مدافع صلب، تكسرت على أقدامه هجمات الخصوم، وحكم كانت العدالة له مبدأ وعنواناً. أعطى للرياضة أجمل ما عنده، ولا زالت عينه وروحه في الملاعب إلى الآن.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 12 أيلول 2020 التقت الكابتن "إبراهيم عكلة" ليحدثنا عن تجربته في الرياضة والتحكيم، فقال: «قبل الحديث عن الرياضة أود الحديث عن الواقع الاجتماعي الذي كنا نعيشه في "الحسكة" وسط النسيج الاجتماعي المتميز الذي كان يشكل هوية المحافظة، هذه الأطياف المتعددة التي كنت تجدها في الواقع الرياضي المتماسك والمتحاب الذي ينصهر في بوتقة الانتماء للنادي والوطن.

الكابتن "إبراهيم" مدافع صلب ومقاتل شرس، وكان اللاعبون يهابونه في الملعب. لعب في الدفاع ظهيراً أيمن، وكان ظهيراً عصرياً في زمانه، وهو ما يدل على انفتاحه وفكره المتقد

أما بداياتي مع الرياضة وكرة القدم، فكانت في فرق الأحياء الشعبية، وشاهدني أثناء اللعب الكابتن الكبير "فوزي خليل"، ودعاني للعب في فريق "الخابور"، وذلك قبل الدمج مع فريق "الحسكة" ليصبح نادي "الجزيرة" الرياضي. زاملت في نادي "الخابور"، و"الجزيرة" سحرة كرة القدم ذاك الوقت أمثال "نبيل نانو"، و"حنا نصري"، "ألبير سركيس"، "جورج مختار"، "ملك شهرستان"، "عبود إمام"، "غسان اصطيفو"، وكنت ألعب في خط الدفاع، وشعار "لن يمروا" خرج من فريقنا، كان ذلك سنة 1963 ثم انتقلت إلى نادي "الجزيرة"، وبقيت فيه حتى عام 1982 لعبنا خلال تلك السنين أجمل المباريات، وكنا فريقاً من الصعب هزيمته، فقد كانت الرياضة ذاك الوقت تتصف بالانتماء، وقميص الفريق شرف تذود عنه. لم نكن نعرف الاحتراف أو نسمع به، ولو عاصرنا زمن الاحتراف لكان للاعبون الذي أسلفت في ذكرهم شأن آخر في عالم كرة القدم».

الحكم رياض االضامن

أما عن التحكيم وكيف أصبح حكماً يقول: «أعجبني التحكيم وفكرة أن أكمل حياتي الرياضية حكماً. لم أفكر بالاتجاه إلى التدريب رغم إمكاناتي التدريبية وخبرتي في الملاعب، كان ذلك في عام 1978 حيث اتجهت إلى التحكيم متبعاً الدورات التحكيمية تلو الأخرى بمختلف الدرجات؛ إلى أن وصلت إلى مرشح حكم دولي، وقد عاصرت العظام من الحكام السوريين الذين كان لهم صولات وجولات محلياً وعربياً وعالمياً من أمثال الراحل "مروان عرفات"، و"إبراهيم ماشطة"، "جمال الشريف"، "قيس العبدالله"، "عبد القادر محمد علي"، و"اسكنر حمال" الذين أثبتوا تميز الحكم السوري، ويتصف بالعلم والثقافة التحكيمية والنزاهة، وبقيت حكماً حتى عام 1992 وآخر مباراة حكمتها كانت بين فريقي "الحرية "و"شرطة حلب"، وكانت منقولة على التلفزيون العربي السوري. اتجهت بعد ذلك إلى العمل الإداري، وكنت أمين سر اللجنة الفنية للحكام في "الحسكة" لأكثر من عشرين عاماً، وعضواً في إدارة نادي "الجزيرة" أكثر من مرة.

يبقى هاجس الرياضة السورية والحسكاوية مستمراً في حياتي، ولم أستطع ترك الرياضة والملاعب، وأتابع كل التطورات وأغضب للإخفاقات التي مررنا بها لأني عشت في أبهى عصور الرياضة السورية، وذقت مع أبطالها المجد رياضياً وكروياً وتحكيمياً، أتمنى بعد زوال الأزمة أن تعود الرياضة السورية إلى سابق عصرها الذهبي وترتفع راياتها عالياً في كل الميادين».

من إحدى المباريات التي قادها حكماً

يقول عنه الحكم "رياض الضامن": «لقد كان الكابتن "ابراهيم عكلة" قدوة للجميع لما يمتاز به من جرأة وشجاعة ولياقة، وكانت توكل إليه مباريات صعبة وحساسة، وكان يوصلها إلى بر الأمان. وحين كان أمين لجنة الحكام الفرعية اتصف بالعدل والإنصاف، ويختار الحكام المناسبين للمباريات، ويتابع تدريبهم بشكل مباشر».

أما الكابتن "غسان منصور" قلب دفاع نادي "الجزيرة" سابقاً، فيقول عنه: «الكابتن "إبراهيم" مدافع صلب ومقاتل شرس، وكان اللاعبون يهابونه في الملعب. لعب في الدفاع ظهيراً أيمن، وكان ظهيراً عصرياً في زمانه، وهو ما يدل على انفتاحه وفكره المتقد».

من الأرشيف مع نخبة حكام سورية

يذكر إن الكابتن "إبراهيم عكلة " من مواليد "الحسكة" عام 1952، يعمل في الأعمال الحرة، متزوج ولديه أربعة أبناء.