حي "الأرمن" هو أحد أحياء "حمص" الجديدة التي بنيت في الطرف الشرقي خارج أسوار المدينة القديمة بعد أن كان مرجاً أخضر يقصده "الحماصنة" القدماء في سيارينهم ورحلاتهم للتمتع بطبيعة "حمص" الغنية.

«يسكنه حوالي أربعين ألف نسمة في خليط من المسيحيين والمسلمين أغلبهم من ريف المدينة وبعضهم من أهل المدينة الأصليين، تحكمهم عادات المحبة وحسن الجيرة فيشترك بعضهم مع بعض في الأحزان والأفراح». كما أوضح مختار الحي السيد "محسن إبراهيم" لموقع eHoms.

كنت من أول الناس الذين عاشوا في هذا الحي حيث قمت بشراء أرض قبل ثلاثين عاما وبنيت هذا البيت الذي مازلت أعيش فيه

وفي السياق ذاته قال: «أنا أعتبر الحي مثالاً للتآلف والمحبة فالناس فيه يعيش بعضهم مع بعض ضمن إطار المحبة والاحترام والتعاون، حيث نجد في كل بناء من أبنية الحي خليط الطوائف والشرائح الاجتماعية المتنوعة التي يشترك أبناؤها مع بعضهم بعضاً في كل المناسبات يقومون بتزيين الشوارع في الأعياد ويتعاونون في الأفراح والأحزان فلا تجد فرقاً بين هذا وذاك».

إحدى حدائق الحي

وعن سبب تسمية حي "الأرمن" بهذا الاسم قال: «سمي الحي بهذا الاسم نسبةً لعائلة من الطائفة الأرمنية كانت بمثابة نقطة علام للاستدلال على المنطقة، حيث كانت أول عائلة تسكن فيها فأصبح الناس عندما يريدون الإشارة على تلك المنطقة يقولون "منطقة البيت الأرمني" وبعدها تحولت التسمية لحي "الأرمن"».

وحول تاريخه قال: «الحي ليس قديماً فعمره حوالي خمسين سنة بني كتوسع للمدينة بمساحة كبيرة تبلغ حوالي /10/ كيلو مترات بعد أن كان مرجاً أخضر يقصده سكان المدينة للاستمتاع بالطبيعة وتنشق الهواء النقي بعيداً عن الضجيج وكان يزرع فيه العنب والقمح».

جامع محمد الفاتح في الحي

وفي سؤال للسيد "إبراهيم" حول المهرجانات السنوية في الحي قال: «لا يوجد مهرجان سنوي بالمعنى الدقيق للكلمة بل هناك الأعياد الدينية الإسلامية والمسيحية وخصوصاً عيد رأس السنة الميلادية، حيث يجتمع الشباب من كل الطوائف ويقومون بتزيين الشوارع بأضواء ملونة وزينة جميلة تعبر عن العيد لذلك أصبح هذا بمثابة التقليد السنوي لسكان الحي».

وشرح المختار الواقع الخدمي للحي فقال: «الخدمات في الحي جيدة حيث يوجد اهتمام ومتابعة دائمة من قبل مجلس المدينة والمحافظة تتميز بشوارعها النظيفة بشكل دائم إضافة إلى وجود حدائق ومسطحات خضراء كثيرة تعادل خمس مساحة الحي كما أنشئ حديثاً حدائق لألعاب الأطفال، كذلك قامت المحافظة بتوسيع الكورنيش الشرقي ليصبح أربع مسارات».

مختار الحي

وأوضح حالة السكان الاجتماعية والمادية قائلاً: «سكان هذا الحي من ذوي الدخل المحدود حيث معظم السكان موظفون كما يوجد من يعمل بالتجارة لذلك فالحالة المادية متوسطة».

وقام موقعنا بلقاء المعمر "عبد الله الحيلوني" الذي قال: «كنت من أول الناس الذين عاشوا في هذا الحي حيث قمت بشراء أرض قبل ثلاثين عاما وبنيت هذا البيت الذي مازلت أعيش فيه».

وفي السياق ذاته قال: «كانت الحارة عندما جئت إليها خالية من الأبنية ذات الطبقات المتعددة فكانت البيوت كلها عربية ومعظم الأراضي في الحي خالية ويوجد فيها أشجار ومزروعات عديدة وزاد عدد السكان فيما بعد، وأصبحت المنطقة تستقطب الكثيرين من العائلات الحديث فتشكل خليطاً من الناس من كل الطوائف والشرائح الاجتماعية وبدأت المباني تزداد إلى أن أصبح الحي من أجمل أحياء "حمص" إن كان من جهة التنظيم أم التآلف الاجتماعي».

والجدير بالذكر أن حي "الأرمن" يمتد من شارع "8 آذار" غرباً حتى "فيروزة" جنوباً وإلى "زيدل" شرقاً وشمالاً شارع "عبد الرحمن الداخل" ويعتبر الحي نموذجاً لأهل "حمص" بتعايشهم وطيبتهم.