مطرب بدأ حياته الفنية بعمر صغير، وقرّر متابعة مشواره على الرغم من جميع الصعوبات والعقبات التي واجهها، سافر إلى الكثير من البلدان العربية والعالمية، وحقّق نجاحاً كبيراً، اختص بالأغنية الوطنية، وأقام عدداً كبيراً من الاحتفالات للجالية السورية في بلاد المهجر.

زارت مدونة وطن "eSyria" الفنان والمطرب "إبراهيم بيطار" بتاريخ 1 نيسان 2017، في منزله بالريف الغربي لمحافظة "حمص"، فقال عن بداياته الفنية: «عندما كنت صغيراً، كان جلّ اهتمامي الاستماع إلى المطربين والموسيقيين الكبار، وكنت أصغي إلى الأغاني التي تحمل في مضمونها عمقاً فنياً حقيقياً إن كان بالكلمة أو باللحن، هذا كان بعمر صغير، حين كانت الوسائل التكنولوجية بسيطة جداً ومحدودة، حيث كان الناس ينتظرون ساعات طويلة برنامجاً إذاعياً أو تلفزيونياً ليستمعوا أو يشاهدوا فناناً.

فنان بكل معنى الكلمة، خاض بجهده الخاص، وإصراره على الاستمرار والمتابعة عمله، وحقق نجاحات واسعة ومهمة على صعيد الفن والغناء، وتخطى كل العقبات ليحقق اسماً وجمهوراً خاصاً به، عاش تجارب وخبرات فنية مع ألمع الأسماء في العالم العربي، وغنى مع أهم المطربين في "سورية" و"لبنان"، حيث كان لصوته مكان ووجود في عالم الفن

ومع الأيام، بدأ يتكون عندي شعور بامتلاكي قدرات صوتية وإمكانيات موسيقية واضحة، فقررت وأنا بعمر 12 عاماً أن أرعى هذه الموهبة، والدي عارض الموضوع في البداية، وكان قراره أن أتابع تحصيلي العلمي، لكن وضوح القدرة الفنية عندي، ومحبتي لهذا الجانب من الفن، كان أقوى، وكان هاجساً مستمراً.

إبراهيم بيطار مع الفنان مروان محفوظ

قدمت أول حفلة للجمهور بعمر 12 عاماً في نادي الرابطة للروم الأرثوذكس في "حمص"، وهي المرة الأولى التي أقف فيها أمام جمهور مستمع، وتكلل الحفل بالنجاح، وكانت هذه أول بذرة أزرعها في مشواري الفني، والخطوة الأولى في مسيرة الغناء».

وعن صعوده في الغناء وبداية تكوّن جمهور خاص به، يقول: «بعد التجربة الغنائية الأولى، أدركت أن كل رغباتي وأهدافي وتطلعاتي لن تتحقق إلا عن طريق الفن والغناء، فبدأت العمل الشاق، وإقامة حفلات غنائية، إضافة إلى المشاركة في الاحتفالات الوطنية في معظم الأماكن، وكان الهدف في تلك المرحلة ليس مادياً أبداً، وإنما فقط لصناعة جمهور يعرفني ويعرف صوتي وأسلوب غنائي، وشاركت حينئذٍ في برنامج بالإذاعة السورية هو "نادي الهواة"، ومنحني الموسيقار الكبير "رياض البندك"، الذي كان رئيساً للجنة، علامة ممتازة، لكن - ياللأسف - بسبب الوضع المادي الذي كنت أعانيه، لم يتسنَّ لي العمل؛ لأن تسجيل الأغنية بحاجة إلى دعم مادي مثل الاستوديو وآلات التسجيل وغيرها، فاخترت العودة إلى جمهوري والغناء في الحفلات والمناسبات».

