يُعد من أقدم وأهم الشوارع في مدينة "القامشلي"، فعلى جنباته ولدت الحركة الصناعية وانتشرت الحوانيت، وهو نقطة تواصل مع العديد من الشوارع الرئيسية في المدينة.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 19 أيلول 2014، زارت شارع "زكي الأرسوزي" في مدينة "القامشلي"، وتعرفت على خصوصيته وأهميته من خلال عدد ممن يعرفون حقيقته وطبيعته، وكانت البداية مع السيد "كيفورك خاجو" الذي أكّد حيويته من خلال حديثه التالي: «منذ عشرات السنين وأنا أملك حانوتاً للحدادة في هذه المنطقة وضمن هذا الشارع، ومثلي العشرات والعديدون، فكانت المنطقة صناعية بكل ما تعنيه الكلمة، وتواجدت خلال فترة من الزمن كل الحرف والمهن على جنبات هذا الشارع، وذلك قبل الانتقال إلى المنطقة الصناعية على أطراف المدينة من الجهة الشمالية، فهنا كانت المنطقة الصناعية، وهنا كان الإبداع والتصنيع والإتقان، وأبناء المدينة وأهالي جميع المناطق التي تتبع للمدينة كانوا يتجهون إلى هذا الشارع لإنجاز موادهم وتجهيز أدواتهم الصناعية وغيرها، وحتّى اليوم تحافظ المنطقة ويحافظ الشارع على خصوصيته وأهميته؛ فهناك عشرات الحوانيت والعديد من المهن والحرف والأدوات التي تتواجد فيه، ولذلك يتبين للزائر مدى عراقة وقدم الحوانيت، ونحن أيضاً باتت لنا علاقة حب وتواصل وارتباط بالمنطقة، ولا نستطيع مفارقتها أو تركها مهما كانت الظروف والأسباب، حتّى أيام العطل والراحة نأتي إلى المنطقة ونجلس على جنبات الشارع نتسامر ونتحاور مع الجيران وأهل المنطقة الذين يجمعنا معهم عمر يتجاوز الخمسين عاماً».

يعد الشارع من أهم وأقدم شوارع المدينة، وولادته بعمر ولادة المدينة، فإضافة إلى امتداده بطول 2222 متراً فإن عرضه يصل إلى عشرين متراً، وعلى جانبيه رصيف مزين بـ"بلوك الإنترلوك"، والشارع يحظى بكل الخدمات التي تعطيه الجمالية والتميّز والنظافة، بوجود الرصيف وشبكة ري حديثة ومتطورة

أمّا السيّد "عمّار سيد المحمود" وهو أحد سائقي الحافلات، فبيّن العمر الذي يجمعه بالشارع من خلال حديثه التالي: «عشرون عاماً بالتمام والكمال هي السنوات التي تربطني بهذا الشارع، يومياً أمر عليه ذهاباً وإياباً، قادماً من القرى التي تقع في منطقة "تل حميس" التي تبعد عن "القامشلي" 45كم، وعند الظهيرة أجد العودة من خلال شارع "زكي الأرسوزي" إلى القرى التي أتيت منها، هو من الشوارع المهمة، فالقادم من تلك المناطق لا يستطيع الوصول إلى السوق إلا عبر بوابته، وهو يلتصق بأحد أهم الشوارع في مدينة "القامشلي" وهو شارع الحزام، إضافة لتقاطعه مع عدة شوارع مهمة في المدينة كـ"الوحدة، الكورنيش، القوتلي"، ومع الكثير من الشوارع الفرعية، يحظى بالعناية والاهتمام والصيانة الدورية، وهو من الشوارع التي يوجد فيها كثافة سكانية كبيرة، فالمنطقة صناعية وتجارية، ومن هنا جاءت أهمية وخصوصية الشارع».

الالتقاء مع شارع الكورنيش

الباحث التاريخي "جوزيف أنطي" تحدّث من نظرته التاريخيّة عن بعض جوانب خصوصية ذلك الشارع من خلال حديثه الآتي: «يشكل الشارع لمجتمع المنطقة ككل علامة مهمة، فهو نقطة اجتماعية، فعلى امتداده يتم عقد الجلسات وحلقات الاجتماعات والمشاورات، وبما أنه منطقة تجارية وصناعية، فكل الناس من منطقة ما ومن أغلبية أحياء المدينة وحتّى من القرى المجاورة تم بينهم التعارف والتزاوج والتقارب، ولكل واحد حانوت، ولذلك يتواصل الجميع مع بعضهم بعضاً ويرسمون لوحة اجتماعية قل نظيرها على مستوى المنطقة، عدا موقع الشارع الاستراتيجي، حيث إن التقاءه بأكثر من شارع حيوي أعطاه خصوصية مهمة، وعلى امتداده يتواجد أكثر من دوّار، وعدد من المدارس التابعة للتربية، وتتفرع منه شوارع كثيرة تؤدي إلى كافة أحياء مدينة "القامشلي"».

رئيس قسم الطبوغرافية في مجلس بلدية "القامشلي" السيّد "محمود حساني" تحدّث عن بعض مزايا الشارع قائلاً: «يعد الشارع من أهم وأقدم شوارع المدينة، وولادته بعمر ولادة المدينة، فإضافة إلى امتداده بطول 2222 متراً فإن عرضه يصل إلى عشرين متراً، وعلى جانبيه رصيف مزين بـ"بلوك الإنترلوك"، والشارع يحظى بكل الخدمات التي تعطيه الجمالية والتميّز والنظافة، بوجود الرصيف وشبكة ري حديثة ومتطورة».

الباحث جوزيف أنطي