تأثّر بطبيعة القرية، فمسك الألوان وبدأ الرسم، درس الفنون ودرّسها، شارك في العديد من المعارض الفنية والندوات الشعرية، شاعر زجل له مؤلفات شعرية ومجموعة قصائد، يمتلك مهارة بالنحت، وله عدة منحوتات وتماثيل.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 27 حزيران 2017 "منيف كنوزي" في منزله في قرية "حبنمرة" بريف "حمص" الغربي، ليحدثنا قائلاً: «ولدت في قرية "حبنمرة" عام 1951، درست الابتدائية والإعدادية فيها، ولحسن الحظ كان منزلي في ساحة القرية، وكانت المكان الذي يلتقي ويجتمع فيه كل سكانها، وخاصة كبار السنّ، فكنت أسمع الكثير من القصص والروايات، ومن هنا بدأ الرسم يأخذ طريقه داخلي، فقد حاولت رسم هذه الشخصيات والمناظر الطبيعية في البداية، وكان يأتي الكثيرون من الباعة المتجولين إلى الساحة على الأحصنة أو الجمال، وكان لي دائماً الشغف بأن أنقل هذه المشاهد الطبيعية على لوحات من ورق. كان الناس يصفونني بالفنان الصغير عندما كنت في الصف الأول والثاني الابتدائي، أما في الصف الثالث، فأتذكر أن المحافظ "مصطفى رام حمداني" أتى في عام 1960 بزيارة إلى القرية، وأقام له الناس احتفالاً عند قوس النصر، وزيّنوا المكان، وكان بين هذه الأشياء لوحة لـ"جمال عبد الناصر" أثارت انتباهه، وطلب أن يقابل من رسمها، فأحضروني إليه وأنا أرتدي اللباس المدرسي، استغرب كثيراً المحافظ بأن الرسام هو تلميذ في المرحلة الابتدائية، وكان لهذا الأمر تأثير كبير في داخلي. دائماً أقول إن الطبيعة في القرية هي التي ساعدتني على الرسم والهدوء الداخلي لأنقل كل الأحداث والمناظر من الحقيقة إلى اللوحة».

"منيف كنوزي" كتب الكثير من الأشعار، ولكل المناسبات والاحتفالات الخاصة والوطنية والمشاركات القطرية والدولية، قطف من نتاجه الشعري ديوانين؛ الأول شارك في المهرجانات والأمسيات الزجلية ما يقارب عشرين مشاركة، منها فردية، ومنها مع شعراء المنبر الزجلي، إضافة إلى ذلك هو مدرّس في معهد الفنون النسوية، وقد فاز طلابه بالمركز الأول على مستوى القطر؛ وهو ما أتاح له المشاركة في معرض "نيويورك" التي حصد فيها جائزة بالمرتبة الثانية بين 230 بلداً. لوحاته الفنية زينت عدة قاعات ومراكز في المحافظات السورية، كما أنه نفّذ فنياً نصب "الجندي المجهول" في محافظة "حمص"

وعن متابعة دراسته واختصاصه بالفنون يتابع القول: «تابعت الدراسة الإعدادية في مدرسة "حبنمرة"، وانتقلت بعدها إلى "مرمريتا" في المرحلة الثانوية. سجلت بعدها في كلية الأدب العربي، لكن ميولي كانت واضحة تماماً، ففي عام 1970 تم تأسيس معهد الفنون في "دمشق"، وعندما عرفت ذلك ذهبت للتسجيل، وكانت إدارة المعهد تريد طالباً واحداً فقط من كل محافظة، فكان الأمل ضعيفاً بالنسبة لي؛ لأن عدد الطلاب المتقدمين من محافظة "حمص" بلغ 732 طالباً.

رسم للسيدة فيروز

كان السؤال في امتحان القبول: "ارسم فارساً يمتطي جواده"، فرسمت الفارس والجواد، وعندما قدمت لوحتي، سألني مدير المعهد منذ متى وأنت ترسم؟ أجبته: من صغري، ثم ابتسم، وكان لهذه الابتسامة دلائل جميلة، انتظرت صدور النتائج طويلاً جداً حتى تم الإعلان عنها بعد ستة أشهر من تاريخ الامتحان، وكانت المفاجأة أنه تم اختياري من بين كل الطلاب الذين تقدموا إلى المعهد من المحافظة».

