تمتاز محافظة "الحسكة" بشبكة واسعة من الطرق، إلا أن الطريق الواصل بين مدينتي "الحسكة" و"القامشلي" يبقى الأشهر بين هذه الطرقات من حيث عدد المارين عليه والخدمات التي يوفرها للسكان.

مدونة وطن eSyria رصدت الآراء عن أهمية هذا الطريق والتقت بداية بتاريخ 18/9/2013 "أحمد العيسى" سائق حافلة تعمل على نقل الركاب بين مدينتي "الحسكة والقامشلي" فقال: «يعتبر هذا الطريق من اهم الطرق في المحافظة، حيث يعتبر قناة النقل الرئيسية، إضافةً إلى كونه مورد رزق للسائقين، فنحن نعمل على نقل الركاب منذ الصباح الباكر وحتى وقت الغروب، ويوجد طريق يوصل إلى مدينة "القامشلي" يمر عبر ناحية "براك" إلا إنه غير مسلوك بشكل كبير، إذ يتركز اعتماد الناس على هذا الطريق نظراً لجودته، كما أنه يتصل بالطريق الدولي عند مفرق حطين إي على بعد نحو 37 كيلو متراً، ويستخدم هذا الطريق للنقل التجاري والزراعي إذ إن كامل المسافة التي يمتد عبرها تمر بأراضٍ زراعية».

أنا من مواليد ثلاثينيات القرن الماضي وأذكر أن أهلي كانوا يتحدثون عن طريق "القامشلي- الحسكة" وهذا يدلل على أن الطريق قديم جداً، لكن عندما كبرنا أدركنا قيمته الفعلية، فقد ساهم هذا الطريق بحضارة المحافظة وتقدمها العمراني من خلال تقصير المسافة بين الأرياف مترامية الأطراف التي تعتبر مواقع منتجة وبين أسواق التصريف في المدن

من جهته قال "كاوا محمد" طالب في كلية الاقتصاد: «يعتبر هذا الطريق الخيار الأفضل للطلاب القادمين من مدينة "القامشلي"، فهو مجهز على مستوى جيد ويؤمن حركة مستمرة وسلسة للآليات ومنها الحافلات التي تنقل الركاب، ونحن بفضل وجود هذا الطريق نذهب من "القامشلي" إلى الكلية بشكل يومي دون عناء، حيث يتم قطع هذا الطريق بنحو ساعة واحدة أو أقل من ذلك، الأمر الذي يوفر لنا الوصول إلى الكلية دون عناء ودون أن نترك منازلنا ونسكن في "الحسكة"».

صورة أرشيفية لتعبيد الطريق

الحاج "خضر سلطان مرعي" تحدث عن هذا الطريق فقال: «أنا من مواليد ثلاثينيات القرن الماضي وأذكر أن أهلي كانوا يتحدثون عن طريق "القامشلي- الحسكة" وهذا يدلل على أن الطريق قديم جداً، لكن عندما كبرنا أدركنا قيمته الفعلية، فقد ساهم هذا الطريق بحضارة المحافظة وتقدمها العمراني من خلال تقصير المسافة بين الأرياف مترامية الأطراف التي تعتبر مواقع منتجة وبين أسواق التصريف في المدن».

وتابع "الحاج مرعي": «كان الطريق في السابق يُقطع بنحو 12 ساعة متواصلة بواسطة الخيل أو العربة التي تجرها الأحصنة، كما كان الناس يستعملون البغال أيضاً في التنقل، والجدير بالذكر هو أن الطريق كان في السابق ضيقاً للغاية مقارنةً بما هو عليه اليوم، فكان لا تكاد تمر عليه سيارتان، إذ كانت السيارات الموجودة في المحافظة قليلة للغاية ولم تدخل الخدمة الفعلية إلا في عام 1976، وأذكر وقتها أن السيارات أحدثت طفرةً في حياة الناس ومعيشتها، ففي السابق كنا نذهب إلى قرية مجاورة ونستأجر الجمال لنقل المحاصيل الزراعية، وأخذت هذه الظاهرة تنتهي تدريجياً مع تطور الحياة حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، وأصبحت الأمور أيسر على السكان وارتبطت القرى بالمدن بشكل جيد وتم تقليل الوقت والجهد على الناس».

صورة من غوغل إيرث للطريق

بدوره قال المدير السابق للشركة العامة للطرق المهندس "ملكي برو" في حديث سابق مع الموقع أجري عام 2010: «إن الشركة وضعت في خطتها تحسين وضع الطريق من خلال تجديد طبقة الإسفلت العلوية وتوسيع الطريق من دوار الصباغ وهو بداية الطريق وحتى مفرق حطين، وتعتبر أهم القرى التي يمر الطريق من أمامها هي "صفيا" والتي تبعد عن مركز المدينة قرابة 10 كليو مترات، كما كان الطريق يخدّم معمل القرميد المتوقف حالياً، وتقطع الطريق عند الكيلو 13 سكة القطار وقد كان من المخطط وضع جسر على الطريق لضمان السلامة المرورية ولعدم عرقلة سير القطار، ويلتحم الطريق المتجه سمالاً مع الطريق الدولي عند مفرق حطين ليتجه شرقاً وصولاً إلى دوار "زوري" عند مدخل "القامشلي"، ويبلغ طول الطريق بين مركزي المدينين 81 كيلو متراً، وقد تم تجهيزه لكل أنواع الآليات الثقيلة والخفيفة، وهذا الطريق يعتبر ذا مسرب واحد ويستخدم للذهاب والإياب وهو مجهز بالشاخصات المرورية التي تؤمن السلامة للمسافرين وتجرى له أعمال الصيانة الدورية».