يعتبر من أهم وأقدم الطرق التي تربط مدينة "القامشلي" مع باقي البلدات والنواحي، ويشكّل الطريق منذ ولادته وحتّى اليوم علامة تميّز واضحة، ويحظى برعاية وعناية دائمة لخصوصيته.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 21 تشرين الثاني 2013 وقفت عند عدد ممن يعرفون خصوصية وأهمية الطريق للحديث عنه، وكانت البداية مع الحاج "محمود حامد العلي" من أبناء بلدة "الجواديّة" التي تبعد عن مدينة "القامشلي" /40/كم وقد تحدّث عنه بالقول التالي: «الفائدة الزراعية هي بالدرجة الأولى، فالطريق يمر ضمن عشرات القرى التي تعمل بالزراعة، لذلك خدمت عديد الآلات الزراعية التي تعمل بكثافة وخاصة في فترة الموسم الزراعي، إضافة إلى اختصاره الفترة الزمنية للوصول إلى العديد من القرى والمناطق، فاستغنى بذلك الكثيرون من الذهاب والإياب على الطريق الدولي، وقبل عشرات السنين هذا الطريق كان سبيلنا للوصول إلى مدينة "القامشلي" برّاً ومثلي العشرات وخاصة عندما كنّا نذهب إلى سوق الأنعام في تلك المدينة، فكنّا مع الصباح الباكر نسير على طرف الطريق للوصول إلى "القامشلي" وساعات قليلة من المتعة والسعادة على الطريق كانت كفيلة بوصولنا سيراً على الأقدام».

عدّة مرّات تمّت زيادة عرض الطريق، إضافة إلى ذلك تمّ إنشاء العديد من المعابر والجسور على طول امتداده، أمّا في عام /1998/ فقد أخذ اهتماماً كبيراً من الترميم والتعريض، وفي ذاك التاريخ تمّت إزالة الكثير من المرتفعات والمنحنيات التي كانت تحجب الرؤية ولم يكن يستحسنها السائق، ومع مرور الوقت ونظراً لكثرة وسائل المواصلات وازدحام النقل فقد أصبح ملحاً أن يتم توسيع الطريق ليصبح أتوستراداً عاماً حيث يكون الطريق للذهاب والإياب بعرض يصل إلى /60/م في مداخل البلدات تحديداً، فهذا الطريق يمر بمئات القرى إلى أن ينتهي بـ"المالكية"

أمّا الباحث التاريخي "جوزيف أنطي" فقد تحدّث عن ذلك الطريق عندما استهل حديثه بالقول: «منذ بداية بناء مدينة "القامشلي" وبعدها بلدة "المالكية" كان لا بدّ من توافر طريق يربط بين هذين المركزين البشريين في محافظة "الحسكة"، وقد بدأ تخطيط الطريق الممتد من مدينة "القامشلي" ومن ثمّ إلى بلدة "القحطانية" ومروراً ببلدات "الجوادية" و"معبدة" وبالطبع بالمرور ضمن "حقول الرميلان" وانتهاءً بقضاء "عين ديوار" إحدى أهم النقاط السياحية في "الجزيرة" السورية، وفي عام /1934/ تمّ تخطيط الطريق خصوصاً ليصل بين "القامشلي" و"المالكية" فتغير مسار الطريق قليلاً وتمت إضافات كثيرة إليه، وتحسن كثيراً لكي يخدم تجمّعات بشرية كثيرة، ويبلغ طول الطريق /90/ كم وتم تزفيته عام /1960/ بشكل كامل من نقطة البداية حتى علامة النهاية، وقبل ذلك كان مرصوفاً بالأحجار، وحتى اليوم وفي كل مرحلة من المراحل له حصة من التزفيت والترميم والتحسين».

نهاية الطريق في "المالكية"

وأضاف الباحث "جوزيف" قائلاً: «عدّة مرّات تمّت زيادة عرض الطريق، إضافة إلى ذلك تمّ إنشاء العديد من المعابر والجسور على طول امتداده، أمّا في عام /1998/ فقد أخذ اهتماماً كبيراً من الترميم والتعريض، وفي ذاك التاريخ تمّت إزالة الكثير من المرتفعات والمنحنيات التي كانت تحجب الرؤية ولم يكن يستحسنها السائق، ومع مرور الوقت ونظراً لكثرة وسائل المواصلات وازدحام النقل فقد أصبح ملحاً أن يتم توسيع الطريق ليصبح أتوستراداً عاماً حيث يكون الطريق للذهاب والإياب بعرض يصل إلى /60/م في مداخل البلدات تحديداً، فهذا الطريق يمر بمئات القرى إلى أن ينتهي بـ"المالكية"».

واختتم الباحث حديثه بالقول: «هذا الطريق له أهميّة اقتصادية كبيرة لأن المنطقة زراعية، ولكون حقول النفط في "الرميلان" تقع على جنباته إضافة إلى حقول "السويدية" للغاز، وهناك أكثر من خمسمئة "فوكس" يسير عليه لنقل الركاب، إضافة إلى ذلك هناك عشر شركات نقل أهلية، ولا يغيب عن الأذهان بأنه وفي كل قرية أصبح هناك وسيلة نقل خاصة بها، ويربط الطريق المذكور كل المناطق المذكورة بمدينة "القامشلي"، ومن أجل ذلك فإن كل مجلس بلدية يقوم بدروه بتحسين وتزفيت وترميم الطريق في المنطقة التابعة له، وإن دعت الحاجة فإنهم يتعاونون بالآليات والعمال والإشراف، الذي يسير عليه لا يشعر بالملل والأرق فالأشجار تنتشر على جنباته وخاصة بمداخل ونهاية البلدات والقرى، وبعض الأنهار وجمال المزروعات تجذب الأنظار والإعجاب، حتّى الإنارة فإنها موجودة لمسافات طويلة منه».

الباحث "جوزيف أنطي"