بيطار مع الفنانة صباح

يتابع "بيطار": «في عام 1985، أتى إلى "حمص" أحد أصدقائي من "اليونان"، وكان برفقته مجموعة من الجالية السورية كانوا بحاجة إلى مطرب في "أثينا"، فطرحوا الفكرة علي، وقبلت بها، وسافرت بعد أسبوع، وبدأت العمل هناك لمدة خمس سنوات مع الفنان "طوني حنا". كان عمري حينئذٍ 25 عاماً، وتعرفت إلى عدد كبير من الفنانين والموسيقيين، مثل الموسيقار "بليغ حمدي" الذي كان لديه رغبة دائمة بحضور حفلاتي وأمسياتي. وفي عام 2001، عدت إلى "سورية"، وبدأت العمل والتنقل بين "سورية" و"لبنان" و"الأردن"، وأذكر هنا أنني مرة كنت أغني فيها في منطقة "جبيل" في "لبنان"، وكان الفنان الكوميدي الكبير "كريم أبو شقرة" موجوداً بين الحضور، وقدم لي عرضاً أن أعمل معه على المسرح، وكانت بالنسبة لي فرصة ذهبية؛ أن أدخل إلى المسرح اللبناني، عملت معه، وكنت أغني في المسرحيات والبرامج التلفزيونية، وغيرها، كما كنت أسافر إلى "سورية" و"الأردن" لأحيي حفلاتي وأعود إلى "لبنان"، تعرّفت في هذه المرحلة إلى أهم عمالقة الفن والغناء في الوطن العربي، وغنيت معهم في حفلاتهم وبرامجهم؛ فقد وقفت على خشبة المسرح مع العملاق والهرم الغنائي "وديع الصافي"، والقديرة "صباح"، وكنت دائماً أدعوهم لزيارتي في "سورية"، وكانوا يلبّون الدعوة، ونظمت تكريماً كبيراً للفنان "وديع الصافي" في أحد المطاعم في "حمص"، بحضور عدد واسع من الفنانين والإعلاميين، وكان هذا التكريم من اللحظات الرائعة التي مرت في مشواري الفني ومسيرتي الغنائية».

وعن إحياء حفلات في مختلف الدول، يقول: «خلال مدة وجودي وعملي في "لبنان"، كنت أتلقى باستمرار دعوات من السفارات السورية في دول الاغتراب لإحياء احتفالات وطنية وأمسيات غنائية، سافرت إلى "هنغاريا، وبولدافيا" وقمت بالغناء في احتفالات ناجحة، وأحييت حفلات في كل من "مصر" و"الإمارات" و"تركيا" و"قبرص"، كما أحييت مجموعة كبيرة من الاحتفالات الوطنية في "الولايات المتحدة الأميركية" وأيضاً في "إيطاليا"، كان هذا كله بدعوات من السفارات السورية، وكلها تكللت بالنجاح».

تكريم إبراهيم بيطار

وعن رأيه بالفن والغناء في هذه الأيام، يقول: «نحن في زمن انحطاط الفن في كل المنطقة، لكن إذا خصصت الكلام عن بلدي "سورية"، فبعد هذه التجارب الواسعة والعمل الطويل لمدة ثلاثين عاماً في الغناء، أقول إن رقابة الأغنية السورية من كلمة ولحن معدومة، أذكر أنه كان في مبنى الإذاعة والتلفزيون مكتب يسمى "مكتب آداب الكلمة"، وكان عمله منظماً ضمن قواعد وأنظمة لأدب كلمة الأغنية السورية، وكان له دور مهم في ذلك الوقت، أنا الآن أعول وأستبشر بنقيب الفنانين الحالي الفنان "زهير رمضان"؛ لأنه يقوم بهيكلة العمل في نقابة الفنانين بالأسلوب الذي تستحقه الأغنية السورية والفن السوري بوجه عام».

"مروان كاسوحة" فنان وموسيقي صاحب فرقة موسيقية وصديق الفنان "إبراهيم بيطار"، قال عنه: «فنان بكل معنى الكلمة، خاض بجهده الخاص، وإصراره على الاستمرار والمتابعة عمله، وحقق نجاحات واسعة ومهمة على صعيد الفن والغناء، وتخطى كل العقبات ليحقق اسماً وجمهوراً خاصاً به، عاش تجارب وخبرات فنية مع ألمع الأسماء في العالم العربي، وغنى مع أهم المطربين في "سورية" و"لبنان"، حيث كان لصوته مكان ووجود في عالم الفن».

يذكر أنّ الفنان "إبراهيم بيطار" من مواليد "حمص"، عام 1959.