على طول 56 كيلومتراً يمتد طريق الحرير الذي سجل أجمل الذكريات مع أهل الريف، فقد حمل على متنه خيرات المنطقة من "عامودا" إلى "الحسكة" وبالعكس، حتى شابه في معطياته طريق الحرير الشهير.

مدونة وطن "eSyria" انتقلت مع من عاصروه إلى الزمن الجميل، الذين سافروا عبره بوسائط نقلهم البدائية، والتقت بدايةً مع الحاج "طه سليمان مرعي"، فقال: «مذ كنا أطفالاً عاصرنا هذا الطريق، فهو الوجهة الوحيدة للوصول إلى المدن؛ إذ إنه يمر عبر تجمعات كثيرة من القرى المتناثرة في الريف الخيّر، كنا نسلكه مرة على الأقل في الشهر؛ مستقلين العربات التي تجرها الأحصنة أو البغال، وأحياناً أخرى كان عدد المرات التي نسلك فيها الطريق تزيد على عشر مرات، خصوصاً في أوقات المواسم وتنوعها في الجزيرة، وقتها كان الطريق ترابياً بالكامل، وكانت المسافة التي أقطعها من القرية إلى المدينة تصل إلى 50 كيلومتراً، ويستغرق الوصول إلى المدينة 10 ساعات من السير المتواصل، هذا في حال كانت الرحلة سيراً على الأقدام، أما في الشتاء فأذكر أنني خرجت ذات يوم من الساعة السابعة صباحاً ووصلت إلى المدينة في الثانية عشرة ليلاً».

أن الطريق كان يخدّم تجمعات وقرى كثيرة، وقد ساهم هذا الطريق في نقل الكثيرين من سكان القرى، وأكثر الفئات التي استفادت منه هم الشباب، فبعد أن ينهوا دراستهم الابتدائية التي توفرها المدارس المنتشرة في القرى، كان الطلاب يركبون "البوسطة" كل صباح ليذهبوا إلى المدينة، واليوم هم من وجوه المجتمع ومفاصله الحيوية، فلا يمكن وصف هذا الطريق بكلمة طريق فقط، بل هو شريك في الحضارة والازدهار الذي عرفته المنطقة، ومع كثرة الطرق التي تشق المحافظة هذه الأيام، يبقى لطريقنا ذكريات جميلة ما زالت حاضرة إلى يومنا هذا

ويتابع: «كانت النسوة يتجمعن على الطريق ومعهن ما جادت به الأرض، وأغلب ما يتم عرضه للبيع أو النقل، هو "العكوب، والبصل، والرشاد، والقنيبرة" وبعض المواد الغذائية من فصيلة الحشائش التي تنمو في فصل الربيع، وكان أصحاب العربات يقومون بشراء هذه المواد ونقلها عبر الطريق إلى المدينة، ومن الحالات اللافتة التي كان يتميز بها هو "البوسطات"، فقد كان الراكب ينزل منها بعد أن يصل إلى وجهته حاملاً معه ربع كيلوغرام من الأتربة، في عام 1968 تم تزفيت الطريق وتأهيله لنقل كل هذه الخيرات، ثم تطور الطريق وتطورت وسائط النقل حتى وصل إلى ما هو عليه الآن».

طريق الحسكة - عامودا

بدوره بين الحاج "محمد قاسو" من سكان قرية "سيد علي": «أن الطريق كان يخدّم تجمعات وقرى كثيرة، وقد ساهم هذا الطريق في نقل الكثيرين من سكان القرى، وأكثر الفئات التي استفادت منه هم الشباب، فبعد أن ينهوا دراستهم الابتدائية التي توفرها المدارس المنتشرة في القرى، كان الطلاب يركبون "البوسطة" كل صباح ليذهبوا إلى المدينة، واليوم هم من وجوه المجتمع ومفاصله الحيوية، فلا يمكن وصف هذا الطريق بكلمة طريق فقط، بل هو شريك في الحضارة والازدهار الذي عرفته المنطقة، ومع كثرة الطرق التي تشق المحافظة هذه الأيام، يبقى لطريقنا ذكريات جميلة ما زالت حاضرة إلى يومنا هذا».

من جانبه قال مدير الخدمات الفنية المهندس "أحمد السالم": «يمتد الطريق على مسافة 56 كيلومتراً، ويبدأ من مدخل مدينة "الحسكة" إلى مدخل مدينة "عامودا"، ويبلغ عرض القارعة الإسفلتية 8 أمتار، ويصل عرضه مع "البانكيت" إلى 12 متراً، ويخدم الطريق أكثر من 300 قرية تمتد على جانبيه، كما يتفرع منه عدة طرق تصل إلى عمق الريف الشمالي باتجاه الغرب والشرق، على اعتبار أن الطريق يمتد من الجنوب إلى الشمال، ويصنف من الدرجة الثانية لكونه لا يرقى إلى مواصفات الطرق الدولية، وينتصب على امتداده ما يقارب الـ300 شاخصة مرورية، وقد تم إنشاؤه من مادة المجبول الإسفلتي وتجري عليه صيانات دورية، تم تأهيل هذا الطريق عام 2000 ليبدو على هيئته الحالية، مع العلم أن هذا الطريق من أقدم طرق المحافظة، وقد تم إنشاؤه في بداية الأمر بعرض 6 أمتار، وتم الانتهاء من كامل عمليات التأهيل عام 2009، وها هو اليوم يخدم منطقة كبيرة جداً من التجمعات الريفية، ويساهم في نقل محاصيل مناطق الاستقرار الأولى والثانية؛ إلى مراكز التسويق، وما زال من أكثر الطرق الطويلة ازدحاماً».

الطريق من الفضاء