أصبحت سوق البالة في "حمص" محط أنظار عدد متزايد من المواطنين ذوي الدخل المحدود بخاصة مع توفر البضائع في هذا السوق المزدحم و(البالة) أو الملابس الأوروبية المستعملة..

هو اسم لمسمى واحد بات اليوم منتشرًا ونشطا ولا سيما في مواسم الأعياد، ومواسم الانتقال بين الفصول، إذ توفر هذه الأسواق الملابس والأحذية وحتى الألعاب بنوعية جيدة وأسعار أرخص بكثير من السوق العادي. و"شارع حمام الباشا" المعروف في مدينة "حمص" بسوق البالة الذي يعرف بكثرة مرتاديه، في 13/8/2008 وفي هذا السوق تجول eHoms ليرصد لكم حال وآراء الزبائن وأصحاب المحال.

أنا لا أحب ملابس البالة حتى لو أن بعضها مازال يحمل ورقة الإنتاج فبمجرد شعوري بأن شخصاً آخر قد استعملها، فإنني أستبعد الفكرة بشرائها مباشرةً، وأفضل الملابس الجديدة كونها تُجاري الجديد في الموديلات والألوان

التقينا في البداية بالسيد "ماجد عبد الله" صاحب متجر والذي حدثنا قائلاً :«البالة هي بضائع معروفة في كافة دول العالم ولها تجارة خاصّة بها، فهي تقوم بأوجه عدّة وأشهر هذه الأوجه يتم بالشكل التالي: (الدول الكبيرة وذات الإنتاج الصناعي الواسع، تخصص أكياس معينة في الأحياء وعليها شعار خاص يدّل على الملابس القديمة أو الفائضة عن المحال، وبعد ملئها تجمع لتعطى للجمعيات الخيرية وهذه الأخيرة بدورها تبادلها بقيمة نقدية معينة ومتفق عليها مع التجار الذين يبيعونها لشركات خارجية في دول أخرى، وهذه البضائع تقسّم إلى نمر أو عيارات وتوزّع على التجار المحليين بأشكال طرود مغلقة فنأتي نحن ونشتري البضائع حسب حاجتنا وحسب المكان والحي.

فالبالة منها ما هو جديد ومرفق بورقة الإنتاج ويدعى "بالسيل" وهذه تكون أسعارها مرتفعة حتى بالنسبة لنا، وبعض الزبائن يرغبون بها أكثر من غيرها أما بعضهم الآخر يحبذ الملابس ذات الأسعار المنخفضة وهي النوع الآخر من البالة، ولذلك يكون علينا تحديد ما نريده من البضائع».

أما عن نوعية البضائع وأسمائها يضيف: «إن كل نوع من أنواع البضائع لها اسم وكمثال منها ما يدعى (رمج نايلون) وهي ملابس قطنية، ولكل فصل نوع رائج، ففي فصل الشتاء نكثر من الملابس الجلدية و(الستر الدبل فيس) وكل نوع منها يأتي بشكل منفصل دون خلط وبطرود مختومة أما البضائع المكروهة بالنسبة للبائعين هي (البنطلون) لأنها غير مرغوبة وأسعارها مرتفعة. إلا أن أغلب الطبقات تشتري من سوق البالة على الرغم من غنى بعضها، ومنهم من يأتي علانية بعكس من يشعر منهم بالارتباك حتى أنني أصادف حوادث طريفة حول خجل البعض من شرائه ملابس البالة».

وماذا عن آراء الزبون المرتاد للسوق؟؟

"سيما ملحم" طالبة سنة ثالثة هندسة مدنية تقول: «أستطيع أن أقول أن لدّي إدمان على سوق البالة وذلك لعدّة أسباب أولها أنني أجد فيها تميزاً عما يوجد في السوق من ملابس، فأنا أحس أن القطعة الجميلة أو الموديل الرائج ترتديها نصف فتيات البلد ولكن بألوان مختلفة ويظهرن كنسخ متنقلة، إضافة إلى البساطة في الشكل والتصميم والقياس مما يجعل القطعة مريحة وعمليّة والأهم أن سعرها منخفض وبحدود المعقول ويستطيع الشخص ذو المدخول المتوسط ولاسيما طلبة الجامعات من شراء عدة قطع بسعر قطعة واحدة، وأنا شخصياً أفضلها على غيرها».

"نيرمين فرح" طالبة سنة ثانية أدب انكليزي فكان لها رأي مغاير تماماً: «أنا لا أحب ملابس البالة حتى لو أن بعضها مازال يحمل ورقة الإنتاج فبمجرد شعوري بأن شخصاً آخر قد استعملها، فإنني أستبعد الفكرة بشرائها مباشرةً، وأفضل الملابس الجديدة كونها تُجاري الجديد في الموديلات والألوان».

أما الشاب "ربيع موسى" فعبّر عن رأيه قائلاً: «أتجول باستمرار في سوق البالة وأكثر ما يلفت نظري الأحذية والجلديات، فالأحذية متينة ومريحة وذات مقاييس كبيرة لا توجد في أغلب متاجر الأحذية الجاهزة دون توصية سابقة، وهي في نفس الوقت ذات أسعار مقبولة، أما الجلديات فأنا أبحث عنها خصيصاً في سوق البالة».