يقع في جبل "شعير أبو حيدر" الذي يتوسط قريتين في "وادي النضارة"، ويتميز بعلوه والمناظر البعيدة التي يراها زواره، يتوجه الناس إليه سيراً للاستمتاع بالأفق البعيد ومنظر القرى المتناثرة بين الجبال.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 7 آب 2017، زارت موقع "الغمير" والتقت "حنا سلوم" من سكان القرية، ليحدثنا عنه: «هذا المكان يقع على سفح جبل يتوسط قريتين في ريف محافظة "حمص" الغربي؛ "عين الباردة" و"مرمريتا"، يعدّ هذا الموقع من المواقع المميزة لدى الشبيبة بوجه عام؛ فكل فرق الكشاف والرحلات عندما تأتي إلى هاتين القريتين لابد لهما من زيارة "الغمير"، الذي يميز المكان عن غيره ثلاث نقاط: الأولى سهولة الوصول إليه؛ فالناس اعتادوا الذهاب إلى هناك سيراً لأن المكان قريب من القريتين؛ فالجميع يمكنهم التوجه إليه بسهولة، حيث لا يوجد أي حالات تتطلب التسلق أو الجهد كبقية الأمكنة في القرى، فالطريق إليه نصفه معبد، والنصف الآخر زراعي؛ وهذا ما يشجع كبار السن على الذهاب إليه. الأمر الثاني الذي يعد من أهم المميزات للتوجه إليه، المناظر البعيدة التي يشاهدها الزوار من خلاله؛ فبسبب ارتفاع هذا المكان يمكن رؤية عدد كبير من القرى البعيدة والمتناثرة بين جبال ريف محافظة "طرطوس"، فترى هذه القرى وخاصة في الليل مضاءة مثل اللآلئ بين الجبال والسهول؛ وهذا المنظر هو الهدف الرئيس للذهاب إلى "الغمير"، وفي فترة الظهيرة ترى بحر "طرطوس"، وعند المساء تشاهد هذه القرى البعيدة، إضافة إلى المنازل والشوارع القريبة من المكان، وهي ثلاث قرى: "مرمريتا"، "عين الباردة"، و"حبنمرة". الأمر الثالث الذي يميز "الغمير" أن الناس قاموا ببناء بعض المصطبات الزراعية بهدف تحديد الأراضي، لكن هذا ساعد على سهولة الجلوس، وخاصة على الجدران الحجرية التي يضعون عليها بعض الكراسي والمظلات لحجب أشعة الشمس في النهار».

مازال "الغمير" محافظاً على ذاته، فلم يصل إليه البناء والكتل الإسمنتية حتى هذا اليوم، ونتمنى ألا تصل، فالمميز فيه أنه بقي عبارة عن أراضٍ زراعية خضراء تقدم للإنسان الهدوء والانتماء إلى الطبيعة في وسط مملوء بالصخب والضجيج

وعن اهتمام الناس بهذا الموقع، يضيف "سلوم": «أهالي القرية يأتون يومياً إلى "الغمير"، وخاصة في فصلي الربيع والصيف، أما في الشتاء، فلا أحد يذهب إليه إلا نادراً بسبب برودة الطقس الشديدة، أصبح هذا المكان المشوار اليومي للأهالي، فهم يسيرون إليه حاملين بعض المشروبات مثل القهوة ليجلسوا في وقت الغروب ويستمتعوا بمشاهدة الشمس وهي تختفي خلف البحر، حقاً هو منظر يجعل الإنسان يرى كم أن الطبيعة ساحرة وغاية في الروعة، بالنسبة للشبيبة والرحلات المنظمة وخاصة المخيمات الموقع يعدّ مهماً وهدفاً لأي شخص يأتي إليه، فتراهم يسيرون إليه يأخذون معهم بعض الآلات الموسيقية للغناء، وأحياناً ينظمون بعض الألعاب التي تحتاج إلى تتبع أثر لتشاهد مجموعات متفرقة، ويكون "الغمير" حدود وموقع هذه اللعبة».

الطريق إلى الغمير

وعن المكان، يضيف "سلوم": «مازال "الغمير" محافظاً على ذاته، فلم يصل إليه البناء والكتل الإسمنتية حتى هذا اليوم، ونتمنى ألا تصل، فالمميز فيه أنه بقي عبارة عن أراضٍ زراعية خضراء تقدم للإنسان الهدوء والانتماء إلى الطبيعة في وسط مملوء بالصخب والضجيج».

"ألبير طعمة" من الاشخاص الذين يأتون دائماً إلى "الغمير"، يقول عنه: «مكان جميل وهادىء، وما يجعلني أذهب إليه يومياً المناظر البعيدة التي أراها، فالجبال والهضاب تراها على شكل أمواج، والقرى التي تتوزع عليها تراها تلمع ليلاً، والبحر الذي لا تشبع العين من النظر إليه خاصة عند غروب الشمس، فأتذكر القصص القديمة عندما كانوا يقولون إن البحر يأكل الشمس، "الغمير" كنز من الطبيعة، نتمنى دائماً أن نصونه ونحافظ عليه».

منظر من الغمير
منظر من بعيد