نشأ في أسرة تنظم الشعر وتتغنى بالزجل فوجد نفسه في الشعر المحكي (الزجل) هذا النوع من الشعر الذي يحظى باهتمام الكثيرين وتطرب النفس لسماعه، فما كان منه إلا أن كرّس وقته لكتابة الزجل.

eHoms التقى الشاعر "أنور فياض" الذي يعتبر من أهم شعراء قرية "ربلة" في كتابة الزجل وإلقائه وكان لنا الحديث التالي معه:

* كيف بدأت قصتك مع الزجل؟

** الزجل يمشي في دمي منذ الطفولة، فوالدي وأقاربي يكتبون الزجل ولا أنسى أبداً تلك الليالي التي كانوا يجتمعون فيها ويتغنون بالزجل، فكبرت وكبر حبي وتعلّقي بهذا النوع من الشعر، ثم إنّ للزجل جمالية خاصة في التعبير تتعدى الحواجز التقليدية وتدخل في أعماق النفس فقد وجدت نفسي في الزجل وعطائي به يتجدد بشكل تلقائي لذا بدأت منذ بداية التسعينات بكتابة الزجل وكان وقتي كله مكرّس له.

الشاعر أنور فياض

  • بماذا يتميز الزجل عن الشعر التقليدي؟
  • ** الزجل كالشعر التقليدي موزون، إلا أنه يأخذ شعبية أكبر فطريقة نظمه التي تتبع نغمةً موسيقية أعطته هذه الشعبية، فيدخل الروح ويسحر السامعين، ربما كان للشعر التقليدي وقعاً أكبر في المحافل الرسمية ولكن الناس في مناسباتهم الخاصة وأفراحهم الشعبية وأستطيع القول أنه حتى في بعض المناسبات الرسمية فهم لا يجدون ما يفرحهم ويدغدغ أرواحهم سوى الزجل، كما أن الزجل له أنواع عديدة مرتبطة بقصة أو حكاية وهذا ما يكسبه صفة التجديد وأنا صراحةً أجده أقوى من الشعر التقليدي.

    في منزل الشاعر

  • ذكرت في حديثك أن الزجل أنواع، ماهذه الأنواع ..؟
  • ** أنواع الزجل كثيرة منها: "المعنَّى" والبيتين التاليين يعبران عن معناه:

    يا "ربلة" ضيعتي الــ كلّك لطافي

    عطاكي الرب من عندو العوافي

    خلقلك نهر قبل الأبجديّي

    بلّش بالصخر ينحت قوافي

    وهناك "الشروقي"

    يا رب دخلك كفى حاجي عذابي تزيد

    قلبي جريح الهوى وما أصعب علاجو

    ما زال ولفي الحلو بيضل عنّي بعيد

    بيبقى حنيني أنا مستنفرة مواجو

    و"القرّادة"

    لا تروحي عني لبعيد قلبي بيخاف عليكي

    ما بيشعر بليالي العيد إلاّ بلمسة إيديكي

    و"الموشّح"

    الريشة بدمعة عينيكي

    تكتب وتقول

    اشتاقت مدرستك ليكي

    وحن المريول

    و"العتابا"

    نحنا كتابكم لما درسنا

    تعذب قلبنا وسوّس ضرسنا

    أكلتوا الحصرم ونحنا ضرّسنا

    وصرتوا تحاكمونا ع السبب

    و"الميجانا"

    دخلك عليّ ليش إنتي حاملي

    بقلبك يا ليلى وسيف ماضي حاملي

    نسر البلاغة والمعنّى حاملي

    وقّف ع إيدي وصار يكسّر ميجانا

  • قلت أن هناك لكل نوع قصة معينة يرتبط بها، ماذا عن العتابا والميجانا؟
  • ** العتابا والميجانا في الحقيقة هما شقيقتان من مصر، وعتابا متزوجة من رجل يعمل في الزراعة، فكانت كثيرة التذمر والشجار مع زوجها، وكان زوجها عندما يفقدها لا يجدها في البيت، فقال لها أول بيت عتابا وهو التالي:

    ببيتا ليش ما بتقعد عتابا

    ويا ربي ما أكتر نقارا وعِتابا

    حجار البيت قالتلي وعتابا

    عتابا طالقا بالتلاتة

    وقد أخبر أختها ميجانا بما جرى قائلاً:

    طلّق عتابا اليوم صهرك ميجانا

    وبعد أن سمع الناس بالقصة وبهذه الأبيات التي نُظمت لأجلها، أطربهم سماعها وباتت نوع مميز من الزجل، ثم طوّرت في لبنان وأصبحت تنتهي بالباء لما يمتلك هذا الحرف من جمالية في الزجل.

  • بمن تأثرت من شعراء الزجل، ولمن تكتب؟
  • ** أكثر من تأثرت بهم الشاعر "رفعت مبارك" وهو يكتب العتابا والشروقي، وأيضاً الشاعر "زغلول الدامور" وهذا أعطاني دفع كبير في الشعر الزجلي. يومياً أكتب الزجل وليس هناك أشخاص محددين أو مناسبات معينة أكتب لها بل أكتب وأعطي للجميع فهناك العديد من المطربين الشعبيين الذين أعطيهم بعض القصائد الزجلية، كما أعطي الأطفال بمناسبات الأعياد, بالإضافة إلى المشاركة والإلقاء في المناسبات الوطنية والدينية والأفراح الشعبية، فالزجل عندي يشمل كل ما ذكرت.

  • ما عناوين الأعمال التي أنجزتها؟
  • ** "أعراسنا" ويضم قصائد زجلية عن العادات والتقاليد وهو قيد النشر.

    " قصائد زجلية – وطنية – تحدي بالشعر" وهو أيضاً قيد النشر.

    وأخيراً من القصائد الوطنية اختار لنا الشاعر أنور فياض هذه الأبيات:

    يا سورية يا مرجع للعروبي

    انتبهي من عمالي خربطونا

    الأجانب جوّزونا وطلّقونا

    إذا من دينهم بيحاكمونا

    هنّي اللي قسّمونا وأخّرونا

    الأجانب يا عرب عم ينهبونا

    إذا ما بيرحلوا وبيتركونا

    وإدعي شيخنا وإدعي أبونا

    العراقي والفلسطيني أخونا

    وحتى للمبادي ترجعونا

    من الحد الشمالي للجنوبي

    جابوا العار إلنا والعيوبي

    وع كيفن فصّلوا جهاز الخطوبي

    وعلينا بيفرضوا حظر وعقوبي

    وزرعوا التفرقة بكل الشعوبي

    وإدانتهم عم تشكّل صعوبي

    لخلّي النار تشعل بالرطوبي

    لحتّا يرسموا كل الدروبي

    بذات الخندق بيوم الحروبي

    يا أمّا عالغرب هبوا بثورة

    يا أما بتنتهي كل العروبي.