بالاسم فقط وهي لاتقوم بأدنى واجباتها تجاه القرية، فنحن ندفع ضرائب ورسم نظافة ومع ذلك لاتأتي سيارة النظافة إلا يوم واحد في الأسبوع أو الأسبوعين وتبقى الأوساخ أمام المنازل كل هذه الفترة، كذلك البناء لدينا غير مسموح به وهناك حالياً حوالي /100/ قضية في المحكمة ضد المواطنين تتعلق بمخالفات بناء- تسوية بناء- ترميم. عندما أردت أن أرمم داخل منزلي قامت البلدية بإيقافي واحتجزوا ابني بحجة أن الترميم ممنوع حتى يأتي المخطط التنظيمي للقرية وتحاكمت على هذا الأساس لمدة عام وفي النهاية دفعت مخالفة /25 ألف ل س/».

الأستاذ "نبيه حسين كاظم" رئيس بلدية الغور الغربية

السيد "خالد برك" يرى أن القضية التي تفوق قضية الصرف الصحي والطرق في القرية أهمية هي قضية مياه الشرب حيث يقول: «لدينا موظفين للمياه في القرية أحدهم أعرج والآخر عاجز وهما غير قادرين على الصعود إلى خزان مياه الشرب الذي يبلغ ارتفاعه حوالي /75م/ من أجل تنظيفه وتعقيمه. أنا رأيت بأم عيني طبقة من "السيان" (أوساخ تترسب في أسفل المياه) بسماكة /15سم/ في أسفل خزان مياه الشرب وعندما طالبتهم بتنظيفه قالوا أنهم غير قادرين على الصعود إلى الخزان وإذا لم يكن قادرين على الصعود إلى الخزان وتنظيفه وحمايته من التعديات فلم هم موظفون إذاً..؟؟ خاصةً أن باب الخزان مسروق كذلك أغطية الخزان ومن منزلي شاهدت الأطفال وهم يسبحون في خزان المياه».

ويضيف "البرك" بالقول: «في عام /2008/ أصيب الأطفال لدينا بالتهاب الكبد بسبب تلوث المياه وانتشار الأوساخ والمياه الآسنة وتوفي شاب في /18/من عمره بسبب التهاب الكبد، وفي الحقيقة أنا في الوقت الحالي لا أشرب من مياه الخزان خوفاً على نفسي وعلى أولادي».

الدكتور "ماجد المحمد " طبيب أطفال وهو من أهالي قرية "برج قاعي" قال: «تفتقر قرية "برج قاعي" إلى وجود مركز صحي وقد يكون السبب في ذلك هو القرب من مشفى "تلدوا"، أما بخصوص المرض الذي أصاب أطفال القرية عام /2008/ كان جائحة أصابت المنطقة وشملت القرية و"تلدوا" والكثير من القرى الأخرى وهو "التهاب الكبدA" وهو مرض فيروسي يبدأ على شكل "جريب" ثم تظهر على الوجه علامات الاصفرار وطريقة انتقال هذا المرض"فموي- برازي" ويتم الشفاء منه بشكل تلقائي». ولا يؤكد الدكتور"المحمد" أن سبب المرض الرئيسي هو المياه الملوثة على الرغم من كل الأوساخ الموجودة في الطرقات والمياه الآسنة ويقول: «إن السبب الرئيسي هو قلة وعي المواطن وعدم اهتمامه بالنظافة والمياه الملوثة هي عامل مساعد».

وتتبع قرية "برج قاعي" لبلدية "الغور الغربية" التي يشمل مجلس بلديتها قرى "السمعليل"، "مزرعة العرباط"، "برج قاعي"، "الغور الغربية" ويترأس مجلس هذه البلدية منذ 27/10/2008م الأستاذ "نبيه حسين كاظم" الذي قال لنا عندما التقيناه: «يبلغ عدد سكان قرية "برج قاعي" /2619نسمة/ حسب إحصاء/2008/ وكانت في البدء تتبع لبلدة "تلدوا" وبعد تحولها إلى مدينة أصبحت تابعة لبلدية "الغور الغربية "».

وعن سبب تقصير البلدية في تخديم القرية قال"كاظم": «تعاني القرية منذ أن كانت تابعة لبلدية "تلدوا" من نقص كبير في الخدمات تصل إلى حد العدم وذلك بسبب عدم وجود مخطط تنظيمي للقرية ومنذ فترة أرسلت إلينا مديرية الخدمات الفنية بـ"حمص" كتاب يحمل الرقم 2449/ص/ح وبناءً عليه أوقفنا كل تراخيص البناء في القرية ويطالبنا الكتاب بتحديد الملكية العامة في القرية وإحصاء عدد السكان وعدد المدارس الموجودة وتلزيم الحدود الإدارية للقرية وخطوط جر المياه وتحديد المواقع الأثرية والأعمال التي يمارسها السكان والزراعات الموجودة ومصادر المياه ومناطق التجمع السكاني وتصنيف الأراضي الزراعية في القرية من أجل وضع المخطط التنظيمي للقرية».

ويضيف رئيس البلدية بالقول: «قمنا بدورنا بتكليف المكتب الفني في البلدية بتزويد الخدمات الفنية بهذه المعلومات وهو يعمل على الإسراع في تنفيذ المطلوب على أمل الإسراع في إصدار المخطط التنظيمي لقرية "برج قاعي"، وحالياً لانستطيع القيام بأي أمر حتى يصدر المخطط التنظيمي للقرية، لكننا قمنا بتنوير شوارع القرية على الرغم من عدم وجود مخطط تنظيمي للكهرباء وقمنا بتخصيص جرار من أجل نقل النفايات من القرية وهو يقوم بذلك يوم في الأسبوع أسوةً بباقي قرى "السمعليل"، "مزرعة العرباط"، التي خصصنا لكل واحدة من هذه القرى يوم في الإسبوع وقرية "الغور الغربية " يومين في الإسبوع حيث يبلغ عدد سكانها /5418نسمة/، كما قمنا بفرش طبقة من البحص في طرق القرية وهذه هي حدود الإمكانية المتاحة في الوقت الحالي».