عشقه للفن والموسيقا كان دافعه الدائم لتطوير موهبته، أضاف بصمته الموسيقية المميزة إلى الساحة الفنية السورية، حتى أصبح اليوم من أهم مبرمجي آلة الأورغ الحديثة والمعقدة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 1 حزيران 2018، العازف ومبرمج آلة الأورغ "فادي شاهين" ليتحدث عن رحلته في عالم الموسيقا منذ بدايتها، حيث قال: «بدأ عشقي للموسيقا يظهر في سن مبكرة جداً، حيث كنت لا أزال في الثالثة من عمري، فأجلس للاستماع إلى صوت والدي يغني ويعزف على آلة العود، ومن الطبيعي أن يكون هذا التأثر بالفن وراثياً، ولاحقاً أصبحت أغني في بعض المناسبات والاحتفالات المدرسية، إلى أن انتقلت إلى المرحلة الإعدادية، وكان والدي يعمل مدرّساً في "اليمن"، فقررت أن أتعلم العزف على آلة العود الخاصة به بمفردي من دون مساعدة أحد، وبدايةً كنت أجلس أراقب بتمعن شديد عزف أخويّ اللذين يكبرانني سناً، وبسرعة قياسية وجدت نفسي أصبحت قادراً على العزف حتى إنني تفوقت عليهما، وقد تنافست معهما في عزف أغاني "أم كلثوم" و"عبد الحليم حافظ" و"محمد عبد الوهاب" وغيرهم، وبعد ذلك قادني شغفي الموسيقي إلى التعلم على آلة الكمان، وبعدها الأكورديون، لأجد نفسي بعدها أصبحت عاشقاً للموسيقا بطريقة جنونية، ولو أن طموحي في تلك المدة كان الدراسة في المعهد العالي للموسيقا، إلا أن ظروف الحياة كانت عائقاً كبيراً حالت دون تحقيق ذلك».

الرسم هو الموهبة التي سبقت في ظهورها موهبتي الموسيقية، وهذا ما أثار اهتمام والدي الذي قدم كل الدعم اللازم لتطوير موهبتي، وهنا ومن دون أي مساعدة من أي مختص احترفت الرسم، ولدي العديد من اللوحات الزيتية التي تحمل عناوين عدة عن الوطن والشهداء والطبيعة، وغير ذلك

ويتابع: «أيضاً في تحدٍّ كبير لأحد إخوتي بدأت تعلم العزف على آلة الأورغ، وقد كان عازفاً محترفاً، ولطالما رافقته في عدد من الحفلات التي أحياها، لكنني يوماً بعد يوم أصبحت عاشقاً لهذه الآلة بطريقة أقرب إلى الجنون، وأصبحت أحترف العزف عليها حتى بدأت في عام 1998 أحيي الحفلات برفقة أشهر الفنانين في "سورية" وخارجها، كما أنني عزفت في مهرجانات الأغنية السورية، وبرنامج "الوادي" الذي كان يعرض على شاشة "LBC"، وغير ذلك من المشاركات الكثيرة، أيضاً تفردت في عزف عدد من المقطوعات العالمية، ومنها موسيقا "نينوى" المعروفة، وهنا أتحدى أي عازف في العالم أن يعزفها على آلة الأورغ، أو يتمكن من برمجة الصوت الخاص بهذه الموسيقا على هذه الآلة».

من لوحاته الزيتية

ويضيف: «وعندما وصلت إلينا آلة الأورغ من نوع "KORG Pa4x" المتطورة جداً من كافة النواحي والمعقدة أيضاً، سارعت في العام الماضي لاقتنائها، وعملت على إعداد نظام كامل لها في مدة لم تتجاوز شهراً واحداً فقط، وقد كان لي الشرف أن أكون ضمن مجموعة مبرمجي الآلة في "سورية" لشركة "ميوزيك جير" اللبنانية».

ليست الموسيقا وحدها، بل للرسم والخط قصة معه، حيث قال: «الرسم هو الموهبة التي سبقت في ظهورها موهبتي الموسيقية، وهذا ما أثار اهتمام والدي الذي قدم كل الدعم اللازم لتطوير موهبتي، وهنا ومن دون أي مساعدة من أي مختص احترفت الرسم، ولدي العديد من اللوحات الزيتية التي تحمل عناوين عدة عن الوطن والشهداء والطبيعة، وغير ذلك».

أما صديقه الفنان "وفيق حبيب"، فيقول عنه: «"فادي شاهين" اسم غني عن التعريف في الوسط الفني على الساحة السورية، الفنان المثقف فنياً وأخلاقياً، وهو البعيد عن كل المجاملات، خاصة فيما يتعلق بمجال عمله، وهو أيضاً الفنان البسيط والأصيل عاشق الوطن والمدافع عنه وعن قضيته لسنوات عديدة من سنوات الأزمة، والإنسان الغني بأخلاقه وكرمه، الصادق مع ذاته أولاً ومع كل من عرفه، وهم كثر».

يذكر أن عازف ومبرمج الأورغ المتطور "فادي شاهين" من مواليد قرية "القبو" في ريف "حمص"، عام 1975.