ارتبطت بلعبة كرة السلة ارتباطاً طويلاً ومميزاً، منحتها الحب والاهتمام، شاركت معها ببطولات كثيرة، حققت من خلالها النجاح، لتستمر بعد ذلك في مسيرة التدريب والعمل الإداري كي تحافظ على علاقة الحب التي جمعتها مع الرياضة بكل تفاصيلها.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 25 أيلول 2020 التقت الرياضيّة "وفاء داؤود لحدو" للحديث عن مشوارها في الملاعب الرياضيّة، وقالت عن البدايات: «بدأتُ ممارسة الرياضة عندما كنتُ تلميذة في المدرسة، توجهتُ على الفور إلى كرة السلة، أحببتها بشكل كبير، وبالتزامن شاركتُ في عدّة بطولات بألعاب القوى، تخصص رمي الرمح، أمّا الحصة الأكبر فمنحتها للسلة، لأنها تناسب طول قامتي، ووجدت فيها غايتي وإمكاناتي البدنية، حتى أصبح الارتباط وثيقاً بيننا.

إحدى أبرز وأهم اللاعبات التي شاركت باسم نادينا بكرة السلة حتى يومنا هذا، جهدها وعملها اليومي وحفاظها على التمارين، والتقيد بتعليمات المدربين، أسباب نجاحها، كانت تعشق لعبتها بشكل كبير، والعشق يتطلب الوفاء. بالإضافة إلى تميزها كلاعبة، كانت جديرةً بقيادة الفريق كمدربة وإدارية، وخلقت أجواء اجتماعية وأسرية في فريقها، وكوّنت أسرةً سلويةً باقيةً حتى تاريخه، وهذا بحدّ ذاته إنجاز

شاركتُ في بطولات ومسابقات عديدة على مستوى المدارس في البدايات، سواء على مستوى مدينة "القامشلي" أو بطولات على مستوى المحافظة و"سورية"، وحققنا مراكز متقدمة ومنافسة لمواسم كثيرة، وكانت الإشادة بمستواي الفني وتطوره حاضرة من المراقبين والمتابعين، وهذا الأمر قادني للوصول إلى نادي "الجهاد"».

مدربة في نادي الجهاد

وعن المرحلة الثانية، واللعب مع نادي "الجهاد" قالت: «حبي كبير للنادي الذي صقّل موهبتي بشكل أكبر، ومنحني ثقة مهمة، كنّا فريقاً كروياً متكاملاً مزيجاً من الخبرة والشباب، وفي الثمانينيات حصلنا أكثر من مرة على لقب بطولة المحافظة، بالإضافة لعديد المشاركات على مستوى القطر، نافسنا في تلك الفترة بقوة للوصول إلى الممتاز، لكن دوماً كنّا نصطدم بأندية عريقة في كرة السلّة أبرزها "محردة"، رغم أن الظروف لم تكن مثالية للتمارين، فكانت ملاعبنا المخصصة للتمارين في مدارس المدينة، وخلال اللعبة كسبتُ صداقة وعلاقة اجتماعية ورياضية مع لاعبات كرة السلة ما زالت مستمرة إلى الآن رغم التقاعد الكروي أمثال "عطية بنجارو"، "سمر موشي"، "جورجيت ملكي"، "منى حنا"، "منى أبراهام"».

وأكملت عن مسيرتها: «تضاعفت الصعوبات بعد زواجي، ومع ذلك تابعت ممارسة هوايتي الرياضية الأولى، كنتُ أضع طفلي الصغير في حديقة المدرسة، حتى الانتهاء من تمرين كرة السلة، بعد فترة من هذه المعاناة، توجهتُ إلى التدريب لأبقى مع اللعبة التي أحببتها، في الجانبين الإداري والتدريبي، حيث أمضيت فترة جميلة أيضاً، وشاركنا بعدة بطولات على مستوى القطر، كانت لنا اجتهادات ومبادرات ذاتية كثيرة في سبيل المضي والحفاظ على اللعبة، وإحدى أجمل ذكرياتي معها أنني اشتريت كرة سلة مع توجهي إليها كلاعبة، ولعب بها من بعدي أبنائي، وهي باقية في منزلي حتى اللحظة.

مع شريك حياتها الكابتن جورج خزوم

لا بدّ من الإشارة إلى فضل المدربين عليّ وهم: "موسى كلّو"، "عبد الأحد شمعون"، وقد أخذت اللعبتان المفضلتان (الرمح والسلة) وقتاً كثيراً وجهداً أكبر، لكنها أجمل الأيام في مسيرتي».

الكابتن "فؤاد القس" رئيس نادي "الجهاد" السابق بيّن رأيه بمسيرة "وفاء"، حيث قال: «إحدى أبرز وأهم اللاعبات التي شاركت باسم نادينا بكرة السلة حتى يومنا هذا، جهدها وعملها اليومي وحفاظها على التمارين، والتقيد بتعليمات المدربين، أسباب نجاحها، كانت تعشق لعبتها بشكل كبير، والعشق يتطلب الوفاء.

بالإضافة إلى تميزها كلاعبة، كانت جديرةً بقيادة الفريق كمدربة وإدارية، وخلقت أجواء اجتماعية وأسرية في فريقها، وكوّنت أسرةً سلويةً باقيةً حتى تاريخه، وهذا بحدّ ذاته إنجاز».

يذكر أن "وفاء لحدو" من مواليد مدينة "القامشلي" 1960، تحمل دبلوم تربية رياضية من مدينة "حلب" 1982، متأهلة من الخبرة الرياضية وأحد رموز نادي "الجهاد" الكابتن "جورج خزوم"، رزقت منه بشابين "عدنان"، و"كنان".