كان يسمى العقل المدبر والحكيم عندما لعب كرة اليد في نادي "الجزيرة" السوري، وعندما هاجر إلى "السويد" ليكمل مشواره صار فيها حكماً.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 12 تموز 2018، تواصلت مع الكابتن "نعيم عبد الأحد" اللاعب والمدرّب والحكم في "ستوكهولم" ليحدثنا عن تجربته، فقال: «بدأت لعب كرة اليد عام 1970 بإشراف القدير شيخ المدربين "نزيه مشرف"، وتدرجت بكافة الفئات من الأشبال إلى الرجال، وصعدنا إلى الدرجة الأولى موسم 1979-1980، ثم انتقلت إلى مدينة "حلب" للدراسة في معهد التربية الرياضية، وأكملت إقامتي فيها أثناء أدائي الخدمة الإلزامية، وخلال تلك المدة لعبت مع نادي "الاتحاد" الحلبي ومنتخب "المنطقة الشرقية" تحت إشراف المدرّب "إسماعيل زيتوني"، وجاءتني دعوات كثيرة للعب في أندية "دمشق"، منها نادي "الجيش العربي السوري"، لكنني فضّلت العودة إلى فريقي نادي "الجزيرة"، كان ذلك عام 1987، فعدت لاعباً ومدرّباً مع الكابتن المحترم "كرم خليل"، ولعبت ثلاثة مواسم مع نادي "الجزيرة"، ثم حان موعد سفري وهجرتي إلى"السويد" عام 1990.

الكابتن "نعيم عبد الأحد" لاعب ذو مستوى رائع وأخلاق عالية، لقد تربّى في نادي "الجزيرة" ولعب ضمن كل فئاته، كان أفضل لاعب في جيله، كما دعي أكثر من مرة للمشاركة مع المنتخب الوطني. عمل معي كمدرب، وكانت له شخصية متميزة في التدريب، وله فضل كبير في مساعدتنا في بناء اللعبة بمحافظة "الحسكة"، وهو رجل عصامي

أما عن تجربة "السويد"، فيقول "عبد الأحد": «هناك أكملت طريقي في كرة اليد ولعبت في مختلف الدرجات حتى تاريخ اعتزالي اللعب عام 1997، لكنني لم أخرج من الملاعب، فاخترت أن أكون حكماً، وما زلت في عالم التحكيم حتى اليوم بعد أن التحقت بدورات تحكيم متعددة، وكل عام ألتحق بدورة جديدة لتجديد المعلومات ومعرفة ما إذا كانت هناك قوانين جديدة في اللعبة، ووصلت في التحكيم إلى مستوى درجة ثانية للرجال، ودرجة أولى للسيدات، ودرجة ممتازة للشباب والناشئين، وكلنا نعلم تاريخ "السويد" العريق في كرة اليد، فهي من الدول المتقدمة على صعيد العالم في هذه اللعبة».

من محفوظاته

ويضيف "عبد الأحد": «على الرغم من هجرتي منذ قرابة 28 عاماً عن وطني، إلا أنني لست بعيداً عن حال كرة اليد السورية، فهي في حال لا تسر ولا تبشر بالخير، وما تزال المحسوبيات في المقام الأول، وهناك قلة قليلة تعمل بإخلاص لرفع شأن الوطن، من يعيش في الغربة يدرك ما هو الوطن وكم تكون السعادة تغمر قلوبنا في حال تم رفع العلم السوري في المحافل الدولية، وهذا الأمر لا يتم إلا بنية صادقة للعمل؛ التي تعتمد الشفافية والبعد عن المصالح الشخصية وتطوير الحالة الأخلاقية للعاملين في شأن الرياضة وكرة اليد بوجه خاص، ثم يأتي التطوير من خلال رفع المستوى التدريبي عبر إرسال بعثات للمدربين أو استقدام مدربين أكفاء وخبراء عالميين للنهوض بحال الرياضة وكرة اليد. أنا أعيش في دولة متقدمة على كافة الصعد، وأريد أن يوازي وطني ما أشاهده من تطور وتقدم، ويعمّ كافة مفاصل الدولة صناعياً وزراعياً واقتصادياً؛ وهو ما يؤدي إلى تطور الرياضة، وعلينا تربية الجيل على حب الوطن والإخلاص له.

لم أنقطع يوماً عن وطني وزاد تمسكي به أثناء الأزمة، وأنا الآن في لجنة الدفاع عن "سورية" في "السويد"؛ وهو شرف لا يدانى، "سورية" بلد حضاري متميز تعيش فيه مختلف الطوائف التي تشكل الفسيفساء السورية المتميزة؛ وهذا سرّ إبداعنا وتميزنا، ومن يحاول الخروج من هذه البوتقة يبقى معزولاً، "سورية" ليست وطناً تعيش فيه، بل وطناً يعيش فيك».

جان عبدو قلايلي

يقول عنه الكابتن "كرم خليل يونس" شيخ المدربين في "الحسكة": «الكابتن "نعيم عبد الأحد" لاعب ذو مستوى رائع وأخلاق عالية، لقد تربّى في نادي "الجزيرة" ولعب ضمن كل فئاته، كان أفضل لاعب في جيله، كما دعي أكثر من مرة للمشاركة مع المنتخب الوطني. عمل معي كمدرب، وكانت له شخصية متميزة في التدريب، وله فضل كبير في مساعدتنا في بناء اللعبة بمحافظة "الحسكة"، وهو رجل عصامي».

أما الكابتن "جان عبدو قلايلي" الخبير الرياضي والمغترب في "السويد"، فيقول عنه: «هو من الشباب الملتزمين مع الوطن "سورية" الحبيبة، ومسؤول النشاطات في نادي "الجزيرة" العائلي في "ستوكهولم"، وحكم متميز بكرة اليد. يشارك ناديه الذي يشرف عليه في كافة دورات السلام لـ"سورية"، يجيد إلقاء الشعر، وهو عريف الحفل في كافة المناسبات الوطنية، كما أنه عضو في لجنة الدفاع عن "سورية" في "السويد"، يعشق كرة اليد، وهو صديق وفيّ لأكثر من أربعين عاماً».

يذكر أن "نعيم عبد الأحد" من مواليد "الحسكة" عام 1962، متزوج ولديه "شمس" و"وجودي" و"دافيد".