وعن الأعمال الفنية والمعارض التي أقامها واشترك فيها، يضيف: «تخرجت في معهد الفنون عام 1972، ثم عدت إلى القرية، وعملت في مدارسها أستاذاً لمادة الفنون، وبعد ذلك التحقت بخدمة العلم، وقد برزت في هذه المرحلة كفنان، فقمت برسم أكثر من 70 لوحة عن "حرب تشرين التحريرية"، ومعظمها معروضة حتى اليوم في صالات عرض أو مكاتب داخل مؤسسات عامة. وعندما أنهيت الخدمة، عدت إلى "حمص" ودرّست في مدارسها ومعاهدها، وأخيراً تم تعيني أستاذاً في معهد الفنون النسوية، وبقيت فيه لمدة 15 سنة، فكان مجموع سنوات تدريسي للفنون 37 سنة لم أتوقف يوماً واحداً فيها عن التعليم. نظمت في "حمص" عدة معارض خاصة، ففي عام 1992 أقمت معرضاً عن "الانتفاضة الفلسطينية"، ومعرضاً عن "السلام" بالتزامن مع مؤتمر "مدريد للسلام". أما في عام 1991، فقمت بتنظيم معرض عن الزخارف تحت اسم: "المعرض الزخرفي"، وفي عام 1993، كان لدي معرض عن "التدخين وأضراره"، ومعرض "البيئة"، وفي عام 1992، شاركت عن طريق منظمة "اليونيسيف" العالمية بمعرض في "أميركا" كان عن "التربية السكانية"، وحازت لوحتي جائزة عالمية بالمرتبة الثانية، وتم تكريمي في "دمشق" في العام نفسه.

شهيد من قرية حبنمرة

كما شاركت في معرضين في "دمشق"؛ الأول كان في المركز الثقافي الروسي عام 1979 تحت عنوان: "الصداقة العربية السوفييتية"، والثاني كان في المركز الثقافي العربي في "أبو رمانة" عام 1999، وكان معرض "الحرق على الخشب". أما النحت، فقد قمت بنحت "النصب التذكاري للجندي المجهول" في الساحة الرئيسة في "حمص"، وكان بطول 6.15 أمتار».

وعن علاقته بالشعر والزجل، أضاف: «أعشق الطبيعة، وهي المعلم الذي منحني الشعر، إضافة إلى الرسم، كان دائماً هدفي أن أصف قريتي والقرى المحيطة بها، وأعبر من خلال شعر الزجل عن روعة طبيعتها وسحرها، فأصدرت ديوانين للشعر؛ الأول باسم ديوان زجل يحمل اسم: "ضيعتنا"، يتكلم عن بعض تفاصيل قرية "حبنمرة"، وكان إصداره عام 2000. والثاني تحت اسم: "وادينا وضيعتي"، وصفت فيه قريتي إضافة إلى كل القرى المحيطة بها، وكان إصداره عام 2010، وأيضاً شاركت في عدد كبير من الندوات الشعرية التي تقام بوجه دوري في معظم المراكز والدور الثقافية في المحافظات والمدن السورية، وأنا عضو في "جمعية شعراء الزجل" في "سورية"، وأيضاً عضو في "اتحاد الفنانين التشكيليين"».

النصب التذكاري

الشاعر المعروف "مازن فرعون"، يقول عنه: «"منيف كنوزي" كتب الكثير من الأشعار، ولكل المناسبات والاحتفالات الخاصة والوطنية والمشاركات القطرية والدولية، قطف من نتاجه الشعري ديوانين؛ الأول شارك في المهرجانات والأمسيات الزجلية ما يقارب عشرين مشاركة، منها فردية، ومنها مع شعراء المنبر الزجلي، إضافة إلى ذلك هو مدرّس في معهد الفنون النسوية، وقد فاز طلابه بالمركز الأول على مستوى القطر؛ وهو ما أتاح له المشاركة في معرض "نيويورك" التي حصد فيها جائزة بالمرتبة الثانية بين 230 بلداً. لوحاته الفنية زينت عدة قاعات ومراكز في المحافظات السورية، كما أنه نفّذ فنياً نصب "الجندي المجهول" في محافظة "حمص"».