من أقدم الطرق التي شهدت ولادتها المنطقة، ويتميّز بمزايا عديدة وكثيرة، أهمها أنه يصل إلى أبعد نقطة في القطر، ولذلك يحظى بالرعاية والعناية دائماً.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 20 شباط 2014، وخلال جولتها على الطريق العام المنطلق من مدينة "القامشلي" مروراً ببلدة "عامودا" وانتهاءً بالعاصمة "دمشق"، وقفت عند عدد من أهل المنطقة للحديث عن الطريق وأهميته وكانت البداية مع أحد كبار السن السيّد "شيخو محمد سليم" الذي تحدّث عن بعض مزاياه، فقال: «حسب ذاكرتي فإنه من الطرق القديمة جدّاً على مستوى المحافظة، ويعود عمره إلى ما قبل الخمسينيات بكثير، ومرّ بمراحل كثيرة حتّى انتهى بالتعبيد بشكل رسمي ليكون أتوستراداً عاماً ومهمّاً، وأتذكر أن هذا الطريق كان دليلنا للوصول إلى القرى المجاورة وإلى بلدة "عامودا" وإلى أبعد من ذلك، وكنّا نسير عليه في الماضي للوصول إلى المطحنة المائية بعد عدة كيلومترات من "القامشلي"، وهي الآن فرصة لنعيد معاً تلك الذكريات الجميلة فكنّا نجلس على جنباته ونشرب الشاي ونتناول الطعام عند مسير طويل، وظل محافظاً على أهميته حتّى اليوم والدليل بعض المنتجعات الترفيهيّة على جنباته وقضاء الأهالي رحلاتهم وسيراناتهم على أطرافه وعلى الساحات الخضراء التي تمتد من مدينتنا وصولاً إلى "عامودا" وأبعد، ولأن الحركة لا تتوقف عليه فيتواجد على طرفيه العديد من محطات الوقود والاستراحات، وجمال هذا الطريق أن الأراضي المزروعة بالمحاصيل الشتوية والصيفية تمتد على جنباته لتكون أجمل زينة له».

يعدّ من أهم وأقدم الطرق، وولادته بعمر ولادة المدينة، إضافة إلى طوله الذي يمتد ليصل إلى 15 كيلو متراً وعرضه إلى 76 م، وجزيرة صغيرة بعرض متر ونصف المتر في مدخل البلدتين، وداخل الجزيرة إنارة مميزة وأشجار كثيرة، وعلى امتداده ثلاثة دوّارات والشارع يحظى بكل الخدمات التي تعطيه الجمالية والتميّز، بوجود الرصيف والرديف وشبكة حديثة ومتطورة للصرف الصحي

أمّا الشاب "عيسى أحمد علي" فقال عن الطريق: «وجدنا هذا الطريق معبداً ومناراً وهو أتوستراد دولي، فمع عودتنا من مدينتي "حلب" أو "دمشق" فإن الحافلات تمر بهذا الطريق، والسير عليه يعطي هدوءاً وانتعاشاً فالكل يراقب الاخضرار والمزروعات والأشجار المتناثرة بكثرة بين "عامودا والقامشلي"، ونحن الشباب كثيراً ما نسير راجلين حتّى اليوم لنقضي وقتاً ممتعاً على جنباته ونسير لمدة تصل إلى ساعتين أحياناً، ونجلس فترة من الزمن ثم نعاود المسير نحو "القامشلي" مرّة أخرى، حتّى طلبة المدارس منهم من يفضل أن يكون الطريق ممراً له للذهاب إلى الطبيعة الخضراء والأشجار الكثيفة، ويعود من ذات الممر».

مدخل مدينة القامشلي

وكان للسيدة "عائشة حميد السليمان" حديث عن علاقة النسوة بهذا الطريق عندما تحدّثت قائلة: «أنا من قرية تقع على الطريق المذكور وتبتعد عن مدينة "القامشلي" ما يقارب 4كم، ولذلك يومياً لنا حصة من السير على جنباته سيراً أو من خلال سيارة، أمّا في فترة الربيع فبشكل يومي نجتمع - عدد من النسوة- لنجلس جلسة ما في منطقة خضراء وتقع على الطريق لنتحاور ونتناقش في المواضيع التي تهمّنا، وعلى جنباته نجني الأعشاب التي تتواجد في هذه الفترة والتي تصلح للطبخ والتناول، أمّا في الماضي البعيد فكنا نرافق أزواجنا إلى المطحنة التي تقع على بعد مسافة قريبة من هذا الطريق، وبالنسبة إلى المواد التموينية كنّا في الماضي نترافق لنجلبها من "القامشلي" بالاعتماد على أنفسنا دون سيارة ما، ولذلك كنّا نضطر للخروج من الدار في الصباح الباكر، وكان الطريق وقتها شبه خالٍ من السيارات عند الصباح، أمّا الآن ففي جميع الأوقات على مدار الساعة فالشارع لا يهدأ من كل أنواع الحافلات».

رئيس قسم الطبوغرافية في مجلس بلدية "القامشلي" السيّد "محمود حساني" تحدّث عن بعض مزايا الطريق قائلاً: «يعدّ من أهم وأقدم الطرق، وولادته بعمر ولادة المدينة، إضافة إلى طوله الذي يمتد ليصل إلى 15 كيلو متراً وعرضه إلى 76 م، وجزيرة صغيرة بعرض متر ونصف المتر في مدخل البلدتين، وداخل الجزيرة إنارة مميزة وأشجار كثيرة، وعلى امتداده ثلاثة دوّارات والشارع يحظى بكل الخدمات التي تعطيه الجمالية والتميّز، بوجود الرصيف والرديف وشبكة حديثة ومتطورة للصرف الصحي».