تسير في باطن جبل "قرب علي" بـ"ريف حمص" الغربي، غزيرة جداً في الشتاء بسبب ارتفاع المنطقة. وتظهر على طريق يتوسط ثلاث قرى، تروي السكان وتسقي أراضيهم، وقد صنع لها منذ زمن بعيد حوض لحفظ المياه وتخزينها.

مدونة وطن "eSyria" زارت جبل "عين الزعرور" بتاريخ 25 أيلول 2017، والتقت "سمير مسوح" من سكان المنطقة، ليتحدث عن عين الماء قائلاً: «"عين الزعرور" تنبع من جبل "قرب علي"، أو بالأصح تظهر في هذا الجبل، مياهها جوفية من باطن الأرض، فالمنطقة هنا فيها عدد كبير من أعين المياه الموزعة بين الجبال والسهول، وبفضلها استمرت الحياة في هذا المكان، تتوسط "عين الزعرور" ثلاث قرى، وهي: "حب نمرة"، و"عين الباردة"، و"قرب علي"».

معظم سكان هذه القرى يقصدون مكان وجود العين لعدة أسباب، منها: تعبئة المياه، أو قضاء وقت للراحة والتنزه، فالمكان مميز بسكينته لأنه بعيد عن الطريق الرئيس وبعيد عن التجمع السكاني، إضافة إلى وجودها بين عدد من الجبال التي تحتوي أراضي زراعية

وعن تردد السكان إلى هذا المكان، يتابع: «معظم سكان هذه القرى يقصدون مكان وجود العين لعدة أسباب، منها: تعبئة المياه، أو قضاء وقت للراحة والتنزه، فالمكان مميز بسكينته لأنه بعيد عن الطريق الرئيس وبعيد عن التجمع السكاني، إضافة إلى وجودها بين عدد من الجبال التي تحتوي أراضي زراعية».

مشهد لعين الزعرور

أما عن غزارة مياهها في فصل الشتاء والربيع، فيضيف: «المنطقة هنا مرتفعة جداً، وما يميزها من حيث كمية الأمطار والسماكات الثلجية، وهذا ما يجعل "عين الزعرور" غزيرة جداً في موسم الهطولات، حيث يصل اندفاع المياه من الأنبوب الرئيس إلى المتر، فتتجاوز الساقية التي صنعها الأهالي منذ القدم، لتروي مساحات من الأراضي الزراعية من حولها. أما في فصل الصيف، فتصبح غزارتها قليلة تدريجياً حتى الموسم الثاني من الأمطار، لكن لا تنقطع نهائياً، فتبقى تعطي المياه العذبة النقية الصالحة للاستهلاك البشري، فكبار السن كانوا يقولون إن مياهها معدنية خالية من الشوائب، وهذا ما يتبين في مذاقها، فتلاحظ بأنها خفيفة خالية من الأملاح. ويوجد هنا في المنطقة أعين مياه طعمها ليس جيداً، وتعدّ من المياه المالحة، وذلك يكون حسب سيرها في باطن وجوف الأرض».

وعن اهتمام الأهالي بالموقع، يضيف: «كان يوجد قرب العين شجرة كبيرة تدعى "دلبة الزعرور" نسبة لاسم العين، وكانت هذه الشجرة ضخمة وبداخلها تجويف، لكنها للأسف أحرقت ويبست، لكن بقي منها غصن عاد وكبر ليكون شجرة الدلبة مرة أخرى، فالطبيعة يدها لا تكف عن العطاء. وإلى هذا اليوم يأتي الناس إلى شجرة الدلبة ويجلسون تحت ظلها ويشربون من مياهها. وقام الأهالي منذ القديم بصنع مجرى طولي للمياه من المكان الرئيس التي تخرج منه، وبنوا حوضاً بشكل عرضي بثخانة نصف متر، وعرض عشرة أمتار لحفظ الماء واستخدامه لري الأراضي المحيطة».

منطر لحوض الماء

"علاء جرجس" يعمل في مجال الزراعة بأرض قريبة من "عين زعرور"، يقول: «أعين المياه الموجودة في منطقتنا تعدّ إشارة سلام، لأنه بسببها الناس والأراضي الزراعية ترتوي وتعطي خيراتها بكل الفصول والمواسم، وهذه العين هي إحدى أعين المياه المهمة هنا، فلها الفضل في سقاية مساحات من الأراضي، كما أن الناس يقصدونها لتعبئة المياه واستهلاكها في المنازل، وجود الدلبة بقرب العين ساعد أكثر على قصدها لقضاء وقت من الترفيه والتسلية، وأحياناً نضع مضخات بداخل حوض العين ونضخ المياه عن طريق أنابيب مطاطية تصل إلى الأراضي الزراعية لريها وسقايتها في فصل الصيف فقط، أما في فصل الشتاء، فالمياه تأتي من السماء لتسقي الأرض وباطنها».

الدلبة القديمة