قد لا يعرفه كثيرون من أبناء مدينة "الحسكة"، وحكماً لا يعرفه أبناء المحافظة باسمه الأصلي "جمال عبد الناصر"، فقد ألفه الناس باسم "شارع الجامع"، إلا أنه الشارع الذي يلبي حاجات الكثيرين من الزبائن "الطيارة"*.

مدونة وطن "eSyria" وفي محاولة لتوثيق سورية الجميلة مرت من هذا الشارع، فاستوقفت عدداً من الأشخاص للتعرف على ماهيته وخصوصيته لدى أبناء المدينة، فجرى الحديث مع السيد "طوني الياس" أحد أصحاب محال بيع الهواتف الخلوية المواجهة للجامع الكبير بتاريخ 14 آب 2014، فقال: «يعد هذا الشارع من أكثر شوارع المدينة ازدحاماً ففيه يمكن أن تجد ما تبحث عنه، إذ لم يتخصص هذا الشارع بسلعةٍ معينة أو حرفةٍ أو مهنة، ومما يساهم في ازدحام الشارع وجود "الجامع الكبير" في وسطه، الأمر الذي يجعل المتسوقين يرتادونه من كل السوق لأداء الصلوات، ثم يخرجون ليتبضعوا ويشتروا حوائجهم، ويساهم هذا الشارع في تأمين فرص عملٍ كثيرة للشباب، حيث يتحلّق حول المسجد أكثر من 50 بائع بسطة يؤمّنون قوتهم اليومي من الزبائن "الطيّارة"».

أن وجود المسجد في هذا المكان يعد السبب الأول من أسبابٍ عديدة أعطت للشارع أهميته، فموقع الشارع وامتداده الذي يزيد على 300 متر؛ هما من الأسباب التي تزيد من أهميته وتعطيه بعداً اقتصادياً، إضافةً إلى اتصاله بعدد كبير من التفرعات التي تصل مباشرةً إلى شارع "فلسطين" الحيوي، كما أن بدايته تكون من نهاية شارع "القامشلي"، أما نهايته فتكون مع بداية سوق الهال القديم؛ كل هذه الأمور تجعله من الشوارع الأكثر أهمية إن لم نقل الأهم

بائع بسطة الخضار الشاب "محمد عبد السلام" يرى «أن وجود المسجد في هذا المكان يعد السبب الأول من أسبابٍ عديدة أعطت للشارع أهميته، فموقع الشارع وامتداده الذي يزيد على 300 متر؛ هما من الأسباب التي تزيد من أهميته وتعطيه بعداً اقتصادياً، إضافةً إلى اتصاله بعدد كبير من التفرعات التي تصل مباشرةً إلى شارع "فلسطين" الحيوي، كما أن بدايته تكون من نهاية شارع "القامشلي"، أما نهايته فتكون مع بداية سوق الهال القديم؛ كل هذه الأمور تجعله من الشوارع الأكثر أهمية إن لم نقل الأهم».

شارع الجامع من جهة ساحة الرئيس

وبيّن السيد "محمود الحاج" «أن الشارع ابتعد كثيراً عن الاسم بسبب ما يقدمه من خدمات، فهو ملتقى الناس اليومي على اختلاف طلباتهم، حيث يعد التنوع الذي يتحلى به الضامن الأكبر لزيادة عدد المارين فيه، فيمكن أن يحمل صفة شارع العبادة في أوقات الصلوات، ويجوز تسميته بسوق الهال الصغير بين فترة الصباح والظهيرة، أما في كل الأوقات فهو الشارع المتكامل الذي يؤمن أغلب حاجات المتسوقين، علاوة على كونه نقطة علاَّم لأهل المدينة أو الوافدين إليها، فمنارة المسجد يمكن أن يراها القاصي والداني، وبهذا يستطيع الجميع الاهتداء إليها بمجرد أن يرفعوا أعينهم إلى السماء».

بدوره قال رئيس مجلس المدينة القاضي "بسام العفين": «إن شارع "جمال عبد الناصر" هو من الشوارع الأكثر أهمية وحيوية في المدينة، حيث يمتد من ساحة الرئيس غرباً إلى سوق الهال القديم شرقاً، ويبلغ طوله نحو 300 متر، ويعمل باتجاهٍ واحد من الغرب إلى الشرق، ويعمل المجلس على تخديمه وفق أعلى مستوى نظراً للاكتظاظ الذي يشهده طوال فترة النهار، ويتصل بعدد من الشوارع الفرعية التي تصله مع شارع "فلسطين" شمالاً وشارع الخدمات الفنية من الجهة الجنوبية، ومن أهم معالمه مسجد "معاذ بن جبل" فهو أقدم مسجدٍ في المدينة والوحيد ضمن المركز، كما يضم عدداً لا بأس به من المؤسسات الخدمية، منها: مجلس المدينة والتأمينات والمعاشات، ومديرية الأوقاف، ومديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وفيه أقدم ساعةٍ في المدينة إضافةً إلى وجود المكتبات المدرسية والجامعية والمحلات التجارية والصيدليات والمطاعم، وأقدم مقهى في المدينة إضافة إلى محلات الألبسة ومختبرات التصوير الفوتوغرافي. ومن المستجدات التي شهدها الشارع انتشار باعة البسطات بالقرب من المسجد الكبير؛ نظراً لكثرة مرتاديه وبالتالي تحقيق نسب بيع كبيرة لأصحاب البسطات وخلق فرص عمل جديدة ومتنوعة».

شارع الجامع من الفضاء

  • الزبائن الطيارة: مفردها "زبون طيار" وهو الزبون الذي يشتري مصادفةً إذا مر بالشارع وليس زبوناً دائماً.