«كان طموحي دراسة الطب البشري لكن علامة واحدة أبعدتني عنه فتوجهت لطب الأسنان ومع سنوات الدراسة أحببت هذا الفرع وتخرجت من جامعة "تشرين" عام /1994/».

بهذه الكلمات عبّرت الدكتورة "فاديا ديب" عضو مجلس الشعب وطبيبة الأسنان عن توجهها لدراسة طب الأسنان، هذه الطبيبة التي تعد نموذجا للمرأة المثقفة والناجحة في عملها والقريبة من هموم المواطن كونها نائبة في البرلمان، ومازالت تمارس مهنتها كطبيبة أسنان بشكل يومي موقع eHoms التقاها في 3/2/2008 حيث تابعت حديثها قائلة: «بدأت العمل مباشرة بعد تخرجي في ريف "حمص" لمدة سنتين ثم انتقلت للمدينة ومنذ ذلك الوقت وأنا أمارس مهنتي يوميا ولا أستطيع الابتعاد عنها لأنها بحق من أجمل المهن، فهي تتيح لي الاقتراب من الناس ومعالجتهم ليس في مجال عملي فقط بل دراسة حالتهم النفسية والاجتماعية وإقامة علاقة ودية معهم ومن خلال هذه العلاقة يمكنك معالجة المريض طبيا وهذا سر من أسرار نجاح أي طبيب أسنان في العالم».

لزوجي دور كبير في مساندتي ودعمي بكافة الأعمال التي قمت بها وهو أول مشجع لي ودائما إلى جانبي

لم تكتف الدكتورة "فاديا" بممارسة مهنتها التي أحبت بل تابعت دراستها بها وحصلت على شهادة الدراسات العليا /d.e.s/ في مجال طب الأسنان من الجامعة اليسوعية في "بيروت" ثم حصلت على الدكتوراه في علوم طب الأسنان اختصاص تيجان وجسور عام /2006/ من جامعة "دمشق" لتنتقل للتدريس في جامعة البعث بـ"حمص"، بالإضافة لكونها أصبحت رئيسة للجنة العلمية في نقابة أطباء سورية والتي تحدثت عنها قائلة: «تنظم اللجنة العملية في النقابة المؤتمرات السنوية هذه المؤتمرات التي تحقق التدريب المهني للزملاء الأطباء بالإضافة لإطلاعهم على المكتشفات الطبية والعلمية الجديدة في طب الأسنان وهذه المؤتمرات إضافة لتأهيل الأطباء أصبحت تدر وارداً ماليا جيدا على خزانة تقاعد الأطباء في النقابة من خلال المعارض السنية ولذلك أصبح لها فائدتين مادية وعلمية».

مع السيد عمرو موسى في البرلمان العربي

عام /2007/ وبعد ست سنوات من العمل النقابي ترشحت الدكتورة "فاديا عيسى ديب" لعضوية مجلس الشعب ضمن الجبهة الوطنية عن "حزب البعث العربي الاشتراكي" وقد تحدثت عن هذا الموضوع قائلة: «وجودي في المجلس كان نافذة حقيقة لإيصال صوت المواطنين بكل أمانة والمشاركة في تشريع القوانين وهو بالأصل تحدٍ كبير كوني امرأة وتحدٍ لقدرتي على إيصال هذا الصوت».

وردا على سؤال حول أكثر المواضيع التي تم تداولها في مجلس الشعب من قبل النواب الحماصنة عن مدنية "حمص" قالت الدكتورة "فاديا": «هناك العديد من المواضيع الخدمية مثل الطرقات والبيئة والصحة في "حمص" فعلى صعيد البيئة مثلا تم اتخاذ قرارات ممتازة ستنفذ في الخطط القادمة مثل نقل المصفاة ومعمل السماد الآزوتي في قرية "قطينة"، كما طرح كثيرا موضوع "حلم حمص" حيث لم نعلن رفضنا لهذا الحلم الجميل، ولكن دائما كنا نطلب ألا يكون على حساب المواطن أو يلحق أذية لأي فئة من سكان المدينة ولو كانت صغيرة، كما طرحنا بشدة موضوع الصرف الصحي بعد الفيضانات التي حدثت في المدينة نهاية الصيف».

النائبة فاديا ديب

أصبحت الدكتورة" فاديا" أحد أعضاء البرلمان العربي الانتقالي الذي سيتخذ من "دمشق" مقر له بعد أن كان ضمن الجامعة العربية في "القاهرة" وهي أحد الأعضاء السوريين الأربعة في هذا البرلمان ورغم كل انشغالاتها بين العيادة والتدريس واجتماعات مجلس الشعب بقيت تخصص وقتا كبيرا لبيتها وأولادها، عن حياتها الاجتماعية في المنزل قالت: «رغم مشاغلي الكثيرة استطعت تنظيم وقتي بين التدريس واجتماعات مجلس الشعب وعيادتي الخاصة وكان بيتي بالدرجة الأول فأنا أعتبر أن الـ/24/ ساعة هي وقت طويل علينا أن نستغله في كل مشاغلنا ونعطي لكل ذي حق حقه وكانت أكثر مرة غبت فيها عن أولادي مدة أسبوع في البرلمان العربي في "القاهرة" ولكن كنت مطمئنة لوجود أمي وزوجي إلى جانب أولادي».

"رنا" و"علي" هم أولاد الدكتورة "فاديا" وزوجها السيد "بسام مصطفى" الذي كان له دور أيضا في تألق هذه المرأة في كل المجالات، تحدثت عنه فقالت: «لزوجي دور كبير في مساندتي ودعمي بكافة الأعمال التي قمت بها وهو أول مشجع لي ودائما إلى جانبي».

تداوي إحدى المريضات

تهوى الدكتورة "فاديا" ممارسة لعبة الشطرنج وتحب سماع "فريد الأطرش" و"أم كلثوم" وقراءة "نزار قباني" و"محمود درويش" و"أدونيس".

أما عن طموحها قالت الدكتورة "فاديا": «طموحي أن أرى سورية دائما عاصمة للثقافة والتميّز والمواقف المشرفة وأن نحقق شيئاً لمدينتنا يرضي المواطن غير أني لا أستطيع أن أحلم بشيء لـ"حمص" فقط دون أن أحلم لبقية المحافظات، كما أتمنى أن أحقق شيئاً لأبنائي يكونون فخورين به في المستقبل، وأريد أن أضيف أيضا أنني أكون مسرورة جدا حين أرى طلابي قد أصبحوا أطباء مهرة في سورية فهذه سعادة حقيقية أخرى تضاف لسعادة تدريسهم».

الجدير ذكره أن الدكتورة "فاديا عيسى ديب"، مواليد "حمص" /1971/، أخصائية في طب الأسنان، عضو هيئة التدريس في جامعة البعث في "حمص"، عضو مجلس الشعب السوري وعضو في البرلمان العربي الانتقالي.