الرسم قديماً عرفه الإنسان ومن خلاله استطاع أن يعبر عما يجول بداخله من مشاعر وأحاسيس وأن يصف الأشياء التي يراها عبر تصويرها، مستعيناً بألوان تحاكي الواقع أو تبني مساحة للخيال من خلال الإشارة إلى حالة معينة، إنه علمٌ قائم بحد ذاته، ويعتبر إحدى طرق الاتصال الأولى بين البشر.

eHoms التقى الرسام "شادي عباس" وهو أحد الرسامين الموهوبين الذي مارس هوايته بالفطرة دون الحاجة إلى تعلمها، وفي مرسمه الزاخر بلوحاته المتميزة كانت بداية حديثنا معه.

  • بدايةً مكاذا تخبرنا عن مصادرك في الرسم؟
  • حلم وردي

    ** إن أول مصادري عشقي للرسم وثقتي الكبيرة به فمن خلاله تستطيع أن تقول ما شئت دون وجود حواجز أو محظورات، فمجال التعبير مفتوح أمام الرسام، وفي الغالب تعتمد على الإحساس أو ما يدور داخل الذات، كما أن حياتنا التي نعيشها بكل ما تحويه من تناقضات وهموم وأحوال الناس تغذي بشكل أو بآخر مخيلة الفنان، كل شيء أراه أعتبره مصدراً وهنا تبدأ مرحلة تصوير هذه الأحاسيس وخلقها ضمن لوحة تحكي القصة بالطريقة التي يريدها الفنان وبالطريقة التي يرغبها أو يراها الناس.

  • عملك في الرسم يعتمد على مدرسة أو نوع معين؟ أم إنك لا تتقيد بهذه التصنيفات؟
  • ** في الحقيقة أنا لست أكاديمياً وبالتالي فرسوماتي لا تخضع لهذه التصنيفات بشكل محدد، فعندما تنظر إلى لوحاتي ربما تجد العديد من الأنواع والمدارس، تستطيع القول إنني أرسم بشكل شامل، لا يوجد نوع محدد أعتمده، وربما هذا يجعلني أشعر بأنني قادر على التعبير عن الحالة التي أريدها بما يتوافق مع النوع الأفضل لما أريد رسمه، إلا أنّني في الغالب أعتمد في لوحاتي على الترميز من خلال رسم مشاهد واقعية وترك العنان لخيال المشاهد في تفسير وإكمال القصة.

  • ما رأيك في الرسوم الكاريكاتيرية؟
  • ** الرسوم الكاريكاتيرية تعطيك مدى غير محدود للتعبير، وهي برأي أقوى أنواع الرسوم فأنت ترصد الواقع وتحكي آلاف الكلمات من خلال رسم كاريكاتيري، وأنا لدي تجربة لا بأس بها في هذا المجال.

    * ما هي ميولك في الرسم؟

    ** أميل إلى اللوحات التي تعبر عن الإحساس، إلا أن أغلب اللوحات التي أرسمها هي عن الطبيعة وذلك بسبب الناحية المادية ( باعتبار اللوحات هي مصدر رزقي الوحيد) فلوحات الطبيعة تتطلب زمناً أقل في إنجازها، وهي المطلوبة في الغالب من قبل الناس بسبب سعرها الرخيص، فبعض الناس يهمهم اقتناء لوحة لمجرد أنها لوحة دون الغوص في تفاصيلها وهذا ما يدفعهم إلى البحث عن لوحات غير مكلفة.

  • كيف ترى مستقبل الرسم في حمص؟
  • ** هناك بعض الصعوبات وأقولها بأسف.. لا يوجد تقييم للوحة بالمعنى الكامل وهناك عوامل عديدة تلعب دورها في هذه الحالة وأعتقد أن من أبرزها أصحاب المحال التجارية، فالتاجر يتحكم في سعر اللوحة، وفي الغالب يسوق للنوع الرخيص الثمن، كما أن تقييم الناس للوحة يأتي على أساس ثمنها، إضافةً إلى تأخر الإعلان عن معارض الهواة، وصعوبة الشروط الموضوعة للمشاركة في المعارض ومن بينها الحصول على شهادة أكاديمية وهو ما يتعارض مع الموهبة، ولكن على الرغم من هذا فإنّ حمص تضم عدد كبير من الرسامين المتميّزين وهو شيء يبشّر بالخير وينبئ بمستقبل متميّز للرسم في حمص.

  • أخبرنا عن مشاركاتك في معارض الرسم..
  • ** لي مشاركة واحدة في معرض رسوم كاريكاتيرية في صالة النادي العمالي في حمص، حيث ضم /25/ لوحة تحت عنوان "من وحي الشطرنج" بمشاركة فنان آخر "حسين الحسن" واللوحات تحكي عن واقع الشطرنج وصعوباته المريرة. وحالياً أستعد للمشاركة بمعرض في نادي السلمية وهو أيضاً خاص بالشطرنج.

  • هل عملك في الرسم محصور في اللوحات؟
  • ** حالياً.. لا .. فقد تم تقديم عرض لي من جمعية الورود الصغيرة لرعاية وتأهيل الاحتياجات الخاصة (وهي تابعة لمدينة حلب) بمشاركة الكاتب "منار معماري" لتقديم بعض الرسومات اليدوية ضمن كتب خاصة بالأطفال، وقد أنجزنا عملين هما (درهم وقاية، وزهرة الشمع) وهذه الكتب تقدم للطفل معلومات صحية في قالب قصصي تعليمي مرفقة بمجموعة من الرسوم اليدوية التي تساعد الطفل في فهم موضوع الكتاب وتقريبه إليه.

    * لماذا الرسوم اليدوية؟

    ** هي من أروع الرسوم وأنا صراحةً أهوى هذا النوع من الرسوم بشكل كبير حيث إنها تعطي معنى للّون، ما يشد انتباه الطفل ويوسع خياله، على خلاف الرسوم الجاهزة المعلبة التي تتناسخ في العديد من الكتب وتعطي صوراً مشوهة، فالرسم ضمن القصة ضروري لكونه يخدم الفكرة والرسم اليدوي مثل رائحة الزهرة الطبيعية أما الرسم الجاهز أو رسم الكمبيوتر فهو أشبه بالزهرة الاصطناعية التي تفتقر إلى الإحساس والتعبير.

    من الجدير بالذكر أن الرسام "شادي عباس" من مواليد حمص /1979/ ومن ساكنيها، يعمل في مجال الرسم منذ عام /1999/ ويمارس هذه الهواية بالفطرة دون تعلمها على الرغم من حصوله على الشهادة التي تؤهله لدراستها أكاديمياً إلاّ أن الظروف حالت دون ذلك، كما أنه حائز بطولة حمص للشطرنج لعام /2008/.